عادي
مسيرة ناجحة في صناعة الأجيال والنشء

التعليم في الشارقة.. حداثة وتطوير ومنافسة عالمية

00:26 صباحا
قراءة 10 دقائق

الشارقة: محمد إبراهيم

كان التعليم ولا يزال أهم مرتكزات التنمية التي تستحوذ على فكر وتخطيط القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وفي مدة وجيزة، حققت نقلة نوعية تُنهي عصر التعليم غير النظامي، وتلحق بركب التنافسية العالمية.

وفي إمارة الشارقة، شهد التعليم تطورات متوالية، أسهمت في بناء جيل القيادات والرواد والعلماء والنوابغ، بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولأن سموه أدرك مبكراً أن تطور المجتمعات ونموها وارتقاءها، لا تحققه إلا العقول التي تتخذ من البحث والدراسة منهجاً حياتياً، كان هدفه الارتقاء بالعملية التعليمية، منذ أن تولى منصب وزير التعليم في أول تشكيل وزاري للإمارات، برؤى ثاقبة قادرة على قراءة الواقع وتطلعات المستقبل.

الصورة

مع مرور 52 عاماً على تولي صاحب السمو مقاليد الحكم في الشارقة، تسلط «الخليج» الضوء على أبرز محطات تطوير التعليم، في محاولة لكشف التغيرات الجذرية والتطورات التي شهدها هذا القطاع الحيوي الذي يمثل العمود الفقري للتنمية والازدهار في أي مجتمع؛ إذ إن الإمارة أدت دوراً محورياً في نهوض منابر العلم على مستوى الدولة.

وشهدت الشارقة مبادرات هادفة لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة، قادر على العطاء، إضافة إلى تأسيس الهيئات التي تشرف على التعليم، الذي اشتمل على أربع مراحل: «الروضة، الابتدائية، المتوسطة، والثانوية»، وهي الهيئات التي لاقت إشادة واسعة من القيادات التربوية.

كما وصلت النهضة التعليمية إلى ربوع الإمارة، مستهدفة الإناث والذكور، الذين يتلقون تعليمهم مجاناً، ويقابله في خط متوازٍ التعليم الخاص الذي يعلّم أكثر من 40% من الطلاب الذين يدرسون في الإمارة، ويقدّم اللغات الأجنبية لكثير من الإماراتيين وأبناء الجاليات كافة.

الصورة

99 مدرسة

في قراءة ل «الخليج»، أظهرت البيانات أن إجمالي عدد المدارس الحكومية في الإمارة، يصل إلى 99 مدرسة بواقع 60 في الشارقة، ويدرس فيها 25854 طالباً وطالبة، مقابل 39 في المنطقة الشرقية، يتعلم فيها من يقربون من 17756 متعلماً، كما تضمّ الإمارة 130 مدرسة خاصة، إذ حققت مدرسة واحدة متوسطاً تعليمياً متميزاً وفقاً لآخر تقييمات المدارس الخاصة في الإمارة، مقابل 10 مدارس تقدّم تعليماً بمستوى جيد جداً، فيما بلغ عدد المدارس التي تقدم تعليماً بمستوى جيد 42 مدرسة، مقابل 53 بمستوى مقبول، و3 بمستوى ضعيف، وهناك حوالي 20 مدرسة لم يتم تقييمها بعد.

وعلى مستوى تعليم الرياض والطفولة المبكرة، وجدنا أن لدى الإمارة ما يقرب من 134 روضة مجهزة، تعمل وفق استراتيجيات تدريس مطورة، وتوفر بيئة تعليمية محفزة تعزز دافعية أبناء هذه المرحلة نحو عملية التعليم والتعلم، وهناك 80 مركزاً للتدريب والتعليم منتشرة في مختلف ربوع الإمارة، تقدّم خدمات تعليمية متنوعة ومتطورة لفئات الطلبة والمعلمين والتربويين.

الصورة

مظاهر تطويرية

تشكّل هيئة الشارقة للتعليم الخاص التي أُنشئت بموجب المرسوم الأميري رقم (45) لسنة 2018 الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أبرز مظاهر التطوير التي أحدثت نقلة نوعية في التعليم؛ إذ إنها تمثل السلطة المحلية المختصة بتنظيم شؤون المؤسسات التعليمية الخاصة ومتابعتها والإشراف عليها.

وتجري الهيئة عمليات تحسين وتطوير مستمرة؛ لضمان جودة التعليم والتعلم، فضلًا عن إعداد وتنفيذ النماذج والأطر والمنهجيات والأدوات، وتطوير السياسات بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتوفير المشورة والتوجيه للعاملين في المؤسسات التعليمية، وتطوير ودعم الموارد البشرية والمادية.

