عادي
وقّعت اتفاقية مع شركتين على هامش «كوب28»

«بيئة» تدشّن أول محطة تجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز بالشارقة

12:59 مساء
قراءة 5 دقائق
1
خلال حفل التوقيع في «كوب28»

دبي: «الخليج»
في إنجاز عالمي غير مسبوق في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وضمن جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية، أبرمت مجموعة بيئة، الرائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط، اتفاقية تطوير مشتركة مع كل من «تشينوك هيدروجين» البريطانية، الشركة المتخصصة في تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، و«إير ووتر»، الشركة اليابانية المتخصصة في الأعمال ذات الصلة بالموارد الطبيعية والحفاظ عليها، بهدف إنشاء أول محطة تجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز في العالم، انطلاقاً من إمارة الشارقة بالإمارات.
شهد حفل التوقيع المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، في جناح دولة الإمارات المقام ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28»، من قِبل كلّ من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، والدكتور رفعت شلبي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «تشينوك هيدروجين»، وإسماعيل شلبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «إير ووتر».
الحياد الكربوني
ويأتي هذا التعاون في أعقاب الإنجازات الاستثنائية التي حققتها أول محطة تجريبية في العالم لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر ممتاز، والتي تم افتتاحها مؤخراً بمدينة نوتنغهام البريطانية في إطار التحالف الثلاثي، الذي تم إبرامه بين مجموعة بيئة وشركتي «تشينوك هيدروجين»، و«إير ووتر»، ضمن مساعي المجموعة الرامية إلى دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
يُذكر أن المحطة التجريبية حققت إنجازات كبيرة من خلال تبنّي حل عملي فعال يسهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات من دون انبعاثات كربونية، حيث تعمل المحطة على تحويل مختلف النفايات البلدية الصلبة والنفايات البلاستيكية والخشبية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى خلايا هيدروجين أخضر متصلة بوحدة خلايا وقود تويوتا التي تولد الطاقة من الهيدروجين المنتج، على غرار خلية الوقود المثبتة في مركبات خلايا وقود الهيدروجين، مثل تويوتا ميراي.
حلول بيئية خضراء 
وقال خالد الحريمل: «نؤمن بأن تحقيق هدفنا المتمثل في تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات يتوافق تماماً مع هدف الوصول إلى الحيادي الكربوني. ومع افتتاح المحطة التجريبية لتحويل النفايات إلى هيدروجين، قدّمنا حلولاً بيئية خضراء مستدامة قابلة للتوسع والتطوير ويمكن تبنيها من قبل مختلف دول العالم، للتغلب على تحديات النفايات والانبعاثات الكربونية، وسنبدأ بالعمل معاً عبر هذا التحالف الثلاثي لإنشاء المحطة التجارية لتحويل النفايات إلى هيدروجين في الشارقة».
وأضاف: «يسعدني أن أتوجه بالتهنئة لشركائنا في هذا الاتفاقيّة على العمل معنا لتحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي لا يجسد أهدافنا الرامية لبناء محطة تجارية شاملة ومتكاملة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في دولة الإمارات فحسب، وإنما يقدم أيضاً حلاً عملياً على الصعيدين، الاقتصادي والبيئي، لإنتاج الهيدروجين، ويمكن اعتماده بسهولة بما يتماشى مع هدف تعزيز الممارسات المستدامة عالمياً».
تكنولوجيا «روديكس» المبتكرة
وتوظّف المحطة تكنولوجيا «روديكس»، التي تشمل عملية الانحلال الحراري، والتي ابتكرتها «تشينوك هيدروجين» في أعقاب 23 عاماً من البحث والتطوير والتحسين، أسفرت عن إنشاء 18 وحدة لتحويل المواد الصلبة إلى غاز، أو ما يُعرف بعملية «التغويز» في مختلف أنحاء العالم، وهي تكنولوجيا مبتكرة حاصلة على براءة الاختراع في استخدام التحلل الحراري النشط للهيدروجين، لمعالجة مجموعة واسعة من النفايات العضوية، تشمل النفايات البلدية الصلبة، والنفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، وحمأة الصرف الصحي، والكتل الحيوية والخشبية، لإنتاج ما يُعرف بـ«غاز الاصطناع» الذي يتألف من غازات الهيدروجين، وأول أوكسيد الكربون، وثاني أوكسيد الكربون، والميثان.
