قمة المليار

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

قضينا يومين في قمة المليار متابع التي وجه بإطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ استقطبت أكثر من 3000 صانع محتوى من مختلف دول العالم يتابعهم ما يقرب من مليار و800 ألف متابع.
القمة جمعت حضارات وثقافات وشعوباً، وناقشت قضايا وتحديات صانعي المحتوى، وكشفت عن وقائع جديدة ترسم ملامح مستقبل الإعلام الرقمي، إذ حملت معها جوانب مهمة تختص بصناعة المحتوى ومسؤوليات العاملين عليه؛ وأطلعتنا على تطورات العمل في الإعلام الجديد، حيث لم يكن الموضوع مجرد فيديو مصور أو تغريدة مكتوبة.
التطورات التي شهدتها صناعة المحتوى، تعد تمكيناً صريحاً للقائمين عليها بفضل أدواتها وقدرتها على الوصول السريع للملايين «بكبسة زر»، إذ إن لسان حال القطاعات كافة في مختلف المجتمعات، يؤكد أن المحتوى القوي قادر على التحكم في بوصلة ونشاط أي قطاع، والتأثير في اتجاهات ورغبات المتابعين في كل وقت وأينما كانوا، وهنا ينبغي الانتباه إلى التحولات وتوقعات نموها في المستقبل القريب.
المتابع لمجريات التطوير، يجد أن صناعة الإعلام داخل دائرة التحولات الجذرية منذ سنوات، لاسيما عقب ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكين القنوات الرقمية الجديدة، فبات لدينا صناع المحتوى، الذين ينشئون وينشرون محتوى رقمياً «مقالات وأخباراً وصوراً وفيديوهات» قادرة على الوصول إلى ملايين الناس بسرعة فائقة، ما عزز دورهم في تشكيل الآراء والاتجاهات العامة.
لا نختلف مع الآراء التي ترى بعض السلبيات، التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تشكيل مستقبل الإعلام الجديد، فحقاً انتشار المعلومات المضللة، بات ظاهرة يعانيها الأفراد والمجتمعات، وقد تقع في شركها وسائل إعلام رقمية لا تملك القدرة على التحقق من صحة المعلومات والبيانات، لتجد نفسها شريكاً أصيلاًَ في صناعة محتوى كاذب، وهنا فالأمر يتطلب المزيد من الوعي والمسؤولية والتطوير في الأدوات والمهارات. الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤثر فعلياً في الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية للأفراد، وهذا يدعو إلى تضافر الجهود، لوقف آثار الإفراط في استخدام تلك الوسائل، وعلينا بتعزيز الوعي لمجابهة العنف، التي قد تستخدمه بعض المنصات، ونحن بحاجة ماسة لوسائل فاعلة تحمي الخصوصية عند استخدام المنصات، والأهم حماية الأبناء بطرائق حديثة تواكب تطورات صناعة المحتوى التي لا تهدأ. إذا كان المحتوى يشكل مستقبل الإعلام، فعلينا بإذابة التحديات التي تواجهه، وتحويلها لفرص تخدم اتجاهاته ومسارات تطويره، وتقع على عاتق صناع المحتوى مسؤولية التصدي لأصحاب المحتوى المبتذل، ومسؤوليات الصناعة والمعالجة والطرح اللائق الذي يحاكي عادات مجتمعاتنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/572jj72p

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"