عادي
شهادات حول تجربته وأدبه في مكتبة محمد بن راشد

محمد خليفة بن حاضر... شاعر الحياة

19:26 مساء
قراءة 4 دقائق
موفق العاني وشهاب غانم وعتيق القبيسي وسليمان الهتلان في الأمسية

دبي: علاء الدين محمود
نظمت مكتبة محمد بن راشد، في دبي أمس الخميس، أمسية للاحتفاء بالشاعر الإماراتي الراحل محمد خليفة بن حاضر «1948ــ 2011»، ضمن استراتيجيتها ورؤيتها لإحياء الثقافة، وتعزيز الإرث الأدبي، وإثراء الحياة الإبداعية، وتشجيع التفاعل الفكري والأدبي بين أفراد المجتمع، بحضور محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة المكتبة، وشارك في الجلسة الشاعر العراقي موفق العاني، والمترجم والشاعر الدكتور شهاب غانم، إضافة إلى الشاعر عتيق القبيسي، والملحن طارق المنهالي، الذي قدم فواصل موسيقية متنوعة عبر العزف على آلة العود، وأدار الجلسة د. سليمان الهتلان.

محمد خليفة بن حاضر


تناولت الجلسة التجربة الحياتية والشعرية والأدبية للراحل محمد بن حاضر، وأثره الباقي في الحراك الشعري والأدبي، حيث سلط المشاركون الضوء على جوانب إبداعية وقبس من سيرة الراحل مع استعراض لأهم أعماله، والبحث في كيفية تأثره وتأثيره في البيئة الاجتماعية والثقافية التي عاش فيها، إضافة إلى مناقشة كيفية استخدامه للشعر وسيلة لاستكشاف الروح الإنسانية، والتعبير عن معاني الحياة والوجود، كما قدم المشاركون قراءات لبعض من أشعار الراحل.
وفي المستهل تناول سليمان الهتلان، سر تسمية محمد بن حاضر بشاعر الحياة، موضحاً أن كل من عرف تلك الشخصية عن قرب، أو من خلال قصائده ونصوصه ومقالاته، سيعرف محبة الراحل الكبيرة للحياة وللناس، موضحاً أن ابن حاضر يمتلك سيرة إبداعية كبيرة جعلته واحداً من أبرز الوجوه الأدبية في الدولة، وكان له إسهامه الواضح في الحراك الثقافي في الإمارات.
*قصائد باقية
وأكد عتيق القبيسي، على أن محمد بن حاضر قد تعرض للظلم الإعلامي، فلم يتم تناوله بصورة جيدة، خاصة أن الراحل كان ينشط في أكثر من مجال واحد، فهو شاعر ودبلوماسي وسياسي، أبدع في كل حقل اشتغل عليه، كما أنه تميز في الشعر الفصيح تماماً مثل تفوقه في القصيدة النبطية.
وطاف القبيسي، بذكريات ومواقف جمعته بمحمد بن حاضر، كما ألقى بعضاً من قصائده الفصيحة والنبطية التي وصفها القبيسي بالباقية، والتي عبرت عن مواضيع وأغراض متنوعة في الغزل وحب الوطن وغير ذلك، ومن قصائد محمد بن حاضر التي ألقاها القبيسي تلك التي يقول فيها:
طاف الهوى بمضارب الأحباب
فأثار شوقي واستفز مصابي.
*حالة خاصة
«جمع كريم يحتفي بكريم»، هكذا تحدث موفق العاني، الذي جمعته صداقة كبيرة مع محمد بن حاضر، وكانت له العديد من الإصدارات التي تناولت مسيرة الراحل الطويلة مع الشعر والأدب، حيث ذكر أن ابن حاضر قد هام بحب الإمارات وأهلها وأنشدها أجمل قصائده، إذ كان الراحل حالة شعرية خاصة، وكان مصدر فخر واعتزاز لكل من عرفه، والتقى به طوال مسيرته الحياتية الحافلة بالقيم والأخلاق والشعر والأدب.
واستعاد العاني لحظة لقائه الأول بالراحل محمد بن حاضر، مشيراً إلى أنه بعد قدومه إلى الإمارات من العراق، في ظل ظروف صعبة، تعرف إلى حماد الخاطري، الذي اصطحبه إلى منزل ابن حاضر من أجل أن يعرفه به، موضحاً أن الراحل كان يمتلك شخصية فذة ووجه بشوش، حيث استقبله بالترحاب والبشر، وكأنه يتمثل بيت الشاعر زهير بن أبي سلمى عندما قال:
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه ما أنت سائلُه.
في إشارة من العاني إلى كرم، ابن حاضر وأخلاقه العالية وترحابه بضيوفه وحبه العميق للناس.
وشدد العاني على أن محمد بن حاضر كان بمثابة ظاهرة فريدة اختفت ويصعب تكرارها، فقد كان قلماً يسيل وطنية ويتدفق عروبة، وكتب الكثير من القصائد التي تعبر عن الهم العربي، وكان شديد الفخر بإنجازات الدولة.
واستحضر العاني العديد من المواقف التي جمعته بمحمد بن حاضر، مشيراً إلى أن الراحل كان يواسيه في المصاب العربي الكبير في بغداد، وما حل بها من تدمير وخراب.
وذكر العاني، أن محمد بن حاضر كتب الكثير من القصائد الوطنية، منها نص ملحمي ضم أكثر من 210 أبيات، في حب الإمارات، يرصد فيها كيف تحولت هذه الأرض الطيبة إلى جنات بأبيات ومفردات فيها القوة والبلاغة.
*جولة
و قدم د. شهاب غانم، تطوافاً بديعاً حول جوانب من سيرة محمد بن حاضر ومآثره وإبداعاته الأدبية، مشيراً إلى أن الراحل كان شخصية محبوبة وآسرة، بما امتلك من أخلاق رفيعة وقيم ومثل، كما كان شاعراً مطبوعاً وجميلاً.
ولفت غانم، إلى أن محمد بن حاضر، كتب الشعر العمودي والنبطي، وله العديد من القصائد التي كتبها على طريقة التفعيلة، لكن تلك النصوص غير مجموعة في كتاب أو ديوان، على الرغم من أن هنالك العديد من الإصدارات التي تناولت شعره على نحو ما فعل إبراهيم الهاشمي، الذي جمع الكثير من قصائد الراحل في كتاب.
وأوضح غانم، أنه قد جمع بعض نصوص محمد بن حاضر في كتابه «شعراء من الإمارات»، كما ترجم له قصيدتين، فالراحل يستحق الاهتمام به من قبل الإعلام والشعراء والنقاد، فهو شاعر صاحب تجربة مختلفة، كما كان مثقفاً وملماً بعدد من اللغات، ومحباً للأدب والثقافة ومساعدة الآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5bwxnebp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"