أما الرقابة على المؤسسات التعليمية، فتعد من أهم أدوار الهيئة التي تضمن امتثال هذه المؤسسات للسياسات والقرارات واللوائح المنظّمة للعمل، بالشراكة مع مجموعة من الجهات والمؤسّسات التي تسعى في نفس الاتجاه، تحقيقاً لضمان جودة الخدمات التعليميّة المقدّمة للطلبة.

وتُعنى الهيئة بإصدار الرخص المهنية والمؤسسية وخدمات قسم المباني، والتعديل على الرخص التعليمية، والموافقة على إعلانات المؤسسات التعليمية، وتصديق الشهادات التدريبية للمراكز الخاصة، وخدمة طلبات افتتاح فروع جديدة أو تغيير المخطط أو تأسيس وافتتاح مدرسة جديدة.

المشاريع النوعية

دشنت هيئة الشارقة للتعليم الخاص عدة مشاريع نوعية منذ تأسيسها، أبرزها تلك التي تستهدف تطوير عمليتي التعليم والتعلم، مثل مشروع «مدرستي أجمل» الذي يركز على تطوير وصيانة المدارس الخاصة، وتهيئة البيئة التعليمية للطلبة، وتطوير مبانيها ومرافقها، والارتقاء بالأداء وتعزيز البنية التّحتية.

وهناك أيضاً مشاريع التقييم التي شملت قياس جودة التعلم عن بُعد لجميع المدارس الخاصة، ومشروع تقييم المدارس الآسيوية، ومشاريع مواءمة المنهاج بالمدارس التي تتبع المنهاج البريطاني، ومشروع إنشاء مجلسي مديري المدارس الخاصة ومديري الحضانات، فضلًا عن إعداد ونشر سياسة التطوير المهني المستمر خلال العام الدراسي، وسياسة التعليم والتعلّم عن بُعد، ومشروع مدارس وحضانات صديقة للطفل.

وتنفيذاً لنهج دولة الإمارات في تقديم الخدمات للمتعاملين دون الحاجة للحضور الفعلي، أنشأت الهيئة منصات متخصصة إلكترونياً؛ لتقديم جميع خدماتها الخاصة بتسجيل الطلبة، وإصدار وتجديد وإلغاء الرخص المهنية والمؤسّسية للمدارس، والتواصل المباشر مع القيادات التربوية في المدارس، ومتابعة تنفيذ الإدارات لخطط التطوير، وربط جميع أقسام الهيئة باحتياجات المستثمر.

مشاهدة جديدة

في مشاهدة جديدة لتطوير التعليم بالإمارة، نجد أكاديمية الشارقة للتعليم؛ إذ تركز على ثلاثة مسارات رئيسية خلال السنوات الخمس الأولى من انطلاقتها، وتتضمن: المسار الأكاديمي، مسار التطوير المهني، ومسار البحث، فضلًا عن عدة أهداف محورية وتشمل تطوير مجتمع تعلمي مهني معترف به على المستويين المحلي والعالمي، يضمّ معلمين وقادة على مستوى عالٍ من التدريب والكفاءة. 

ويعدّ تطوير المهارات التكيفية لدى المعلمين أبرز مرتكزات الأكاديمية، التي تهدف لتمكين مجتمعنا التعليمي من قيادة التغيرات في مجال التعليم، ودعم وتطوير مهارات المرونة والاستمرارية لدى المعلمين، من خلال التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير وتعزيز البحوث في مجال التعليم، وتوفير بيئة ابتكارية للتعليم المباشر وعبر الإنترنت لدعم نمو مهارات المعلمين.

وتركز الأكاديمية على نشر ثقافة التحسين المستمر في جميع المؤسسات التعليمية، وتوفير مجموعة متنوعة من البرامج لتمكين الكوادر التعليمية من الحصول على أفضل مؤهلات التطوير المهني المتاحة محلياً وعالمياً، ومساعدة المعلمين على تطوير المهارات ذات الصلة والفعالة من أجل مواكبة عالم دائم التطور.

رؤية ثاقبة

يأتي إنشاء مجلس الشارقة للتعليم، انطلاقاً من الرؤية الثاقبة لصاحب السمو حاكم الشارقة، وإيمانه الكامل بأهمية التعليم؛ كونه الركيزة الأساسية في التنمية الشاملة والمستدامة، والركيزة الأساسية لنهضة الأمم.

