عادي

«حرب الطاقة» تشعل الميدان بين روسيا وأوكرانيا.. ما الهدف منها؟

18:00 مساء
قراءة 4 دقائق
«حرب الطاقة» تشعل الميدان بين روسيا وأوكرانيا.. ما الهدف منها؟
«حرب الطاقة» تشعل الميدان بين روسيا وأوكرانيا.. ما الهدف منها؟
«الخليج» - وكالات
في ظل تقدم عمر الحرب الدائرة في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا تندلع «حرب الطاقة»، ويزداد زخم الهجمات المتبادلة على المنشئات النفطية وحقول الغاز باستخدام الطائرات المسيرة والمنظومات الصاروخية البالستية بهدف شل قدارات توليد الطاقة وزعزعة البنية التحتية للبلدين، ولاسيما قطاع الكهرباء الذي يؤكد العسكريون أنه بمثابة العمود الفقري للدول المتحاربة.
وشنت روسيا مجدداً ليل الجمعة السبت، هجوماً «كثيفاً» بالصواريخ على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ألحق أضراراً بأربع محطات حرارية وتسبب بانقطاعات في التيار الكهربائي، على ما أفاد مسؤولون في كييف السبت.
في المقابل، أعلنت موسكو، أن أوكرانيا شنت هجمات بالمسيرات هي من الأعنف حتى الآن على منطقة كراسنودار بجنوب روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، وذكرت كييف أنها أصابت مصفاتي نفط وقاعدة جوية عسكرية.
وقال الجيش الأوكراني في إحاطته الإعلامية الصباحية «نفذت روسيا هجوماً جديداً كثيفاً بالصواريخ ضد أوكرانيا»، وأوضح سلاح الجو، أن موسكو أطلقت 34 صاروخاً أُسقطت 21 منها.
وكتب وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو على فيسبوك «هاجم الروس مرة جديدة منشآت الطاقة في البلاد» مشيراً إلى، «أضرار لحقت بالمعدات» في مناطق دنيبروبيتروفسك وإيفانو-فرانكيفسك ولفيف.
وتقع إيفانو-فرانكيفسك ولفيف قرب حدود الاتحاد الأوروبي على مسافة مئات الكيلومترات من خطوط الجبهة.
وتقول كييف: إن موسكو تصعد هجماتها الجوية والبرية مع اقتراب احتفالات السادس من أيار/ مايو في ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفي وقت تنتظر أوكرانيا وصول أسلحة أمريكية هي بأمس الحاجة إليها.
وقالت الشركة الأوكرانية الخاصة المشغلة للكهرباء «دي تي أي كاي» في بيان: إن أربع من محطاتها الحرارية «أصيبت بأضرار جسيمة» في الضربات الليلية «الكثيفة».
كما أفادت شركة «يوكرينيرغو» العامة للكهرباء، أنها فصلت خطها الكهربائي الرئيسي في غرب البلاد في إجراء احترازي، وطلبت من جميع مستخدميها الأوكرانيين خفض استهلاكهم للتيار.
  • ترشيد الاستهلاك
أعلنت الشركة العامة في بيان، «نطلب من جميع المستهلكين الاقتصاد في استخدام الكهرباء مضيفة، «يطلب من القطاع ترشيد إمدادات الكهرباء واستخدام مصادر بديلة».
وفي منطقة لفيف الغربية، دعا الحاكم ماكسيم كوزيتسكيي عبر تلغرام السكان إلى، الامتناع عن استخدام الأجهزة التي تستهلك الكثير من الطاقة مثل المكاوي وأفران المايكرويف والغسالات بعد الظهر وظهراً لخفض استهلاك الطاقة.
وقتل شخصان وأصيب 11 بجروح في عمليات قصف متفرقة.
وأفادت فرق الإسعاف الأوكرانية، عن مقتل شخص السبت، في قرية قريبة من الحدود الروسية في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فيما قتل شخص آخر في قصف على منطقة خيرسون (جنوب) بحسب الشرطة الأوكرانية التي أشارت كذلك إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح.
