رسالتنا للعالم

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل عامين احتفلنا بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، ذكرى الأوائل المؤسسين، هذه الدولة التي بُنيت على ركائز ثابتة، وقيم عزيزة وراسخة، وكانت مسيرة البناء ركيزة تأسيس الدولة، بناء الوطن والمواطن، المتعلم الراسخ ذي الوعي المدرك لما يتطلبه الوقت منه حتى يصبح على خريطة العالم، وبعد أن اجتهد وتفانى ومضت الخمسون الأولى أتت الخمسون القادمة لتكون رسالتنا للعالم كله، أننا نريد الخير للكل، أن نؤثر في الكل، وأن نبني أملاً جديداً في منطقتنا والعالم، امتداداً لرؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي انتقل من أرض واحدة متجذرة بالخير للعالم كله لينشر خير الإمارات وأهلها، ويأتي الأهل كلهم بعده صورة مكررة له.

ويمتد الرافد الكبير في المسيرة الأعظم والأكبر، ونختبر في كل شيء حولنا فتُثبت الدبلوماسية الإماراتية تفوقها ونجاحها، وأن المستقبل يحتاج إلى التغيير والديناميكية المتماشية مع التحولات العالمية دونما المساس بالهوية والأصالة. وبعد أيام من انتهائنا من قمة دافوس التي تطرقت للتحولات الاقتصادية التي ينتظرها العالم، وقبلها «اتفاق الإمارات» لتغير المناخ الذي كان في الإمارات- دبي، و«قرار دبي» لتقليل الانبعاثات في قطاع الطيران العالمي أيضاً في دبي، يأتي العالم مرة أخرى إلى دبي بعد أيام ليتحدثوا عن المستقبل، مستقبل الإنسان من خلال كل العلوم والعلماء والمؤثرين، من خلال التجربة الإنسانية والثقافة والتكنولوجيا، من خلال قبول التحول وإبقاء التاريخ، من خلال احتضان الماضي بجذوره والمضي بسرعة الضوء لمستقبل مشرق، الخير فيه أساس، والسلام لبنة، والتسامح وطن.

المستقبل ليس فقط آلة وجهازاً، المستقبل إنسان يحمي أخاه الإنسان بكل ما توصل له، المستقبل هدية اليوم للغد، ومنارة الفرد للعالم، المستقبل حب وعطاء، ومسيرة لا تتوقف، المستقبل أن نكون لما يجري حولنا مدركين دورنا، ولما يأتينا من تطور مستعدين، المستقبل سياسة متوازنة، واقتصاد لا حكر فيه، المستقبل علوم متشاركة، وقارات متساوية، المستقبل أن تكون خيرات العالم لأهلها، أن تقل الحروب والمجاعات، أن نأمن في أوطاننا، أمناً من كل شيء. المستقبل رؤية قادة يحملون على أكتافهم حب الإنسان والبشرية، وأن الدبلوماسية الحقة في أن نعيش ما يمر به الإنسان في كل مكان دونما تمييز وعنصرية، أن نكون في سماتنا أخلاقاً ربانية، ودعوات متحدة ألّا يموت أحد في حرب أو من جوع. المستقبل سيناقش في قمة المستقبل، في حضور الكل، وبمظلة العلم والتكنولوجيا، ولن ينسى العالم، أن كلمةً قد تغيّر حيوات قريبة وبعيدة. نلتقي في دبي في القمة العالمية للحكومات بعد يوم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3hfa5k9r

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"