وتعدّ هذه الرؤية امتداداً لسلسلة من الاهتمامات والدعم اللامحدود لسموه في التربية والتعليم على الصُعُد كافة، المحلية أو الإقليمية أو العالمية؛ لذا يحرص المجلس منذ إنشائه على ترجمة الرؤى والطموحات والتطلعات إلى أهداف واقعية قابلة للتطبيق لبناء جيل قادر على العطاء ودفع مسيرة التقدم.

وترتكز فلسفة المجلس على منظومة تربوية وطنية رائدة، اتخذها منهجاً وسلوكاً تؤمن به قيادتنا الرشيدة، لبناء نشء واعٍ متمسك بثوابته، من خلال التحسين والتطوير المستمر للمنظومة التربوية، في إطار من التنافسية والابتكار عن طريق المشاركة الفاعلة مع الجهات المعنية في تنفيذ المشاريع والبرامج لكي نحقق ما نصبو إليه جميعاً.

ثقة واقتدار

أجمع عدد من التربويين على أن الخدمات التعليمية في الشارقة، شهدت تقدماً كبيراً منذ قيام الاتحاد،

وترى الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن التعليم يخطو نحو الأمام بثقة واقتدار وبشكل متسارع، بتوجيهات قائد مسيرة التنمية صاحب السمو حاكم الشارقة، في عمل دائب نتلمس من خلاله الخير والازدهار ورفعة الوطن.

وأفادت بأن الهيئة تحمل على عاتقها رسالة الوصول لتعليم متميز، وتمكين المجتمع التعليمي من النمو وتحقيق مخرجات طموحة عبر تنشئة جيل واعٍ فكرياً ومبدعٍ ومتميزٍ أخلاقياً وعلمياً، متسلحٍ بقيم النزاهة، والابتكار، والشفافية، والإيجابية، والتعاون، والمساءلة أيضاً.

أفضل الممارسات

قالت الدكتورة محدثة الهاشمي، إن التعليم الخاص في الشارقة يشهد أفضل الممارسات التي أسهمت في الارتقاء بجودته، فضلاً عن تقديم خدمات متميزة، موضحة أن التعليم الخاص شريك أساسي في منظومة العلم، ويحمل على عاتقه أهداف التحول لمجتمع المعرفة، وبناء اقتصاد مستدام يعتمد على منتجات المعرفة.

وأكدت أن التعليم كان على الدوام محط اهتمام ودعم القيادة الرشيدة التي جعلته في مقدمة اهتماماتها وخططها الاستراتيجية، فكان إنشاء هيئة الشارقة للتعليم الخاص بموجب المرسوم الأميري لصاحب السمو حاكم الشارقة، لتنضوي تحت مظلتها المدارس والمراكز الخاصة والحضانات والمعاهد على مستوى الإمارة، في خطوة جادة نحو التطوير في هذا القطاع الحيوي الذي يعدّ الذراع الأيمن والمكمل لمنظومة التعليم الحكومي في الدولة.

دعم وتطوير

علي الحوسني، مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أكد أن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ركيزة أساسية في دعم وتطوير القطاع، وقد تجلى دعمه ومساندته في القرارات والتوجيهات المتعاقبة لتطوير التعليم وتجويده، والتوسع في التعليم ما قبل المدرسي من خلال الحضانات، وتوفير بيئات التعلم المدرسية المناسبة، وبرامج متنوعة للتنمية المهنية للمعلمين.

وقال: «نسعى جاهدين لتحقيق طموحه، من خلال رؤية الهيئة ورسالتها وأهدافها المتمثلة في تعليم متميز، وتمكين المجتمع التعليمي من النمو، وتحقيق مخرجات طموحة بخدمات داعمة وفعالة، متكئين على قيم النزاهة والإيجابية والابتكار والتعاون».

تطور المجتمعات

لم يكن رهان التعليم سوى إدراكٍ من صاحب السمو حاكم الشارقة، أن تطور المجتمعات ونموها وارتقاءها، لا تحققه إلا العقول التي تتخذ من البحث والتحليل والدراسة منهجاً حياتياً، ومن هنا تم منح الارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية الأولوية القصوى.

وأكد علي الحوسني، أن المشاريع والقرارات التي تم تطبيقها في نظامنا التعليمي، والمبادرات التي أُطلقت لتعزيز هذا النظام، والأفكار الريادية التي تطرح لمواصلة تطويره، تتناغم تماماً مع استراتيجيات إمارة الشارقة، ومشروعها التعليمي الثقافي الكبير، الذي من ضمن مخرجاته شباب متعلم بعقول مبتكرة، وبيئة تربوية وصحية ملائمة، وأسرة مستقرة، وبالتالي نسيج اجتماعي متماسك، ولفت إلى أن مشاريع التعليم النوعية في الإمارة تقودنا إلى محطات مهمة تركت بصمة واضحة في الميدان التربوي.

