الإمارات وفلسطين

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

حكاية دولة الإمارات العربية المتحدة مع قطاع غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام ليست وليدة الحرب، بل يعود تاريخها إلى عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حين وقف رحمه الله، إلى جانب السلطة الفلسطينية في بدايات تسلمها لإدارة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمساعدتها في مهامها الإنسانية والوطنية، ترجمة لمبادئ التآزر والعطاء والإنسانية والوطنية، إضافة للعلاقة الوطيدة التي كانت تربط الشيخ زايد بياسر عرفات.

ولو أردنا ذكر حصيلة ما قدّمته الإمارات في عهد الشيخ زايد لانتهى المقال من دون الإحاطة بكل المشاريع التنموية. وما سيرد هنا ليس رداً على أحد أو مزايدة على أي جهة، إنما هو كلمة للتاريخ، فليس من عادة الإمارات التبجّح والتباهي لتحقيق مآرب ذاتية، إنما تقوم بتنفيذ المشاريع والحملات بهدوء وصمت إيماناً منها بضرورة وقوف الشقيق إلى جانب شقيقه في الأزمات، ويحزّ في أنفسنا أن الفلسطينيين يعانون منذ سنوات طويلة أزمات حادة خلقتها الحروب وسياسات التجاهل التي مارسها العالم تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حقه في إقامة دولته وتقرير مصيره، وهو الموقف الذي لم يتغيّر في سياسة الإمارات منذ إنشائها حتى اليوم.

وحتى لا يكون كلامنا إنشائياً سنذكر بعض المشاريع التنموية مثل مدينة الشيخ زايد في قطاع غزة، وتقع شرقي مدينة بيت لاهيا وشمالي منطقة تل الزعتر في جباليا، وتضم 736 وحدة سكنية استفاد منها 25 ألف مواطن فلسطيني تشردوا خلال انتفاضة الأقصى، ويضم المشروع مسجدين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ومدرستين للثانوية والإعدادية، وسوقاً كبيرة وحدائق وملعب كرة قدم وعيادة صحية، ويبدو أن هذا المشروع تضرر نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي للمجمعات المدنية، ومما لا شك فيه أن الإمارات ستساهم في إعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب التي نرجو أن تكون في وقت قريب.

وأمام هول المأساة التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، تحركت الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً لتخفيف مصاب أهلنا في القطاع، فأطلقت حملة (الفارس الشهم)، وبأوامر مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما يميز هذه المبادرة مشاركة قيادة العمليات في وزارة الدفاع ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الإنسانية والخيرية، وبالتنسيق الشامل مع هيئة الهلال الأحمر.

ووجّه سموّه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة، ودائرة الصحة - أبوظبي، وفتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية، وفي إطار عملية (الفارس الشهم)، أقامت الإمارات ثلاث محطات لتحلية مياه البحر، وهو مشروع مهم للغاية نظراً لتلوث المياه في قطاع غزة. وهناك أيضاً حملة «تراحم من أجل غزة»، بالتعاون مع «برنامج الغذاء العالمي»، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، ووزارة تنمية المجتمع، إضافة إلى مشروع علاج ألف طفل حضر جزء كبير منهم برفقة أهلهم إلى الإمارات.

ما سبق سرده غيضٌ من فيض، يترجم الاستراتيجية التي تبنتها الإمارات منذ أكثر من خمسين عاماً، وستستمر ما بقي الإنسان على وجه الأرض، ولفتت هذه الاستراتيجية انتباه العالم وخاصة الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب، وذكره هنا ليس للتباهي بالعطاء بقدر التباهي بتعزيز القيمة التي أصبحت ملمحاً مهمّاً من الشخصية الوطنية الإماراتية، التي تحرص عليها الحكومة والشعب سواء بسواء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p9yuasx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"