التعلم العميق

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ ظهوره أخذ الذكاء الاصطناعي في الانتشار بطريقة لا نستطيع وصفها، إذ تغلغل في قطاعات المجتمع كافة، وتمكن بشكل لافت من معظم الأعمال، واستحوذ على حيز كبير من حياتنا اليومية، بسبب تطوراته المتسارعة التي جعلت الجميع يلهث وراءها، لمواكبة مستجداته التي لا تهدأ ولا تتوقف.

الذكاء الاصطناعي سجل حضوراً ملحوظاً في مسارات تطوير عملية التعليم والتعلم، والإدارة التربوية والإشراف والمتابعة، وقدم طرائق معالجات متقدمة وفق مستويات المتعلمين، وكان «تعلم الآلة» أبرز مخرجات الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من عدم وصوله إلى معظم النظم التعليمية، إلا أن آثاره ما زالت تجوب أركان ميادين العلم هنا وهناك، لتستنهض همم القائمين على التعليم في مختلف البلدان.

نعم، تطورات الذكاء الاصطناعي لا تنتهي، وتأخذنا في كل مراحلها إلى نقلة نوعية جديدة، فقد ركز تعلم الآلة على الارتقاء بتعليم الطلبة، ومساعدة المعلمين والأساتذة على تطوير طرائق التدريس، ومواكبة الاستراتيجيات الحديثة، ومعالجة جوانب مهمة في التعليم، وهذا الأمر مألوفاً ولا جدال، ولكن مع ظهور «التعلم العميق»، فالأمر يلزمنا جميعاً بالانتباه إلى التطور القادم.

«التعلم العميق» يعد وسيلة للذكاء الاصطناعي، وجدت لتُعلِّم أجهزة الحاسوب، كيفية معالجة البيانات بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري، إذ يستطيع التعرف إلى أنماط معقدة في الصور والنصوص والأصوات والبيانات، لإنتاج رؤى وتنبؤات دقيقة، مع استخدامه في أتمتة المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً، وهنا يحاول الذكاء الاصطناعي تدريب الحواسيب على التفكير والتعلم كما يفعل البشر.

يستطيع التعلم العميق أن يحلل كميات كبيرة من البيانات وفهم غير المهيكلة منها، بشكل أكثر عمقاً مقارنة بأساليب تعلّم الآلة التي تجد صعوبةً في معالجة هذه النوعية من البيانات لاحتوائها على فروق واختلافات لا حصر لها.

وعلى الرغم من أن هذه التقنيات ما زالت قيد التجريب، للارتقاء بدقة أدائها، ومعالجة عيوبها التي تظهر مع التنفيذ العملي، إلا أن الأمر «غير تقليدي» ويثير في الخاطر العديد من الأسئلة، هل نحن مستعدون حقاً لهذه التقنيات الجديدة؟ وإلى أي مدى ارتقينا بكفاءة وقدرات كوادرنا لتنافس أجهزة الحاسوب التي يتم تأهيلها لتضاهي عقول البشر؟ وكم نسبة القادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته؟.

إعداد الأجيال تعد الإجابة الأمثل على تلك الأسئلة، فعملية تأهيلهم وإعدادهم تمكنهم من فهم اتجاهات المستقبل، وما يقدمه وسيقدمه الذكاء الاصطناعي، ومن فاته قطار التطوير من الكوادر فقد اختار طريقة استكمال حياته المهنية، ومن لحق بالركب فقد تجاوز التحديات الراهنة، وعليه بالاستنفار للمستقبل القادم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc3sjfsy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"