يعد التذهيب أحد أشكال فنون الزخرفة الإسلامية، حيث اعتاد الفنانون في عصور الإسلام المختلفة على تزيين أوراق الكتب والحواشي وخاصة في المصاحف، فبرز شكل زخرفي نباتي يعتمد بشكل رئيسي على عناصر الطبيعة، كما ظهرت تجارب فريدة في التذهيب تزين فواصل السور وفواصل الآيات، وهوامش المصاحف بأشكال ساحرة أبرزت جماليات الزخرفة الإسلامية باستخدام رقائق الذهب التي يتم نقشها أو صقلها ببراعة متناهية على السطوح المراد زخرفتها.
وقد مارس الفنان المسلم التذهيب وحرص على نقشه أو زخرفته وفق معايير وضوابط معروفة في التراث الفني الإسلامي من حيث تكرار الوحدة الزخرفية وتناظرها وتناوبها، إلا أنه وبمرور الزمن وانفتاح الفنون الإسلامية على غيرها من فنون العالم، فقد ظهرت هناك أشكال ساحرة ورشيقة من التذهيب المعاصر، استطاعت أن تطور من نظام المفردة الزخرفية، فأضافت الكثير إلى ثراء وأحاسيس المتلقي بالانفتاح على تجارب متنوعة غاية في الإبداع الجمالي والتكويني.
