أطلقت إمارة رأس الخيمة مؤخراً مبادرة إمارة خالية من أكياس البلاستيك، وبدأت معظم المتاجر فرض رسوم على استخدامها طوال الستة أشهر القادمة، بحيث يمنع بعدها استخدامها بشكل تام. هنا يحق للمستهلك أن يقف وقفة تفكر ومسؤولية تجاه بيئته، فالمسألة ليست بدفع قيمة الأكياس إنما بالتقليل منها، والمساهمة بالمحافظة على البيئة وغرس الوعي في الأبناء والأجيال، كي يكون دورهم أساساً التقليل من استخدام ليست الأكياس وحدها بل كل شيء يستعمل ويرمى لمرة واحدة.
بعض المتاجر تفنن بتطبيق المبادرة، ولم يوزع الأكياس البلاستيكية ولم يفرض عليها أي رسوم، بل وزع أكياساً كبيرة تكفي لكميات من الأغراض، وتستخدم لعدة مرات، وطبع عليها اسم المحل، هنا يحق له أن يبدع بالتسويق لنفسه، بطرق صديقة للبيئة، كما أن بعض المحال آثرت دفع قيمة الأكياس وحولتها لصديقة للبيئة، إنما عدد الأكياس سيبقى كثيراً، وهنا لا بد من إدخال ممارسة عدم وضع كل الطلبات مهما كان حجمها بالأكياس، ويطلب من الزبون ما إذا كان يريد الكيس أم يكتفي بأخذ الطلب، وأغلب الطلبات لا تستدعي وضعها بأكياس، إنما هي عادة جرت عند الباعة والمستهلكين، وآن الأوان لتغييرها واستبدالها بالممارسات الصديقة للبيئة والمخفضة للبصمة البيئية لدولتنا الحبيبة.
ليست فقط الأكياس، حتى الأكواب، الأفضل أن يستخدم الشخص كوبه المنزلي في شراء المشروبات الحارة والباردة، وهي ممارسة صحية من مختلف الجوانب على صحته وعلى بيئته، نظراً للدراسات العملية التي تثبت أضرار أكواب الفلين أو الكرتون المستخدمة في أغلب المقاهي، وقد يرى البعض أن ذلك التصرف مبالغ فيه، إلا أنه مستخدم بين محبي البيئة، وحتى علب المياه المعبأة، تجد الواعين فعلاً يحملون علبهم الدائمة معهم ويعبئونها باستمرار، مع تلك الممارسات التي تزداد عاماً بعد عام ولو بوتيرة بطيئة، إلا أنها في طريق أن تصبح عادة إيجابية، وغير مستغربة البتة.
بيئتنا وتربة وطننا نحن أحق الناس بأن نحافظ عليها، ونتركها نظيفة للأجيال القادمة، خاصة في الأماكن الطبيعية المفتوحة، والتي لا تجرى فيها عمليات التنظيف بشكل مستمر، جميل لو نتركها نظيفة ونساعد في تنظيفها إن وجدنا عبثاً بها من قبل غير المكترث والمشوه للبيئة.
وللأسف ما زالت تلك الممارسات تتكرر وفي أجمل المناطق الطبيعية، ولن يرتدع هؤلاء إلا حين تطبق عليهم عقوبات رادعة، ويتم ذلك بزيادة عدد مختصي الضبط القضائي من العاملين في الجهات البيئية.
[email protected]