عطاء غير محدود

في وقفة معه، أكد الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم الأسبق، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أولى اهتماماً كبيراً وعطاءً غير محدود للتربية والتعليم في دولة الإمارات، منذ أن تولى وزارة التربية والتعليم، في أول تشكيل وزاري، وسعيه المتواصل ليكون التعليم في أولى مقدمات واهتمامات سموه، موضحاً أن السنوات ال52 التي مرت على تولي سموه مقاليد حكم الإمارة، تجسد محطات مهمة من النجاحات المتواصلة والعمل من أجل بناء حاضر الشارقة ومستقبلها.

وأفاد بأن مسيرة سموه عامرة بالإنجازات التي تشكل مسارات نوعية من نهضة واسعة شملت جميع مناحي الحياة، وتعبر في الوقت ذاته عن انعكاس جليّ لحكمة ورؤى سموه الثاقبة، في الاهتمام بالتطوير الذي يركز في مشاريعه الحضارية على التعليم وبناء المؤسسات التعليمية، والاهتمام بالأجيال وتسليحها بالعلوم والمهارات والقيم للمساهمة في مسيرة التنمية ومواصلة الإنجازات.

وقال سعيد الكعبي، إن تطوير التعليم وتوفير احتياجاته، عملية مستمرة لا تتوقف؛ إذ إنه يشكل الهاجس الأكبر في مختلف إمارات الدولة بشكل عام وفي الشارقة خصوصاً، حيث ركزت توجيهات القيادة الرشيدة للإمارة على تبني خطة مستقبلية لتطوير التعليم، ووضعته نصب أعينها لتصل به إلى مستويات معيارية تتماشى مع معطيات التكنولوجيا والعلوم المتقدمة والتنافسية العالمية، مع المحافظة على قيم المجتمع ومبادئه وأخلاقياته.

طفرة كبيرة

ترى الخبيرة التربوية علياء الشامسي، أن التعليم في الشارقة شهد طفرة كبيرة ضمن منظومة التعليم الوطني، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يولي جل الاهتمام والرعاية للمنظومة التعليمية، فضلاً عن الدعم المتواصل الذي انتقل بالتعليم من التقليدية إلى الحداثة والتطوير والمنافسة العالمية، على مدار سنوات حكم سموه للإمارة.

وأضافت أن مدارس الإمارة، تطبّق نظماً حديثة تستند إلى توظيف التكنولوجيا التي شكلت تحولاً جذرياً ونقطة انعطاف مهمة في النظم التعليمية، وساهمت في تنمية تفكير المتعلمين، فضلاً عن تهيئة البنية التحتية الحديثة والمتطورة، وتوفير كوادر تعليمية وإدارية قادرة على الانسجام مع التطوير المستدام بمهنية واحتراف، فضلاً عن قدرة الطالب على إدراك التغيير في طرق وحجم التدفق المعلوماتي إليه، وكيفية إدارة شبكة التواصل ما بين المدرسة والطالب والمنزل، مؤكدة أن التعليم والعاملين في قطاعه يحظون باهتمام خاص من صاحب السمو حاكم الشارقة معنوياً وأدبياً ومادياً.

قفزات تطويرية

المستشارة التربوية في وزارة التربية والتعليم، شريفة موسى، أكدت أن التعليم في الشارقة جزءٌ أصيل من منظومة العلم في الدولة؛ إذ شهد قفزات تطويرية كبيرة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يملك رؤى ثاقبة قادرة على قراءة الواقع وتطلعات المستقبل، موضحة أن مسيرة التعليم خلال ال52 عاماً في رعاية سموه ودعمه اللا محدود سجلت إنجازات ونجاحات متوالية، انتقلت بالأجيال إلى مكانة عظيمة علمياً وعملياً.

وقالت، إن سموه ركز على تطوير البنية التحتية، وتأسيس الهيئات الرسمية، التي تشرف على التعليم، وتساند مسارات تطويره وتقدمه وجودة مخرجاته، موضحة أن فلسفة سموه ركزت على الاهتمام بالعنصر البشري وتطويره والنهوض بمستواه المهني والريادي في قطاع التعليم، فضلاً عن تعليم أبناء الشارقة من المواطنين والمقيمين، بجودة عالية وعلوم متقدمة ومعارف حديثة؛ لهذا ليس غريباً أن تجد كل القيادات الموجودة على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وباقي مجالات العمل تضع التعليم في مقدمة أولوياتها، وتقدّم له الرعاية والدعم للنهوض بأبناء الوطن إلى أعلى درجات العلم، أسوةً برفقائهم على مستوى دول العالم.

