عادي
ثقافة مجتمعية تعكس مستوى الوعي

المستهلكون لا يقرأون «الملصقات التعريفية» على السلع

01:15 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: يمامة بدوان

أكد عدد من المستهلكين أن قراءة الملصقات التعريفية الموجودة على المنتجات، تعدّ ثقافة مجتمعية تعكس الوعي بين الأفراد، في ظل كثرة العروض التنافسية التي تطلقها المنافذ والتعاونيات، إلا أن البعض أوضح أن قراءة هذه البطاقة ليست بالأمر اليسير بالنظر إلى تعقيد المعطيات التي تتضمنها، والميل العفوي لدى المستهلكين إلى الوقوع تحت سحر الدعاية والاكتفاء بالمظاهر الخارجية للسلع المطلوبة.

في المقابل، قال مسؤولو بعض منافذ البيع، إن سعيهم لتوفير منتجات عالية الجودة، مرفق عليها كل التفاصيل المتعلقة بالمكونات وتاريخ الإنتاج والانتهاء، والقيمة الغذائية، يؤكد حرصهم على تلبية متطلبات المتسوقين جميعاً، كذلك توفير موظفين متخصصين في صالات العرض للرد على استفسارات المستهلكين، عبر إرشادهم إلى أماكن تواجد المنتجات التي تلبي طلباتهم.

«الخليج» تطرقت إلى أهمية تعزيز الوعي الاستهلاكي لدى المجتمع، الذي أوضح البعض منه أن صغر حجم الخط المدوّن على المنتجات يدفعهم للاكتفاء، بالاطلاع على السعر فقط، بالإضافة إلى تعقيد ما تتضمنه تلك الملصقات، ما يجعله أمراً ليس يسيراً عليهم، كذلك الحال بالنسبة لمنافذ البيع، التي شددت على اختيار المنتجات ذات الجودة العالية، والتي تكون فيها البيانات والمعلومات التعريفية المرفقة بالمنتجات والسلع الغذائية واضحة بشكل جيد للمستهلك.

الصورة

وقالت روزالين لبيب، إن بعض المستهلكين لا يختارون السلع الغذائية التي يشترونها إلا بعد الاطلاع على الملصقات التعريفية المرفقة بها، كونه حقاً من حقوقهم، حرصاً منهم على معرفة مواصفات المنتج وطريقة تخزينه أو إعداده، إلا أن الصعوبة تكمن في حجم الخط المدون بهذه الملصقات، والذي يحتاج إلى عدسة مكبرة لقراءته، وهو ما يدفع الأغلبية إلى تخطي هذه المرحلة المهمة في عملية الشراء، والاكتفاء بالتحقق من السعر فقط.

ولفتت إلى أن السيدات هن الأكثر ميلاً لقراءة الملصقات التعريفية؛ كونهن الأكثر حرصاً على شراء ما يناسب أطفالهن، ليس لجهل الرجال، بل لأنهن يتسوقن متطلبات المنزل بشكل دائم، ولديهن خبرة في التعامل مع المنتجات، ومعرفة الأنواع الأفضل لعائلاتهن.

في حين، قال خالد الزعيم، إن القوانين تؤكد على حق المستهلك بمعرفة مكونات السلعة التي يشتريها، حيث تفرض على المنتجين إرفاق كل منتج يُطرح للبيع في السوق ببطاقة تعريفية تذكر مواصفاته، غير أن قراءة البطاقة ليست بالأمر اليسير بالنظر إلى تعقيد المعطيات التي تتضمنها، والميل العفوي لدى الزبائن إلى الوقوع تحت سحر الدعاية والاكتفاء بالمظاهر الخارجية للسلع المطلوبة، ولعدم توافر الوقت الكافي لدى المستهلك، ليتفحص مواصفات السلعة، ولاسيما أن بطاقة التعريف بالسلعة تكون أحياناً طويلة ومعقدة ومكتوبة بحروف صغيرة الحجم.

بينما أكد سلام أبوسامي، أن بطاقة المعلومات تطرح مشكلة سواء رافقت السلعة أم غابت عنها، حيث إن التاجر يعمل على تجميل سلعته ولا يبرز سوى وجهها الإيجابي، في حين أن مصلحة المستهلك تقضي بأن يبرز الوجه السلبي أيضاً، غير أن المستهلك غالباً ما يقع ضحية الجهل وفريسة المظاهر البراقة وإغراء الدعايات الخداعة من جهة أولى، ويعاني من العجز عن قراءة المعلومات وصعوبة فهمها أحياناً، فيدفعه الأمر إلى الشراء فقط بعد تفحص تاريخ انتهاء الصلاحية.

أما أحمد عبدالعزيز، فقال إن البحث عن الغذاء الصحي الآمن يستوجب الدقة والتحري قبل الشراء؛ إذ إن قراءة العناصر الغذائية المدوّنة على الملصقات خطوة مهمة لاختيار النظام الغذائي الصحي للوقوف على العناصر المكونة داخل العبوات الجاهزة، والتي قد تحتوي على كمّ كبير من السكريات الصناعية، الأملاح، الدهون المشبعة، بالإضافة إلى بعض المواصفات المضللة التي قد يلجأ لها المصنعون لترويج منتجاتهم الغذائية، والتي لا تعكس الحقيقة الغذائية التي تحتويها؛ لذا لابد من زيادة الثقافة الشرائية، والتي توجب قراءة مصطلحات بطاقات العناصر الغذائية لكل منتج معروض قبل شرائه.

