قالت الشرطة الصربية أمس الاثنين، إن ثمانية من رجال الشرطة أصيبوا وتم اعتقال 38 شخصاً في أثناء وبعد احتجاج للمعارضة على نتائج الانتخابات في البلاد فيما تخوض زعيمة المعارضة الصربية إضراباً عن الطعام للتنديد بتزوير الانتخابات، في وقت اتهمت فيه موسكو الغرب بالسعي إلى «زعزعة» الوضع في صربيا بعد الانتخابات.
في غضون ذلك، احتشد الآلاف في وسط العاصمة الصربية بلغراد للمطالبة بإلغاء الانتخابات البرلمانية والمحلية التي أجريت الأسبوع الماضي ووصفها مراقبون دوليون بأنها كانت غير نزيهة.
وحطم المحتجون النوافذ والزجاج عند المدخل الرئيسي لمبنى البلدية قبل أن تفرقهم الشرطة، وقال إيفيكا إيفكوفيتش رئيس إدارة الشرطة إن اثنين من رجال الشرطة الثمانية المصابين جروحهما خطرة. واتهمت أحزاب المعارضة الشرطة باستخدام القوة المفرطة، وأظهرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لرجال شرطة وهم يضربون رجالاً في الشوارع القريبة من مبنى البلدية.
في السياق، اتهمت موسكو أمس الاثنين الغرب بالسعي إلى «زعزعة استقرار» الوضع في صربيا، وقالت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا «من الواضح أن الغرب الجماعي يسعى إلى زعزعة استقرار الوضع في البلاد»، مشبهة التظاهرات في صربيا بتلك التي شهدتها كييف وأدت إلى وصول موالين للغرب إلى السلطة في أوكرانيا مطلع 2014، كما ذكرت وكالة الأنباء الروسية العامة ريا نوفوستي.
وتخوض مارينيكا تيبيتش التي تعد من قادة المعارضة الصربية إضراباً عن الطعام للتنديد بتزوير الانتخابات التشريعية في 17 كانون الأول/ديسمبر، مؤكدة رغم ما تبدو عليه من ضعف أنها تريد المضي قدماً حتى النهاية، على الرغم من المخاطر التي تهدّد صحّتها.
وتطالب هذه النائبة التي ترأس قائمة الائتلاف المعارض للرئيس ألكسندر فوتشيتش الذي أُعلن حزبه القومي اليميني الفائز الأكبر في عملية الاقتراع، بإلغاء الانتخابات، وبدأت إضراباً عن الطعام أمس الاثنين مع ستة برلمانيين آخرين. وقال حزبها إن صحّتها «في خطر»، وإنّها مضطرة لتلقي حقن يومية. لكن مارينيكا تيبيتش ترفض التخلّي عن معركتها.
وتقول المرأة البالغة من العمر 49 عاماً «أحاول ألا أفكّر في الأمر (الموت). لا أعتبره تضحية، بل نضال ووسيلة للحفاظ على نفسي على قيد الحياة»، مشيرة إلى السرير المؤقت الذي تمكّنت من تجهيزه لنفسها على أحد مقاعد البرلمان في بلغراد.
وأثارت الانتخابات الكثير من الانتقادات بعدما ندّد فريق مراقبين دوليين، يضمّ ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بسلسلة من «المخالفات»، بما في ذلك «شراء أصوات» و«حشو صناديق اقتراع».
وعلى الرغم من سيل الانتقادات، لم يتزعزع الرئيس الصربي. وقال في خطاب متلفز «أريد أن أطلب من جميع المضربين عن الطعام ألا يفعلوا ذلك. يمكنهم تنظيم تظاهرات كلّ يوم، أنا معتاد على التظاهرات».
من جهته، أعلن مكتب المدعي العام في صربيا السبت أنّه طلب من الشرطة التحقيق في العديد من المخالفات المفترضة لتحديد ما إذا كانت هناك أدلّة كافية لتوجيه اتهامات رسمية. وقال مكتب المدعي العام في بلغراد في بيان إنه تم الإبلاغ عن العديد من المخالفات، بما في ذلك حالات «فساد انتخابي» و«شراء أصوات» (وكالات).