مواكبة المتغيرات

حصة الخاجة، مدير مركز سعادة المتعاملين بوزارة التربية والتعليم في الشارقة، قالت: «لعل الاحتفال بذكرى تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مقاليد حكم الشارقة، يجسد محطات مهمة في مسيرة تطوير التعليم في الشارقة، التي كانت ومازالت بفضل توجيهات ودعم سموه اللامحدود، جزءاً فاعلاً في منظومة التعليم الوطني؛ إذ إن المدارس مطورة تواكب المتغيرات والنظم التعليمية العالمية، فضلاً عن أن كوادرها التربوية متميزة ومؤهلة قادرة على بناء أجيال المستقبل.

وأكدت أن سموه، حريص على المتابعة الحثيثة لسير الدراسة بمدارس الإمارة، والاطمئنان على أحوال أبنائه من الطلاب والطالبات، بروح الأب الذي يريد لهم مكاناً بارزاً في شمس العالم الجديد.

وأضافت أن التعليم في فكر القيادة الرشيدة للإمارات لم يكن محوراً من المحاور التنموية البارزة فحسب، بل كان نهجاً ورسالة تقوم بها قيادة واعية تدرك أهمية التعليم بكافة قطاعاته؛ إذ يشكل بناءً حضارياً شاملاً يتم خلاله صياغة الشخصية الوطنية، وتعزيز انتمائها إلى ثوابت الأمة العربية الإسلامية، وفي الوقت نفسه توسيع آفاقها نحو الانفتاح الواعي على العصر، والتفاعل مع المستجدات تقنياً وعلمياً، واليوم فقد ارتفعت أعداد المدارس، وزادت أعداد الدارسين في التعليم الحكومي والخاص في الشارقة ومختلف إمارات الدولة.

التعليم الحديث

قال سعيد الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم الأسبق، إن التعليم الحديث أو الحكومي في الإمارات ظهر مع افتتاح مدرسة القاسمية بالشارقة سنة 1953 وهو أول عام دراسي في سلك التعليم النظامي، وكان تعليماً منظماً في المدارس والفصول والمقررات إلى جانب تقويم الطالب، ومنحه شهادة دراسية في نهاية العام.

أولادكم في مأمن

من أبرز المشاريع التي أطلقتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص، تلك التي تحاكي خدمات النقل الأكثر أماناً، من خلال مشروع «أولادكم في مأمن»، الذي يركز على عملية النقل المدرسي بتطبيق ذكي يوفر بيانات مهمة عن سير الحافلة المدرسية وأعداد الطلبة، وتسجيل حضور وغياب الطلبة باستخدام التطبيق والجهاز اللوحي الخاص بها، وقد امتدت الخدمة ليتمكن كل ولي أمر من متابعة أولاده بشكل آنيّ وعن طريق برنامج في هاتفه.

سياسات عامة

تختص هيئة الشارقة للتعليم الخاص بوضع السياسات العامة والخطط الاستراتيجية، والإشراف والرقابة على التعليم الخاص، واقتراح التشريعات اللازمة لتنظيمه وتطويره، وتعمل على اقتراح الجزاءات المترتبة على مخالفة الضوابط والاشتراطات المتعلقة بالتعليم الخاص، وتقويمه واعتماد وتصديق ومعادلة شهاداته.

مدارس نظامية

تعد إمارة الشارقة سباقة في افتتاح المدارس النظامية؛ حيث تمّ افتتاح مدرسة التيمية المحمودية فيها عام 1907، وتعدّ أول مدرسة أهلية شبه نظامية في الدولة، ثم تلتها إمارة دبي، حيث افتتحت المدرسة الأحمدية في عام 1912، ثم بعد ذلك انتشرت المدارس الأخرى في مختلف إمارات الدولة.

اللغة العربية

أولت هيئة الشارقة للتعليم الخاص جُلّ اهتمامها للّغة العربيّة، للنّاطقين وغير الناطقين بها، فاعتمدت مبادرة خاصة بعنوان «بالعربيّة نرتقي»، تمّ تحت مظلتها عقد عدّة ورش، وتنفيذ العديد من الفعاليات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5xpwavf9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"