وذكر أن الوعي لدى المستهلك لا يعني انتقاء المنتج ذي العلامة التجارية المعروفة، بل مراجعة مكونات ومعرفة مدى تناسبها مع احتياجات العائلة، موضحاً أن كثرة البدائل المعروضة في المنافذ، تمنح المستهلك فرصة الاختيار الصحيح، من دون اللهاث وراء السعر الأقل.

قراءة الملصقات التعريفية خلال التسوق

قيمة وخصائص

من جانبهم أوضح مسؤولو التعاونيات ومنافذ البيع حرصهم على توفير السلع ذات الجودة العالية، في ظل الوعي لدى شريحة كبيرة من المتسوقين بقراءة الملصقات التعريفية للمنتجات، خاصة الذين يمارسون أنماطاً غذائية صحية؛ حيث أكدت هدى سالم، مدير أول قسم الاتصال بإدارة السعادة والتسويق في تعاونية الاتحاد بدبي، أن التعاونية تحرص على اختيار المنتجات ذات الجودة العالية، والتي تكون فيها البيانات والمعلومات التعريفية المرفقة بالمنتجات والسلع الغذائية واضحة بشكل جيد للمستهلك، كونها باتت دليلاً ومرشداً غذائياً وصحياً مهماً لصحة المتسوق؛ حيث تتضمن قيمته وخصائصه الغذائية، مثل: كمية السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون والبروتينات والفيتامينات وغيرها، إضافة إلى احتواء أغلفة بعضها على التحذيرات التي تتسبب في أضرار صحية مثل أمراض الحساسية، ومعلومات أخرى تتعلق بسلامة المنتج، مثل فترة الصلاحية وطريقة الحفظ والتخزين والتحضير.

وبينت بأن تعاونية الاتحاد تقوم عبر كوادرها المتواجدة في صالات العرض ومراكز إسعاد المستهلكين في جميع فروعها بالرد على استفسارات المستهلكين في حال طلبوا ذلك، كما تُرشدهم إلى أماكن تواجد المنتجات التي تلبي طلباتهم، مثل المنتجات العضوية والمحلية والطازجة ما يسهل على المتسوقين شراء ما يناسب حالاتهم وظروفهم الصحية.

وأكدت أن أغلبية المستهلكين باتوا يتبعون أنماطاً عديدة في التسوق؛ إذ أصبحوا يتأكدون من مصدر البضاعة وتاريخ الإنتاج والانتهاء للمنتجات الاستهلاكية باستمرار دائماً، ويتبعون إرشادات استعمال المنتج كما هو موضح عليه، لافتة إلى أن التعاونية تعمل ضمن المعايير العالمية للصحة والسلامة العامة؛ حيث تعقد دورات تدريبية تتعلق بطرق حفظ الأطعمة والحفاظ على سلامتها لموظفيها، وورش عمل للتعريف بأحدث الممارسات العالمية فيما يتعلق بالتعقيم وسلامة الأغذية والصحة العامة.

ولفتت إلى أن التعاونية تحرص أيضاً على توصيل المنتجات الطازجة والمبردة والمجمدة كما هي إلى فروعها كافة؛ حيث إن التطبيق الذكي للتعاونية يتضمن خدمات ومزايا فريدة، تركز على تحسين تجربة المتسوقين من حيث أنواع المنتجات وأصنافها والمعلومات الخاصة عن كل منتج.

حملات توعوية

وأكد بيرناردو بيرلويرو، المدير التنفيذي للعمليات في كارفور، ماجد الفطيم للتجزئة، أن جميع المنتجات الغذائية في كارفور تحتوي على معلومات كاملة عن محتوى المنتج، بالإضافة إلى البطاقة الغذائية التي تشير إلى القيم الغذائية؛ حيث لاحظنا زيادة وعي العملاء بالبطاقة الغذائية، خصوصاً الذين يتبعون نمطاً صحياً، ويحرصون على تناول الأطعمة المفيدة.

وقال، إن كارفور أقامت العديد من الحملات التوعوية بالتعاون مع الشركاء من الموردين والجهات الحكومية المختصة، بهدف رفع الوعي لدى العملاء، عن طريق توزيع المنشورات، لحث المتسوقين على قراءة البطاقات الغذائية على المنتجات، كما جرى في العام الماضي إطلاق حملة «كل صحي، عيشها صح»، من أجل تشجيع العملاء على تبني نمط حياة صحي في غذائهم.

حفظ التوازن

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد صيام، خبير تغذية، أن الملصقات التعريفية على المنتجات الغذائية، تلعب دوراً أساسياً في حفظ التوازن الصحي لدى المستهلك، فهي ترشده في هذا المضمار بفضل ما تقدم له من معلومات حول مقادير السعرات الحرارية والبروتينات والسكريات والنشويات والدهنيات والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الموجودة في هذه السلعة الغذائية، لينظر في ما هو أقل وما هو أكثر من المعدل المطلوب، فيطلبه أو يمتنع عن تناوله في غذاء آخر، ويكون على بينة من مقادير الأبيضين القاتلين السكر والملح المضافة إليه، فمعلوم أن ملح الطعام يُضاف بكميات كبيرة إلى المواد الغذائية المصنعة لبيعها كأطعمة في الأسواق، كما أن السكر يُضاف بكميات كثيرة جداً إلى مختلف أنواع العصير والحلويات وحتى إلى بعض الأطباق من أجل استساغة مذاقها.

وطالب بأهمية تضمين المناهج الدراسية ببرامج تدريبية وتعليمية للطلبة، تبين لهم أهمية قراءة الملصقات التعريفية على المنتجات الغذائية، وهو ما يجعله مدخلاً لتعليم القواعد الصحية وعلم التغذية، ما ينشىء جيلاً واعياً بمتطلباته الصحية بالمقام الأول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4f2e9zmv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"