عادي

مؤسسات إماراتية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية

19:46 مساء
قراءة 3 دقائق
سعيد محمد الطاير

نظمت مجموعة من المؤسسات الإماراتية احتفالات خاصة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، إذ أقامت هيئة كهرباء ومياه دبي ورشة عمل عن الخط العربي لموظفيها من مختلف الثقافات لكتابة الحروف والكلمات العربية، وذلك بالتعاون مع خطاط محترف، علاوة على تنظيم معرض مصغر لبيع الكتب العربية بالتعاون مع دار نشر محلية. كما وفرت الهيئة مصادر وكتباً متنوعة بالعربية لتشجيع موظفيها على القراءة، إضافة إلى تخصيص «ركن مميز للقراءة». ولتنمية معارف موظفيها باللغة العربية، شاركت الهيئة نشرات إلكترونية داخلية تثقيفية تتضمن معلومات قيّمة حول لغة الضاد، ونظمت في المبنى الرئيسي للهيئة مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تشمل أنشطة تفاعلية لاختبار معلومات الموظفين ومدى إلمامهم باللغة العربية، فضلاً عن استخدام وسم #بالعربي في مختلف قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للهيئة.

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة: «ندعم في الهيئة مساعي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي أخذت على عاتقها المحافظة على اللغة العربية وصونها، وتعزيز مكانتها الخالدة بين لغات العالم. وندرك مسؤوليتنا الوطنية والدينية والأخلاقية لحماية اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، والحاضنة لهويتنا الوطنية وثقافتنا وتراثنا الأصيل، والجسر الذي يربطنا بجذورنا وتاريخنا، وطريقنا الرئيسي نحو مستقبل أكثر ازدهاراً. ولا ندخر جهداً لتعزيز استخدام اللغة العربية في جميع نواحي الحياة، ونعتمدها لغة أساسية في الاتصال الداخلي والخارجي وفي جميع خدماتنا المقدمة للجمهور، كما نعتمدها لغةً أساسية في أنظمة العمل والتقارير المؤسسية الصادرة عن الهيئة، ونلتزم بأولوية تسمية مبادرات ومشاريع الهيئة باللغة العربية، كما ندعم المبادرات والبرامج الوطنية الهادفة إلى دعم ارتباط الأجيال الحالية والقادمة باللغة العربية».

الصورة

من جانب آخر نظمت اللجنة العليا للتشريعات ندوة بعنوان «قهوة عربية» بحضور موظفي اللجنة، وذلك بهدف تعزيز وتمكين اللغة العربية، وإبراز جمالياتها، وتحسين سلامة نطق مفرداتها، وتبيان معانيها الصحيحة. وحاضر في هذه الندوة سالم الأحمد، رئيس قسم البحوث والإصدارات في اللجنة، إذ سلّط الضوء على أهمية اللغة العربية ودورها الحضاري على مر العصور.

وقال أحمد بن مسحار المهيري، الأمين العام للجنة: «نؤكّد أهمية الندوة في إبراز دور اللغة العربية وضرورة إتقانها وتعزيز سلامتها، وضرورة تمكينها في المجتمع بشكل عام، وبين موظفي حكومة دبي على وجه الخصوص. ويتماشى انعقاد هذه الندوة مع حرص اللجنة العليا للتشريعات على تعزيز دور اللغة العربية خاصة بين فئة الشباب في ظلّ تغلغل اللغات الأجنبية، وتوضيح قدرتها على التكيف والإبداع في مختلف العلوم المعاصرة، نظراً لخصائصها الفريدة وقدرتها على التعبير في مختلف المجالات الأدبية والعلمية».

من جانبه، قال سالم الأحمد: «نُنظّم هذه الندوة في 18 ديسمبر من كل عام تقديراً لعظمة لغتنا العربية ولتسليط الضوء على مزاياها وخصائصها الفريدة، مثل الفصاحة والترادف والأصوات ودلالتها على المعاني وكثرة مفرداتها والإيجاز والإعراب وغيرها من الميزات التي تعكس أصالة هذه اللغة، وتُجسّد قدرتها على مواكبة العصر وعلومه».

* الذكاء الاصطناعي

وركزت محاضرة «اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. الواقع والتحديات» التي نظمها مكتب الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على التحديات المتسارعة التي تتعرض لها لغة الضاد، والناجمة عن التقدم التكنولوجي والعولمة والثورة الرقميّة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، كما تطرقت المحاضرة إلى سُبل تعزيز وجود اللغة العربية، وترسيخ استخدامها في العالم الرقمي.

ألقى المحاضرة الإعلامي والشاعر خليل عيلبوني، حيث أكد في بدايتها ضرورة تحديد مفهوم اللغة العربية، قائلاً: إن اللغة العربية هي لغة التواصل بين جميع أفراد الأمة العربية، وهي الفُصحى، ولغة القرآن الكريم، ولغة العلم، وليست اللهجات المحلية المختلفة، فالفصحى جامعة واللهجات المحلية مفرقة.

وأضاف عيلبوني، أن هذا التحديد مهم، لأننا نجد بعض من يدعو إلى إحياء اللهجات العامية والمحلية والاستغناء عن الفُصحى، بحجة أن العامية لغة الناس عامةً، والفصحى لغة الخاصة، وأنه لا يمكن للناس أن يتحدثوا بالفُصحى لصعوبتها وعدم التعود عليها، إضافة إلى النظر باستهجان لمن يتكلم بها.

وأشار إلى أن العرب انتبهوا إلى خطورة ‏هذه الدعوات، خاصة أن هناك من يدعو إلى استبعاد الفصحى عن المدارس والمعاهد، التي تهتم بالعلم والتكنولوجيا، بذريعة أنها لا تصلح، وبحجة أن اللغة الإنجليزية هي وحدها لغة العلم.

وأكد عيلبوني أن التطور العلمي العالمي، ودخول الإنترنت والهواتف والكمبيوترات إلى حياة الناس، عاد بالفائدة الكبيرة على جميع لغات العالم، وخاصة اللغة الإنجليزية، مرجعاً ذلك إلى أن أصحاب اللغة الإنجليزية، استطاعوا أن ‏يزودوا هذه الوسائل الجديدة بمخزون كبير جداً من المعلومات، مشيراً إلى أن حصة اللغة العربية في هذه الوسائل تأتي في المرتبة الأخيرة بواقع 1.2%.

وشدّد على ضرورة زيادة المحتوى باللغة العربية على هذه الوسائل الجديدة، لكي تستفيد لغة الضاد وأصحابها من هذا التطور العلمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8uu5atbb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"