وفي منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط شرق البلاد، أعلن الحاكم المحلي سيرغي ليساك عبر تلغرام، إصابة شخصين بجروح في كريفي ريغ، فيما أفادت أجهزة الطوارئ عن سقوط جريح في منطقة خاركيف.
من جانبها، شنت أوكرانيا هجوماً ليلياً كثيفاً بالمسيّرات على منطقة كراسنودار بجنوب روسيا.
وقال مصدر في الدفاع الأوكراني: إن مسيّرات أصابت مصفاتي نفط وقاعدة جوية عسكرية في هذه المنطقة الواقعة على شرق شبه جزيرة القرم.
وأوضح المصدر أن، «مسيّرات أوكرانية ضربت أعمدة التقطير الجوي في مصفاتي إيلسكي وسلافيانس»، واصفاً الموقعين، بأنهما منشأتان تكنولوجيتان أساسيتان.
وأفاد مسؤولون في منطقة كراسنودار، عن اندلاع حريق في مصفاة سلافيانسك سور كوبان التي اضطرت إلى وقف عملها بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن ممثل الشركة المشغلة.
وانتشرت صور ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت حريقاً كبيراً اجتاح الموقع خلال الليل بعد سلسلة انفجارات.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق اعتراض 68 مسيّرة أوكرانية، 66 منها أُسقطت فوق كراسنودار، والاثنتان الأخريان فوق القرم.
وكثفت كييف في الأسابيع الأخيرة هجماتها على روسيا مستهدفة خصوصاً منشآت للطاقة.
  • تراجع إنتاج الوقود الروسي
وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية السبت: إن منتجي النفط الروس خفضوا إنتاج الوقود في إبريل / نيسان مقارنة بالشهر نفسه قبل عام بسبب هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية.
وقالت الصحيفة: إن إنتاج البنزين عالي الأوكتان انخفض في الفترة من أول إبريل نيسان إلى 23 من الشهر نفسه 0.8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق ليصل إلى 2.57 مليون طن، ومنذ بداية العام، تراجع الإنتاج 0.6 في المئة ليصل إلى 13.08 مليون طن.
وذكرت كوميرسانت، أن المصافي خفضت إنتاج وقود الديزل على أساس سنوي 2.8 في المئة في فترة 23 يوماً من أول إبريل / نيسان إلى 5.06 مليون طن، وقلصت الإنتاج 1.5 في المئة منذ بداية العام إلى 25.96 مليون طن.
وقالت هيئة الإحصاءات الحكومية الروسية (روستات) يوم الأربعاء: إن إنتاج الديزل والبنزين تراجع في الربع الأول.
  • لماذا يتم استهداف أصول الطاقة؟
وعن أسباب اتجاه المتخاصمتين في شرق أوروبا إلى استهداف المنشآت النفطية يرى العسكريون: أن «استهداف البنية التحتية للطاقة أمر إستراتيجي»، موضحاً أنه، «منذ نهاية العام 2022، ركز الروس بشكل خاص على شبكة الطاقة والكهرباء الأوكرانية لأنها الجهاز العصبي للبلاد، وهذا يعطل الحياة الاقتصادية بأكملها».
فيما توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إعادة انتخابه، بالرد على الضربات الأوكرانية، حسبما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس».
  • وجهة النظر الروسية
وبعد ساعات من شن روسيا هجوماً واسعا بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت نفطية أوكرانية، قال بوتين: إن الضربات التي تشنها موسكو ضد منشآت للطاقة في أوكرانيا وتسببت بانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي، تأتي في سياق العمل على تحقيق هدف الكرملين بـ«نزع سلاح» كييف.
وأوضح، «نحن نفترض أنه من خلال هذا الأسلوب، نقوم بالتأثير على القطاع العسكري-الصناعي لأوكرانيا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw5vvvr3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"