ويبرز نظام «روديكس» باعتباره التقنية الوحيدة في العالم التي تعالج النفايات بطاقة منخفضة لإنتاج «غاز الاصطناع» الذي يشكل الهيدروجين ما يقارب 50% منه، ويتم تكرير هذا الغاز بواسطة تقنية تكرير الهيدروجين التي طورتها «إير ووتر» اليابانية لإنتاج هيدروجين عالي النقاء، والذي يمكن استخدامه في خلايا وقود المركبات التي تعمل بالهيدروجين في قطاع النقل، وغيرها من الاستخدامات الكيميائية والصناعية الدقيقة، كما تحرص المحطة على احتجاز وتخزين وتنقية غاز ثاني أووكسيد الكربون الناجم عن عملية الانحلال الحراري، ما يجعل هذه العملية محايدة كربونياً. 
جهود الراسخة 
من جانبه، أعرب الدكتور رفعت شلبي، عن فخره بما وصفه بالإنجاز الكبير والرحلة الإبداعية من الالتزام الراسخ والابتكار الفريد، وقال: «تعد التكنولوجيا التي طورناها لإنتاج الهيدروجين شهادة على العمل الجاد والأفكار المبتكرة لفريق شركة «تشينوك هيدروجين»، على مدار 23 عاماً من المثابرة والإصرار والالتزام، وأكثر من عقدين من الجهود والتعاون المتبادل مع شركائنا في مجموعة بيئة وإير ووتر».
وأضاف: «لم نتوقف عند توسيع الآفاق وتطوير الأفكار في مجال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر فحسب، وإنما قمنا بتطوير أول محطة تجريبية في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، لاستخدامه في خلايا وقود الهيدروجين بهدف إنتاج وتوليد الطاقة الميكانيكية، أو لتشغيل المركبات التي تعمل بالهيدروجين من دون أي انبعاثات كربونية».
نظام الذكاء الهيدروجيني
ويسهم نظام «روديكس» لتحويل المواد الصلبة إلى غاز من خلال الانحلال الحراري المستخدم في المحطة؛ في إنتاج ما يصل إلى 1.5 طن من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً، حيث تضمن عملية التحلل الحراري النشط للهيدروجين، التي يتم التحكم فيها عن طريق نظام الذكاء الهيدروجيني، إنتاج الهيدروجين الأخضر الممتاز، في عملية تعتبر الأقل كلفة في العالم حالياً، وسيتم اعتماد عملية مماثلة من قبل «بيئة»، و«تشينوك هيدروجين»، و«إير ووتر»، لإنتاج 7 أطنان من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً، في أول محطة تجارية في العالم لإنتاج الهيدروجين التي سيتم بناؤها في الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى تحقيق الهدف النهائي وهو زيادة قدراتها الإنتاجية تدريجياً وصولاً إلى 20 طناً من الهيدروجين الأخضر الممتاز يومياً، ومن ثم نقل التجربة المبتكرة إلى منطقة الشرق الأوسط، وخارجها
يشار إلى أن مجموعة بيئة حققت تقدماً ملحوظاً في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات والمساهمة في التخفيف من انبعاثات الكربون، تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي في دولة الإمارات 2050، حيث يتضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات 12 مرفقاً مخصصاً لمعالجة كل أشكال النفايات المنزلية والتجارية والصناعية، وإنتاج المواد القابلة لإعادة التدوير، والوقود البديل، والمواد الأولية البديلة، بما يسهم في تعزيز معدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات وترسيخ الاقتصاد الدائري.
إنجاز جديد لمجموعة بيئة
وفي مايو/ أيار 2022، افتتحت «بيئة» «محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة»، أول محطة تجارية من نوعها في الشرق الأوسط، والتي طورتها «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة» التي تم تأسيسها في إطار اتفاقية الشراكة بين «بيئة» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل، «مصدر»، حيث ساهمت هذه المحطة في رفع معدل تحويل النفايات بعيداً عن المكبات إلى 90%، مسجلة رقماً قياسياً إقليمياً، مع تفادي انبعاث 450 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
ولا تكتفي محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين المُزمع بناؤها في الشارقة بتحقيق الحياد الكربوني في صناعة النقل وخفض الانبعاثات في قطاع إدارة النفايات فحسب، بل تتوافق أيضاً مع الإطار العام لـ«الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050» لدولة الإمارات التي تسعى لإنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، بحلول عام 2031، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tdacmv4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"