مستقبل أكثر استدامة

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

لورا فريجنتي*

فيما يجتمع قادة العالم في دولة الإمارات للمشاركة في «كوب 28»، يهدد الاحتباس الحراري حق الأطفال في الحصول على تعليم ذي جودة وآمن وشامل. وتزيد الظروف المناخية القاسية من صعوبة إكمال ملايين الأطفال لتعليمهم بأمان ودون انقطاع. وبالرغم من ذلك، تم تجاهل دور التعليم في جهود العمل المناخي طوال الفترة الماضية، مع تقديم الحد الأدنى من التمويل المناخي لتعزيز مرونة قطاع التعليم.

ويتيح مؤتمر«كوب 28» فرصة للمجتمع الدولي لحماية وتحسين مستقبل ملايين الأطفال في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل الذين يتعرض تعليمهم للتهديد بسبب التغير المناخي.

ولتحفيز العمل الجماعي الذي يرقى إلى مستوى المسؤولية الحرجة المتمثلة في حماية الأطفال وتعزيز تعليمهم، عملت كل من الشراكة العالمية للتعليم وصندوق المناخ الأخضر ومنظمة «أنقذوا الأطفال» على توحيد جهودها لإطلاق مبادرة رائدة لتقديم نحو 70 مليون دولار، بعضها على شكل تمويل من صندوق المناخ الأخضر، واخرى على شكل منح ومساعدات تقنية من الشراكة العالمية للتعليم.

ويسعى هذا الاستثمار غير المسبوق إلى معالجة الإهمال قصير النظر لقطاع التعليم في جهود العمل المناخي.

تتأثر أنظمة التعليم بشدة بالأزمات المتعلقة بالمناخ، مما يؤدي إلى انقطاع التعليم لنحو 40 مليون طفل كل عام.

وفي الوقت ذاته، تلعب أنظمة التعليم الوطنية دوراً أساسياً وحيوياً في تثقيف الأطفال حول مخاطر التغير المناخي وتدابير الوقاية منه.

ويسعى مشروع «بناء قدرة الأطفال والمجتمعات على التكيف مع التغير المناخي من خلال قطاع التعليم»، الذي يديره أكبر صندوقين للتعليم والمناخ في العالم، وتنفذه منظمة «أنقذوا الأطفال»، إلى جعل أنظمة التعليم في الدول المعرضة للكوارث الطبيعية أكثر استدامة ومرونة من خلال ثلاثة إجراءات عملية، وهي بناء المدارس وتحديثها وجعل عملياتها أكثر استدامة، وإدراج تغير المناخ في المناهج الدراسية، وتوفير آلية تحذير من الأحوال المناخية للمدارس وتحسين الإجراءات الاحترازية المبكرة.

من شأن هذا النوع من الاستثمار في التعليم تغيير السلوكيات السائدة والارتقاء بسبل العيش.

وتراجع إجمالي الدعم الإنمائي للتعليم إلى أقل من 10% خلال عام 2020 مقارنةً بنسبة 12% خلال العقد الماضي، في حين ارتفعت نسبة تمويل العمل المناخي من 22% في عام 2013 إلى 33%.

لا عجب إذن أن يخصص مؤتمر «كوب» يوماً للتعليم للتعريف بالدور الأساسي الذي يلعبه هذا القطاع في الحد من التغير المناخي والتكيف معه. ويسهم التعليم ذو الجودة في إعداد الأطفال والأسر والمجتمعات بشكل أفضل للتعامل مع العديد من الصعوبات والمشكلات.

* الرئيسة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39xzu9h3

عن الكاتب

الرئيسة التنفيذية للشراكة العالمية من أجل التعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"