أصدرت مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات تقريرها السنوي لعام 2023، الذي يقدم نظرة شاملة ومفصلة لقطاع الأغذية والمشروبات في الدولة، ويستعرض للمرة الأولى تحليلاً للجوانب المفضلة للمستهلكين والمتغيرات في قطاع التجزئة والطلب لكل فئة من الأغذية والمشروبات، في إطار بيئة تتسم بارتفاع معدلات التضخم وتقلب الأسعار في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويؤكد التقرير النمو القوي لتجارة الأغذية والمشروبات، مع التركيز على الاتجاهات الرئيسية التي تسهم في تشكيل القطاع، وتزايد أهمية القدرة على الحصول على الخيارات المختلفة للعلامات التجارية الاستهلاكية. وأشار إلى أن الوجبات الخفيفة والمخبوزات تقود النمو، حيث تتفوق على متوسط النمو الإجمالي للقطاع. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن تفضيلات المستهلكين تشير إلى نمو الطلب المستمر على المنتجات المتميزة. ويسلط التقرير الضوء أيضاً على النمو الحيوي لصغار المنتجين والمصنعين، بما يتجاوز معدلات نمو كبار اللاعبين في السوق.
ويصل عدد الشركات العاملة في صناعة الأغذية والمشروبات بدولة الإمارات إلى أكثر من 2000 شركة، وتبلغ إيراداتها السنوية 7.63 مليار دولار (28 مليار درهم)، وتشكل 25% من الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الصناعي، ما يضعها في المرتبة الثانية بعد قطاع النفط والغاز، من حيث المساهمة في الناتج المحلي.
ويتضمن التقرير بعض النتائج والرؤى بالاستناد إلى استبيان قطاع التجزئة الذي أجرته شركة «نيلسن» للأبحاث والدراسات، ويعكس التحولات في أنماط الإنفاق والسلوك الاستهلاكي.
وقام التقرير بتصنيف النتائج إلى سبع فئات، حيث تفوقت فئة الأطعمة سهلة التخزين والوجبات الخفيفة والمخبوزات على معدل النمو الإجمالي لسوق الأطعمة والمشروبات، وبلغ معدل نمو المخبوزات أكثر من 50%. كذلك، حققت فئة الوجبات الخفيفة والشوكولاتة والبسكويت نمواً قوياً، حيث تصل نسبة نمو الشوكولاتة 20%، بدعم من العلامات التجارية الشهيرة.
في الوقت نفسه، شهد قطاع المشروبات نمواً ملحوظاً في الإمارات، حيث حققت فئة المشروبات الرياضية نمواً بنسبة 15%، على الرغم من ارتفاع أسعار المشروبات الغازية بنسبة 134%، ما يشير إلى أن أداء صغار المصنعين في سوق المشروبات يتفوق على قادة الصناعة. وشهدت فئة الأغذية سهلة التخزين تعافياً طال انتظاره بعد الوباء، مع نمو القطاعات الفرعية، مثل البيض وزيوت الطهي، والحلويات بنسبة 18%، و30%، و21% على التوالي، وشهدت جميع الفئات ارتفاعاً في الأسعار.
وأشار الاستبيان إلى أن قطاع الألبان يشهد نمواً بمعدل 16%، على خلفية زيادة الوعي بين العملاء بأهمية التوازن واتباع نظام غذائي صحي. في الوقت نفسه، شهدت فئة الأغذية المجمدة تباطؤاً في النمو الإجمالي، فيما شهدت اللحوم المجمدة نمواً ملحوظاً بنسبة 18%، متجاوزة معدل النمو الإجمالي لفئة الأغذية المجمدة، المدفوع في المقام الأول بتحسينات الأسعار.
وتواجه صناعة أغذية الأطفال تحدياً، حيث يؤدي التضخم إلى زيادة معدل النمو الإجمالي، من خلال زيادة أسعار المنتجات. مع ذلك، يشهد إجمالي الاستهلاك انخفاضاً، بسبب الميل لتفضيل أغذية الأم والبدائل محلية الصنع، إلى جانب انخفاض معدلات المواليد، ما يستلزم أهمية تكيف الصناعة مع ظروف السوق المتطورة.
وقال صالح لوتاه رئيس مجلس إدارة مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات: «يعكس التقرير مرونة وديناميكية قطاع الأغذية والمشروبات في دولة الإمارات».
