عام 2023

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

2023 هذا العام الذي قد مضى ماذا يمكن أن نسميه، أو كيف كان لنا أن نودعه، بكل ثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه وأسابيعه وشهوره، بأجوائه ولحظاته وأفراحه وأحزانه، كم كان لنا فيه من غبطة وفرح، أو كم كان لنا فيه من غصة وحزن وألم.
إذا أخذناه من الجانب الشخصي الذي يخصنا أو إن أخذناه على العموم، فهو عام من العمر بكل ما فيه، شكل شيئاً من وجداننا بحلوه ومره، أفراحه وأتراحه، بشارته ونكباته، عام كم استطعنا أن ننجز فيه، أو هو عام هزمنا من الداخل لكننا لا نستطيع أن نسلخه من ذاكرتنا مهما فعلنا. 
كل عام يغادر يترك فينا بصمة وكل عام يأتي بلا شك سيترك فينا بصمة. بصمة العام 2023 فيها الكثير من الألم والإحباط، خصوصاً في أشهره الأخيرة التي عصفت بالقلب والوجدان ليس بشكل شخصي فقط بل بشكل عالمي، سقطت فيه الكثير من المثل والقيم والقناعات.
عام ضربت فيه كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، عام انتهكت فيه بشرية الإنسان من أخيه الإنسان، وضربت القيم الدينية قدسيتها واستغلت أيما استغلال، وبالذات في خاصرتنا نحن العرب والمسلمين حيث تمارس أبشع أساليب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وبشكل سافر دون أي حراك مؤثر وفعال من المجتمع الدولي، والمجتمع المتقدم الذي يدعي الديمقراطية والحرية والإنسانية لكنه يغض البصر والطرف بل يتعامى ويساند ضارباً بكل القيم التي يدعيها عرض الحائط. 
كيف لأهلنا في غزة أن يودعوا هذا العام الذي تجاوز فيه عدد الشهداء 22 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال وزاد عدد المصابين على 57 ألفاً، وارتكاب جيش الاحتلال ما يزيد على 14 مجزرة حتى الآن، مع تهديم أحياء كاملة ومناطق وبيوت ومستشفيات برمتها، حتى لم يبق لهم من دور أو قوت أو ماء أو مقوم من مقومات الحياة والمعيشة اليومية، كيف يا ترى ودعوا هذا العام والقصف مستمر والقتل مستمر والمجازر مستمرة والعدوان مستمر، كيف ودعوه وهم إما يداوون جراحهم أو يدفنون شهداءهم أو يبحثون عن لقمة تسد رمقهم.
في ظل هذا الصمت تجاه ما يحدث في غزة، نرى موقف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً تجاه الأشقاء في فلسطين، إذ هبت منذ اندلاع الأزمة الإنسانية لمساعدة أبناء القطاع من خلال الجسر الجوي الإنساني والسفن، وآخرها تدشين 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح لتوفير المياه الصالحة للشرب لأبناء غزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/28urwcxz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"