عادي
الظهير قلب دفاع ولاعب الوسط مهاجم

«الأبيض» يدفع ثمن«اختراعات» بينتو في كأس آسيا

00:12 صباحا
قراءة 4 دقائق
منتخب الإمارات لم يقدم ما يرضي طموحات جمهوره
باولو بينتو

متابعة: علي نجم

انتهت رحلة منتخب الإمارات الوطني الأول لكرة القدم في نهائيات كأس آسيا، وعاد «الأبيض» إلى البلاد بعدما ودع منافسات المسابقة القارية من الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

كان وداع «الأبيض» حزيناً بالسقوط أمام المنتخب الطاجكي الذي يخوض النهائيات القارية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما عاندت ركلات الترجيح «الأبيض»، وابتسمت للمنافس الذي نال «تاج» التأهل إلى ربع النهائي بعد الفوز 5-3.

كان الأمل لدى عشاق «الأبيض» أن يمضي منتخبنا قدماً في رحلته القارية، وزحفت الجماهير بأعداد غفيرة، ملأت أرجاء الملعب، وهزت أركان الملعب المونديالي بهتافات حماسية، أملاً في تحفيز «جنود» الأبيض حتى يخرج الفريق من معركة الدور ثمن النهائي بنجاح.

الحسرة كانت كبيرة، لدى الجماهير التي ذرف العديد منها الدموع حزناً على الوداع المبكر، وأمام منتخب أقل فنياً وتصنيفاً من منتخبنا الذي فوّت على نفسه فرصة لا تعوض حتى يكون بين الثمانية الكبار في القارة الصفراء.

من المسؤول؟

كما درجت العادة، بعد كل إخفاق، وبعد كل مشاركة ومرارة الوداع من المنافسات والاستحقاقات القارية كروياً، يكون السؤال: من المسؤول؟.

منذ أن أعلن الحكم الياباني صافرة نهاية المباراة، لم يخرج أحد ليحمل اتحاد اللعبة مسؤولية الوداع، ولم يوجه البعض الآخر سهام الانتقادات إلى صدور اللاعبين كما درجت العادة، لكن «الإجماع» كان شبه شامل بأن المدير الفني البرتغالي باولو بينتو هو المسؤول الأول عن هذا الوداع، وهو من يتحمل وزر الفشل في عدم تواجد منتخبنا بين منتخبات القارة الثمانية الكبار في هذا العرس المونديالي الآسيوي، فمنذ المباراة الأولى أمام هونج كونج في الجولة الأولى من دور المجموعات، وصولاً إلى نهاية مباراة طاجكستان، كان لافتاً أن المدرب البرتغالي الذي نال من الإشادة وكلمات الثناء في فترة التجارب الودية «يخترع» كثيراً في المباريات، وبدا وكأنه يريد إثبات أنه «فيلسوف» العصر الحديث كروياً، بل وربما أراد أن يثبت أنه يتفوق على الإسباني جوارديولا في عبقريته الكروية من خلال القرارات والرهانات الفنية التي لجأ إليها في المباريات الأربع، حتى بدا وكأنه «يمزح» في اختيار العناصر، وأسلوب اللعب وتغيير مراكز اللاعبين، وكأن المشاركة القارية للمنتخب بالنسبة له، هي فترة تجمع لخوض مباريات ودية، وإجراء تجارب على قدرات اللاعبين، وقدرتهم على التكيف مع فلسفته التي أسهمت في فشل المنتخب.

شمعة وسط الظلام

لم يعرف المنتخب مدرباً مثل بينتو، فقد بدّل مراكز اللاعبين للمرة الأولى في تجارب رسمية، وراهن على سلطان عادل كمهاجم أول، فنجح الأخير بتسجيل هدفين، وإن كان قرار استمراره في الملعب في مباراة فلسطين قد أسهم في إصابته التي أبعدته عن المباريات لاحقاً. كان سلطان عادل هو «الشمعة» الوحيدة التي أضاءها المدرب في الدوحة، لكنه في الوقت نفسه نفذ أفكاراً غريبة، فأشرك بدر ناصر قلباً للدفاع، بعدما راهن طوال التجارب الودية والرسمية السابقة على خالد الهاشمي ليكون شريكاً مع خليفة الحمادي في محور الدفاع.

لم يثبّت المدرب تشكيلاً أو شكلاً فنياً واضح المعالم، احتار بين زايد سلطان وخالد الظنحاني في مركز الظهير الأيمن، وتاه بين عبد الله إدريس وبدر ناصر في الطرف الأيسر، وكان عبد الله رمضان الثابت الوحيد في وسط الميدان، لكنه لعب تارة مع يحيى نادر وأخرى مع ماجد راشد، أما في الشق الهجومي فقد تلاعب بينتو بلاعبينا كما يتلاعب بأحجار الشطرنج، فلم يثبت على شكل أو نهج أو أسلوب، ومعه لم يضمن أي لاعب موقعه في التشكيل، أو حتى مركزه فوق أرضية الملعب، حتى خُيل وكأنه يخوض بهم حصصاً تدريبية وليس منافسات رسمية تتطلب ثباتاً في التشكيل أو تجانساً بين اللاعبين.

تأثير خروج رمضان

ووضح تأثير خروج عبد الله رمضان مصاباً بالسلب في أداء المنتخب، كما كان عبد الله حمد ضحية المدرب ورؤيته «الغريبة» حين دفع به بدلاً من رمضان المصاب، قبل أن يعود ويقرر سحبه بعد 30 دقيقة من تواجده فوق المستطيل الأخضر.

ووحده تغيير علي صالح كان هجومياً، رغم تأخر «الأبيض» طوال ساعة كاملة من زمن المباراة، بينما جاءت تغييرات المدرب منصبة على عناصر ذات طابع دفاعي على صعيد الظهيرين أو الارتكاز.

وكان طبيعياً أن تعود هذه الأخطاء التي قام بها المدرب البرتغال بالسلب على المنتخب الذي لم يقو على تحقيق سوى انتصار واحد على منتخب هونج كونج في المرحلة الأولى، بينما عانى طويلاً ليخرج بنقطة أمام الفدائي الفلسطيني، قبل أن يخسر من «العقدة» إيران، وليكون الوداع من طاجكستان «حصاد» زرع المدرب الذي تلاعب بأعصاب الجماهير بدلاً من التلاعب بالمنافسين.

وبعد الوداع القاري، والعودة إلى أرض الوطن، باتت الكرة في ملعب اتحاد الكرة الذي يحتاج للحصول على إجابات «منطقية» وتقرير عملي من المدرب والجهاز الإداري حول كل ما حدث وأسباب الوداع قارياً أمام منتخب صُنف بأنه الحلقة الأضعف بين كل المنتخبات التي تأهلت إلى الدور الثاني من كأس آسيا 2023.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2v3pc473

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"