عادي
ريتشارد براكنبورغ فنان «صاحب قلب مضيء»

«مهرجان ماي كوين».. الرسم لحظة فرح

23:18 مساء
قراءة 3 دقائق
لوحة «مهرجان ماي كوين»
ريتشارد براكنبورغ

الشارقة: «الخليج»

ريتشارد براكنبورغ (22 مايو 1650- 28 ديسمبر 1702)، رسام هولندي من العصر الذهبي، وصفه الكاتب أرنولد هوبراكن بأنه «صاحب قلب مضيء». تعلم الفن في مدينة ليوفاردن عاصمة ولاية فريزيا، خلال الأعوام من 1670 إلى 1687، وهو معروف بالمناظر الطبيعية والصور الشخصية، لقد رسم مواضيع مماثلة لتلك التي رسمها أستاذه الرسام شيندل والتي تصور أجواء المرح، وكانت رسوماته في هذا الجانب مصممة ببراعة، وملونة بشكل جيد، بطريقة تشبه أسلوب الفنان الشهير إدريان فان أوستاد.

كان براكنبورغ حاذقاً في استخدام الألوان وأنجز لوحات بدرجة عالية من البراعة والإتقان، كما وصف بأنه كان واعياً تماماً لكيفية التعامل مع الإضاءة خلال لعبة اللون، إلا أن عيبه الوحيد هو رسمه غير الدقيق للشخصيات.

يحتضن معرض فيينا مجموعة من لوحاته خاصة «مشهدين للفلاحين»، كما يحتضن معرض بروكس واحدة من لوحاته الشهيرة بعنوان «وليمة الأطفال» المؤرخة في 1698، وله في متحف روتردام لوحة «زيارة طبيب» رسمها في عام 1696.

كان بركنبورغ معلماً لعدد من الفنانين في عصره مثل: ويجيروس فيترينجا، أبراهام باردانوس، جيليس دي وينتر. ويصنفه النقاد كأحد أتباع يان ستين (1620 - 1679) ورائد الرسم في العصر الذهبي بهولندا.

سمات

«مهرجان ماي كوين» واحدة من أبرز لوحات براكنبورغ، وفيها، نلمح سمات الرسم الهولندي في الفترة الذهبية، التي تجلّى فيها الأسلوب الباروكي وخصائصه. واللوحة بمثابة عمل يأسر القلوب بأسلوبها الفني الذي تعززه التفاصيل والتكوينات الفنية على أصولها، وهي تصور مشهداً من مهرجان «ماي كوين» في هولندا في القرن السابع عشر.

وفي هذه اللوحة، يبدع براكنبورغ مشهدية فنية غنية بالتفاصيل وثراء الألوان والقدرة على التقاط الحياة اليومية في زمنها، ومن خلالها يمكن تمييز الملابس والتصاميم النموذجية للاحتفال، بالإضافة إلى وجوه وإيماءات الشخصيات التي تبدو وكأنها تتحرك.

يعد التكوين الفني في العمل من أكثر خصائصه إثارة للاهتمام، حيث يستخدم براكنبورج منظوراً يتيح للمشاهد الحصول على رؤية بانورامية للمنظر. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترتيب الشخصيات والعناصر في العمل يخلق إحساساً بالحركة والديناميكية.

من حيث اللون، تعتبر «مهرجان ماي كوين» بمثابة عينة من إتقان براكنبورغ لتقنية الإضاءة والتي تنجح في مزج الألوان الداكنة والفاتحة بشكل متناغم لخلق جو دافئ وحيوي.

أما قصة هذا العمل، فهي مثيرة للاهتمام أيضاً، فقد كان هذا المهرجان يمثل عطلة شعبية في هولندا في القرن السابع عشر، حيث يتم اختيار امرأة شابة كملكة، ويتم الاحتفال بها من خلال الموسيقى والرقص وتناول الطعام، وهذه اللوحة تجسد نموذجاً حياً من هذه الاحتفالية التي كانت جزءاً من الحياة اليومية في ذلك الوقت.. وثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام، وهو أن براكنبورغ رسم هذه اللوحة في سن مبكرة، مما يظهر موهبته ومهارته كفنان منذ صغره. باختصار، تعتبر لوحة مهرجان ماي كوين لبراكنبورغ عملاً يتميز بأسلوبه الفني، ودقة استخدام الألوان كما كانت لوحة أمينة من حيث توثيقها للزمن الذي رسمت فيه، وكأنها قطعة فنية للحياة اليومية والاحتفالات في هولندا القرن ال 17 بطريقة نابضة بالحياة.

خلفية

ثمة خلفية تاريخية لهذا المهرجان الذي كان حياً في الفترة الرومانية، حيث كان يقام احتفال في الفترة من 27 إبريل إلى 3 مايو ويحتفل فيه بالإلهة الرومانية «فلورا» / إلهة الزهور (خاصة زهرة مايو) حيث الفصل مناسباً لخصوبة الزرع والنباتات، وقد تضمن الاحتفال عروضاً مسرحية، يتم خلالها إطلاق سراح الأرانب البرية والماعز كما كان يتم رشق الحشود المحتفلة بأنواع من النباتات والحبوب كالفول والترمس.

انتشر هذا المهرجان في كافة أنحاء أوروبا، ففي إنجلترا ثمة تقليد إنجليزي لتتويج «ماي كوين» أو ملكة مايو، وتعود جذوره إلى القرن التاسع عشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nh9m7z4r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"