التنوع الثقافي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
التنوع الثقافي يُعدُّ من أبرز المفاهيم الحديثة التي درجت الدول على تطبيقها في ظل التنوع الذي يفرض نفسه، لتفعيل كافة القوى في المجتمع للاعتراف بها من كل الأطياف البشرية المتنوعة ضمن مجتمع متوازن مع التقدير بوجود الاختلافات في جميع نواحي الحياة، وتقدير وتثمين ما تقدمه الثقافات الأخرى والإقرار بوجوده والاعتراف بتنوع أشكال التعبير المختلفة ما هي إلا صور للتنوع الثقافي الذي ننشده جميعاً.
فثمة مناظرة ثقافية كبرى تجري رِحاها منذ زمن طويل عما إذا كانت هناك ثقافة علمية واحدة، حيث هناك فريقان أحدهما يروج لصراع الثقافات في العالم فيما يدافع الفريق الآخر عن التعددية الثقافية (التنوع الثقافي)، كما ينظر الفريق الثاني إلى التنوع الثقافي باعتباره تراثاً مشتركاً للبشرية وأن على كل الثقافات أن تحترم كل منها اختلافات الآخرين وتجمعها الرغبة المشتركة في العيش وتتفاعل تأثيراً في ما بينها وأن كل ثقافة جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي وعدم التمييز بين البشرعلى أساس خلفياتهم الثقافيّة، حيث يقول الله عزّ وجل في كتابه العزيز: (يأيها النّاس إنّا خلقناكُم شُعوبًا وقبائل لِتعارفوا). فالأصل في الثقافات عدم التصارع بل التفاعل ويأخذ بعضها من بعض، حيث تدعم منظمة اليونسكو والكثير من المنظمات الدولية فعاليات حوار الثقافات والأديان ومن أهمها اتفاقية حماية وتعزيز أشكال التنوع الثقافي (2005)، والإعلان العالمي عن التنوع الثقافي وتسمية 21مايو/ أيار يوماً عالمياً للتنوع الثقافي للحوار، ويقدم حوار الثقافات على أنه ضروري لإرساء قواعد جديدة لتسوية الصراعات بديلاً عن اللجوء للعنف وسبيلًا لبناء الثقة بين مختلف الفاعلين الدوليين وضماناً للتعايش السلمي بين كافة المجتمعات.
ونجد دولتنا الحبيبة في قلب المناظرة الثقافية الكبرى، حيث نجحت في بناء نموذج التنوع الثقافي والتعايش السلمي بين الأعراق والديانات المختلفة، حيث وجود وزارة التسامح وإصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية ثم اعتماد البرنامج الوطني للتسامح، وتحرص على الحفاظ على التنوع الثقافي والإثني لكل من يعيش على أرضها. وتعمل قيادتنا الرشيدة على استثمار التعددية الثقافية بوعي تام وبما ينعكس على مسارالحياة المستقبلية وعلى التنمية المستدامة ومتابعة المراحل التطويرية التي بدأتها الدولة منذ تأسيسها واستمرت بوتيرة تصاعدية إلى يومنا هذا.
فالإمارات بفكرها الإنساني الذي رسخته بين الجميع أزالت أي صعوبات محتملة وقدمت نموذجاً ذا أهمية في حسم الجدل السائد بين الباحثين عن العلاقة بين الحضارات والثقافات، ذلك النموذج الذي لو طبق في أي مكان في العالم فإنه سيقضي على احتمالات الصراع القائمة على التضاد والتنافر الحضاري والثقافي.
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3933fn84

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"