عادي

منارة السعديات تفتتح معرضين فنيين للحوار والإلهام

20:43 مساء
قراءة 4 دقائق
عمل تركيبي فني باستخدام كيس بلاستيكي صديق للبيئة من إبداع الفنان مصطفى بريّز

افتتحت منارة السعديات معرضين فنيين جديدين خلال ديسمبر كجزء من برنامج فعالياتها لنهاية العام، ويشارك مركز منارة السعديات الثقافي، مع الجمهور مجموعة من الأعمال الفنية، ما يوفر مساحة لفتح باب الحوار وإلهام الزوار من مختلف الأعمار.

يستمر المعرض الأول بعنوان «جذور: الاستدامة - منظور فني» حتى 26 إبريل، حيث يركز على مفهوم الفن المستدام. ويستمر المعرض الثاني، بعنوان «رسائل التصميم: القميص الملصق» حتى 23 فبراير، ويستخدم المعرض قمصان ال«تي شيرت» كوسيلة من وسائل للتعبير الفني.

يستكشف معرض «جذور»، مفهوم الاستدامة من خلال الفن، حيث يشهد استخدام طيف متنوع من المواد لإبداع أشكال فنية غير مسبوقة. ويقدم المعرض أعمالاً مميزة تضم 15 فناناً، بينهم 13 فناناً إماراتياً واعداً يعتمدون أساليب متنوعة في عرض محيطهم الطبيعي. ومن خلال مزيج من الصور الفوتوغرافية والأعمال التركيبية الفنية، يدعو المعرض المشاهدين إلى التفكير والتأمل في الترابط العميق بين الفن والطبيعة.

وتستوحي الفنانة الإماراتية عزة القبيسي مفهوم عملها الفني «مسار القبة» (Dome Path) من سعف النخيل، حيث ابتكرت هيكلاً من الفولاذ المقاوم للصدأ لجمع السعف معاً، ما يعكس الالتزام بمفهوم الاستدامة البيئية.

وكتبت عزة القبيسي في بيانها الفني: «أستخدم سعف النخيل، هذه المادة التي حددت وجودنا في عصر ما قبل النفط، لأجسد إعجابي الكبير بتراثنا الثقافي الذي يبقى جزءاً أساسياً من نسيجنا التاريخي».

وتأخذ المصورة وعالمة الأنثروبولوجيا نورة النيادي المشاهدين في رحلة استكشاف وتعلم من خلال أعمالها الفنية، وهي رحلة تعتمد على توثيق الروابط بين المجتمعات المتنوعة والبيئات التي يعتبرونها موطناً لهم. وفي عملها المميز «استكشاف التنوع الثقافي في الصحارى»، والذي يجسد رحلة إثنوغرافية مدتها شهر واحد عبر مجتمعات تشاد والمنطقة الجنوبية من ليبيا؛ تقوم نورة النيادي بإعداد تقرير مصور شامل يوثق حياة وثقافات وتحديات تلك المجتمعات.

وفي بيانه أيضاً، كتب الفنان علي بن ثالث الذي يعشق التصوير تحت الماء وستتألق أعماله في المعرض: «أشارك في هذا المعرض أعمالاً فنية تتجاوز ما تراه العين، فهي تكشف روعة أعماق المحيط وتحاول إيصال رسائل حول الإبداع الكامن في هذه البيئات المفعمة بالهدوء والسكينة، إذ نتطلع من خلال أعمالنا كفنانين إلى رفع مستوى الوعي وتعزيز القيم الثقافية التي تعطي الأولوية للحفاظ على البيئة واستدامتها، وبناء مستقبل أفضل للجميع».

وفي إطار معرض «جذور»، يُعرض أعمال المصوّر والمخرج كريس جوردن بتنسيق من نزار أنداري. وقد كان جوردن وراء إبداع فيلم «القطرس» الذي حاز إعجاباً دولياً كبيراً عام 2017، حيث يحكي الفيلم قصة طيور القطرس في جزيرة نائية بالمحيط الهادئ، والتي تمتلئ أجسادها بالبلاستيك. وسيتم عرض رحلة جوردن من خلال 10 مطبوعات، تنتقل من الرعب إلى الجمال المستجد، تشمل مطبوعات من أعماله السابقة في مشروع Midway و Intolerable Beauty، وصولاً إلى أحدث أعماله Emergent Beauty التي تستكشف الجمال الخفي للعالم الحي.

من ناحية أخرى، يشهد المعرض تعاوناً خاصاً مع متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي. كما يتم عرض أعمال الفائزين الثلاثة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي «تصوير ما لا تراه العين» التي أقيمت في وقت سابق من العام الجاري، بعد عملية اختيار تنافسية شملت 1500 مشاركة.

ويركز المعرض الثاني، «رسائل التصميم: القميص الملصق» بالتعاون مع استوديو موبيوس، على الأزياء المعاصرة كشكل من أشكال التعبير الفني. وهو بمثابة عربون تقدير للفنان المصري الراحل محيي الدين اللباد وكتابه الملهم، «The Illustrator's Notebook: The Power of the T-shirt».

يبحث المعرض في كيفية استخدام قمصان ال«تي شيرت» لدعم القيم ونقلها، واعتبار هذه القمصان أداة قوية للتواصل، تُستخدم في الحملات الإعلانية، والخيرية، والأنشطة الثقافة والشعبية وغيرها.

وقد فهم اللباد، المصمم والرسام، إمكانات هذه الأداة وتعمق عبر مجموعة من قمصان ال«تي شيرت» في كيفية نقل المعنى وبدء حوارات مهمة. كما أن أعمال اللباد على القمصان واستخدامها كلوحة للتصميم الجرافيكي والتعليقات الاجتماعية يخلق منصة للمناقشة البنّاءة والمحفزة للتفكير.

وفي هذا المعرض، شاركت مجموعة مميزة مكونة من 20 مصمماً محلياً وإقليمياً، حيث استخدموا وجهات نظرهم الفريدة ومهاراتهم التصميمية الاستثنائية للتعبير عن أفكارهم. ساهموا من خلال إبداعاتهم في تطوير حدود التصميم الجرافيكي القابل للارتداء.

وساهمت قمصان ال«تي شيرت» التي استخدموها على نطاق واسع في إقامة معرض ديناميكي ومؤثر، مما أكد الإمكانيات التحويلية لهذا الأسلوب الفني.

ويضم المعرض أعمال فنانين ومصممين متعددي التخصصات من مصر والعراق ولبنان والمغرب وفلسطين وغيرها. ويستمد الخطاط والرسام المقيم في بغداد، حسين خليفة، إلهامه من إحدى أشهر أغاني الفنانة فيروز التي تعبر عن أمل. وباستخدام خط النستعليق، يستخدم خليفة العبارة المؤثرة «في أمل.. إيه في أمل» من الأغنية ليجعلها ركيزة أساسية لتصميمه.

وفي عمل آخر، تبتكر المصممة الإماراتية آمنة الصالح، والتي تستمد إلهامها من ثقافتها الخاصة، رسماً توضيحياً يتمحور حول موضوع النباتات والأشجار، مع التركيز بشكل خاص على الاحتفاء بالنباتات المحلية في دولة الإمارات. ويشمل ذلك شجرة الغاف والنخيل والأزهار والشجيرات الصغيرة.

يستقبل المعرضان زوارهما في منارة السعديات يومياً من الساعة 10 صباحاً وحتى 8 مساءً. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: manaratalsaadiyat.ae.

انتهى -

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2z55mb84

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"