عادي

انتهاء الاقتراع في اليوم الثاني لانتخابات الكونغو الديمقراطية

12:57 مساء
قراءة 4 دقائق
انتهاء الاقتراع في اليوم الثاني لانتخابات الكونغو الديمقراطية
انتهاء الاقتراع في اليوم الثاني لانتخابات الكونغو الديمقراطية
كينشاسا - أ ف ب
وصلت الانتخابات في الكونغو الديمقراطية الخميس، إلى خواتيمها مع انتهاء اليوم الثاني للاقتراع في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي شابتها مشاكل لوجستية عرقلت فتح بعض مراكز الاقتراع في اليوم السابق.
وفي حين كان بعض الناخبين يباشرون الإدلاء بأصواتهم في بعض مناطق البلاد، كانت عمليات فرز الأصوات قد بدأت في مناطق أخرى، ومن المتوقع أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور الجمعة.
ونظمت الدولة الفقيرة، لكن الغنية بالمعادن والواقعة في وسط إفريقيا، أربعة اقتراعات متزامنة الأربعاء لاختيار رئيس البلاد وأعضاء البرلمان الوطني والمجالس الولائية والمحلية.
ويخوض الرئيس فيليكس تشيسيكيدي (60 عاماً) الانتخابات للفوز بولاية ثانية على خلفية سنوات من النمو الاقتصادي، لكن القليل من الوظائف الجديدة وارتفاع التضخم.
غير أن عملية التصويت شهدت الأربعاء، حالات تأخير على مستوى البلاد. وكانت لجنة الانتخابات لا تزال تحاول تسليم مواد إلى مراكز اقتراع بعد وقت طويل على موعد فتح تلك المراكز. وفي بعض الحالات لم تفتح مراكز الاقتراع على الإطلاق.
وكان رئيس اللجنة الانتخابية دنيس كاديما أعلن ليل الأربعاء، في تصريح بثه التلفزيون أن الناخبين في بعض المناطق التي كان التصويت فيها متعذراً، سيقترعون الخميس.
ولم يكن واضحاً من بين 75 ألف مركز اقتراع عدد المراكز التي تأثرت، لكن مراسلي وكالة «فرانس برس» أفادوا بأن الانتخابات كانت جارية في المدن الواقعة شرقي البلاد وفي مدينة لوبومباشي جنوب شرقي البلاد والعاصمة كينشاسا.
وفي مدينة غوما شرقي البلاد التي تشهد أعمال عنف مسلّح، قال الناخبون إنهم أمضوا ليلة الأربعاء في باحة مدرسة، حيث يجري التصويت في أجواء متوترة بدون ما يكفي من الماء والطعام.
ولم يسجل حدوث أعمال عنف وجرت الانتخابات بشكل سلمي في معظمها، لكن في شرقي البلاد تم نهب أحد مراكز الاقتراع من قبل نازحين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
وفي كينشاسا، تعرض مراسل إذاعة فرنسا الدولية باسكال موليغوا لاعتداء من قبل نشطاء موالين للحكومة، وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود.
وجددت الولايات المتحدة الخميس دعوتها للكونغو للديمقراطية إلى ضمان الشفافية في الانتخابات بعد تمديد التصويت.
وقال متحدث باسم الخارجية: «تكرر الولايات المتحدة دعوتها إلى انتخابات حرة ونزيهة، تجرى من خلال عمليات انتخابية شفافة وشاملة».
وأضاف: «لن نتردد في الكشف عن المخالفات التي نعتقد بأنها تقوض العملية الديمقراطية وإرادة الشعب الكونغولي».
النتائج النهائية الشهر المقبل
والكونغو الديمقراطية هي إحدى أفقر دول العالم على الرغم من احتياطياتها الكبيرة من النحاس والكوبالت والذهب.
وقرابة 44 مليون كونغولي من بين السكان البالغ عددهم 100 مليون نسمة، مسجّلون على لوائح الانتخابات. ويتنافس أكثر من 100,000 مرشح على مختلف المناصب.
