بطولة استثنائية

هنا الشارقة
23:59 مساء
قراءة دقيقتين

** تعودنا في تنظيمنا للبطولات الدولية على ما يخص الفريق الأول بأي لعبة، فهو الأشهر وهو الذي يستقطب الجمهور، وهو أيضاً الذي قد يحفز الجهات الراعية على التمويل ووسائل الإعلام للتغطية أكثر من سواه، وهذه ثقافة سائدة ومتعارف عليها لتحقيق الفائدة المرجوة من الدعاية والترويج للبطولة أياً كانت، لكن ماذا إذا كانت الرؤية من الأساس غير ذلك؟ وماذا إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي شيئاً آخر؟ وماذا إذا كانت الفرق الأولى «شبعانة» بطولات ودعاية ووصلت بمستواها إلى سقف لا نرى سقفاً بعده؟

** كان لا بد من هذه المقدمة حتى أصل بكم إلى الرؤية التي حكمت توجه المجلس الرياضي في تنظيمه لبطولة الشارقة الدولية لشباب السلة، تلك البطولة التي وجهنا بوصلتها إلى لعبة غير كرة القدم الأثيرة بكل شيء.. ونحو فرق المراحل السنية «المنسية» التي لا يحفل بها أحد، ولا أدعي بأية حال أن تلك الرؤية من بنات أفكارنا، فهي من لحظة ميلادها تخص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ حيث تقضي توجيهات سموه بالاهتمام بالمراحل السنية المبكرة، باعتبارها الأرض الخصبة لزرع الثقافة ورفع المستوى، وما كان منا إلا أن سعينا إلى ترجمة توجيهات سموه فكانت تلك البطولة التي وصلت «بحمد الله» إلى سنتها ونسختها الرابعة.

** في مدينة خورفكان حاضنة البحر والسهل والجبل، ألقت بطولتنا مرساها بعد أن وجدت كل ما تحتاج إليه من دعم واهتمام ورعاية فيها، من نادٍ كبير توفر إدارته الإمكانات بسخاء، إلى صالات مجهزة للتدريبات والمباريات من الصباح إلى المساء، إلى جمهور كريم يحتفي بالضيوف أينما حلوا وبالمشاركين أينما لعبوا، وإضافة إلى هذا وذاك، مرافق ومنشآت ومزارات سياحية على أعلى مستوى، وطقس شتوي رائع لا يجدوه إلا بالساحل الشرقي هنا.. وها هي المحصلة تجسدها الأرقام بالورقة والقلم، فبين أيدينا 450 لاعباً ولاعبة يمثلون 34 فريقاً من 7 دول، وهناك 3 مدارس أوروبية من أكاديميات إسبانيا وصربيا وروسيا عوضاً عن المدرسة العربية التي تمثلها فرق مصر والأردن وسوريا ولبنان.

** إنها حقاً «بطولة استثنائية» في كل شيء حظيت به، وإذا كانت حققت لأبنائنا وبناتنا غاية تنافسية مهمة من خلال الاحتكاك بالمدارس التدريبية الأخرى، فإنها في الوقت نفسه فتحت لهم آفاقاً واسعة مع نظرائهم لتبادل العلوم والثقافات، واكتساب التجارب والخبرات، وإن شاء الله، بالتعاون المثمر وبإخلاص العطاء ستتواصل دورات البطولة لتحقق غايتها الثقافية والرياضية على حد سواء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y8nj37xx

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"