عادي
نصائح بعدم الانصياع للأفكار المستهجنة أو الغريبة

«حفلات» وبذخ بتكاليف مبالغ فيها تُكبد الأسر أعباء مادية إضافية

00:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

العين: منى البدوي

تسببت المظاهر وحب التفاخر في إفساد ما أصلحته «كورونا»، حيث اختفت في ظل الجائحة العالمية العديد من مظاهر البذخ المصاحبة، ليس فقط لحفلات الخطوبة وعقد القرآن والزفاف وأعياد الميلاد، وإنما أيضاً المبالغة في تنظيم حفلات أخرى بمسميات مختلفة، بعضها مستحدثة على المجتمع المحلي، تُكبد الأسر أعباء مادية إضافية.

خلال انتشار جائحة «كورونا»، والتي استدعت تطبيق جملة من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشارها، ومن ضمنها تقنين حفلات الزواج، بتحديد عدد معين من «المعازيم» يجب عدم تجاوزه، اختفت العديد من المظاهر، كما أن الأسر استحسنت ما فرضته كورونا، من العودة للعادات والتقاليد التي كان خلالها أهل العروسين يدعون الأهل والأصدقاء للحفل ضمن إطار عائلي، من دون أي مظهر من مظاهر البذخ.

وبعد عودة الحياة إلى طبيعتها، بدأ البعض بالعودة مجدداً إلى ما كانوا عليه، وربما اتسع النطاق ليشمل سلسلة لا تتوقف من الحفلات، تبدأ بالخطوبة ثم عقد القِران، ليأتي قبيل حفل الزفاف ما يسمى ب «توديع العزوبية» الخاص بالعروس وصديقاتها، وبعد الزواج تبدأ حفلات بمسميات أخرى منها «معرفة جنس الجنين»، وتتوالى بعدها الحفلات باستقبال بعد الولادة وعيد ميلاد «نصف السنة»، وبعدها السنة ومن ثم انضمام الطفل الأول للمدرسة.

ومن الحفلات المستحدثة دعوة الأهل والأصدقاء إلى عيد الميلاد الأربعين والخمسين، وغالباً ما تكون هذه النوعية من الحفلات مصحوبة بمظاهر بذخ مبالغ فيها من استئجار قاعات حفلات وشركات منظمة تتولى عملية الضيافة والتصوير والإضاءة وغيرها.

اعتراف بالندم

اعترفت براء خالد (موظفة) بمشاعر الندم التي اعترتها بعد أن انجرت وراء المظاهر الخادعة والأفكار الدخيلة، وقامت بعمل حفل لمعرفة جنس الجنين. وقالت: ضيعت الوقت في البحث عن أفكار جديدة لم يسبق لغيري تنفيذها في معرفة نوع جنس الجنين، ودفعت مبالغ مالية أقلها مادة الباودر التي تنطق باللون الأزرق أو الوردي والتي يصل سعر الواحدة منها إلى 250 درهماً، إلى جانب الديكورات والإكسسوارات والضيافة وغيرها.

دور الأهل التوعوي

وقالت نورة العامري (تربوية متقاعدة) إن ما نشاهده من مظاهر بذخ في مختلف المناسبات الاجتماعية المتعارف عليها، وأيضاً الدخيلة على مجتمعنا، بات يتطلب تفعيل دور الأهل في التصدي للأفكار الغريبة والمستهجنة على مجتمعنا المحلي، ومنها المبالغة في تكاليف وعدد الحفلات بمختلف مسمياتها، وتوجيه الأبناء نحو ضرورة الاقتداء بقادتنا «حفظهم الله» الذين يعتبرون مثالاً يحتذى به في المحافظة على الهوية الوطنية والعادات والتقاليد.

وسائل التواصل

وذكرت هديل أسعد (موظفة)، أن جملة من العناصر ساهمت في ظهور هذه النوعية من المظاهر الدخيلة التي تُلحق ضغوطاً مادية على الفرد، ومنها التقليد الأعمى، وحب الظهور، والتباهي، والبذخ، ليس فقط لدى الفرد الميسور مادياً، وإنما لدى محدودي الدخل، وأيضاً وسائل التواصل الحديثة التي يقوم الناس بتصوير ما يعتبرونه واحداً من المظاهر التي تسهم في إبرازهم اجتماعياً، وحولت الأمر إلى أشبه ما يكون بحلبة منافسة للتباهي بمن يقوم بابتداع أفكار جديدة لم يطبقها أحد من قبلهم.

وأضافت أن البعض يقوم باقتراض الأموال ليتمكن من عمل حفلات متتالية، وهو ما يجهل البعض أن ما يقومون به هو تقليد أعمى وتشبه بالغرب، ومنها حفل «التعرف إلى جنس الجنين» و«شاور بيبي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr22trjs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"