ومن المفترض أن تصدر النتائج الأولية بحلول 31 كانون الأول/ديسمبر، على أن تعلن المحكمة الدستورية النتائج النهائية في 10 كانون الثاني/يناير.
وقال كاديما للصحفيين الأربعاء إن المشاكل والتأخيرات أثرت في مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، مقدراً أن 70% من الناخبين تمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
وفي وقت متأخر الخميس، صرّح ديدي مانارا أحد كبار المسؤولين الانتخابيين بأن لجنة الانتخابات ستبدأ بنشر النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الجمعة.
ومن المتوقع بعد ذلك أن تعلن المحكمة الدستورية النتائج النهائية في 10 كانون الثاني/يناير.
مشكلات لوجستية
وطرح تنظيم انتخابات في بلد شاسع يوازي تقريباً مساحة غرب أوروبا مع القليل جداً من الطرق، تحديات لوجستية هائلة. وبرزت مخاوف منذ فترة طويلة إزاء عدم اكتمال استعدادات اللجنة الانتخابية، وهو ما ثبتت صحته يوم الاقتراع.
وبحلول بعد ظهر الأربعاء أكدت بعثة الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية المؤثرة، مدى الخلل الذي شاب عملية الاقتراع.
وقال المراقبون إن ما يقرب من ثلث مراكز الاقتراع في البلاد لم تفتح أبوابها، وإن نحو 45 في المئة من آلات التصويت عانت مشكلات فنية. ولم يبدِ مرشحو المعارضة تفهّما يذكر ونددوا بالفوضى والتجاوزات.
وأكبر منافس لتشيسيكيدي هو مويس كاتومبي (58 عاماً) رجل الأعمال الثري والحاكم السابق لإقليم كاتنغا (جنوب شرق) الغني بالمناجم وهو كان عرضة بشكل خاص لانتقادات الرئيس.
ومن المرشحين الآخرين، مارتن فايولو (67 عاماً) الذي يقول إن الفوز سلب منه في انتخابات 2018 والطبيب دوني موكويغي (68 عاماً) الحائز نوبل السلام تكريماً لجهوده لمساعدة النساء ضحايا الاغتصاب، وهو ذائع الصيت في العالم، لكنه حديث العهد بالسياسة.
ورفض خمسة مرشحين رئاسيين معارضين من بينهم فايولو وموكويغي، تمديد التصويت في وقت لاحق، معتبرين ذلك غير قانوني.
ودعوا في بيان مشترك إلى إجراء انتخابات جديدة.
مرشحون أجانب
يقول تشيسيكيدي الذي تولى الرئاسة في 2019 ويواجه 18 منافساً، إنه يريد ولاية ثانية لـ«ترسيخ مكاسبه». ويعد الأكثر حظاً للفوز في جولة واحدة للانتخابات الرئاسية، على الرغم من سجله المتضارب كما أقرّ.
وطوال حملته الانتخابية، انتقد من سمّاهم «مرشّحو الخارج»، متهما إياهم بعدم التحلي بـ «حسّ وطني» قوي في وجه «الاعتداءات» التي يحمّل مسؤوليتها خصوصاً لرواندا المجاورة. ومنافسه مويس كاتومبي هو الهدف الرئيسي لتلك الهجمات.
وأرخى النزاع المسلح شرقي الكونغو الديمقراطية بظلاله على معظم الحملة الانتخابية.
ومنذ عقود تنتشر في المنطقة المضطربة جماعات مسلحة، هي أرث حروب إقليمية اندلعت في التسعينات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتفاقمت التوترات منذ أن بدأت حركة إم23 السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي أواخر 2021.
وتُتّهم رواندا بدعم المتمردين وهو ما تنفيه كيغالي. وتراجعت وتيرة الاشتباكات مع مقاتلي حركة إم 23 في الأسابيع الأخيرة، لكنهم ما زالوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من إقليم شمالي كيفو، حيث يستحيل تنظيم الانتخابات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3r6sd387

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"