قمة الثوابت و«السنع»

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

كانت القمة العالمية للحكومات ذات طابع خاص، ليس بسبب المواضيع التي طرحت في أهم التخصصات التي ستغير العالم وبدأ بها منحنى جديد في حياة الأنسان والكوكب، وما لها من تغييرات وتأثيرات، وأهمية المواكبة والتعلم، كل تلك الجلسات تعد ذات قيمة معرفية علمية ثقافية اجتماعية مهمة جداً، لا يجادل فيها اثنان، ولكن لأن القمة في بعض جلساتها المهمة ركزت على قيم مهمة: الوطن، ومن يعيش فيه وأن الوطن نحن. الأصل والثوابت التي لا نقبل أن تتزعزع، الدين، والأخلاق. «السنع» التي تربينا عليها وأسس عليها أجدادنا الوطن. القدوة وأهميتها. المرأة المصونة. الإبداع الذي يخدم الإنسان ويمكنه. الأمن والأمان. الأصالة والهوية. الانتماء والولاء. التاريخ وأن الماضي من ثوابت المستقبل، ولن نتخلى عن جذورنا وحياة أجدادنا. أن نسمع من جديد من يتحدث عن كل ذلك وأكثر.

جلسة سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، التي تعودنا أن تختم بها جلسات القمة، كانت ذات رسائل مهمة، وأبعاد متنوعة متجذرة بتاريخ تأسيس الإمارات ومن بنوها وكيف بنوها. كانت ذات ترسيخ مهم في قضية الهوية، من نحن وانتماؤنا، وأن كل من يخالف ديننا، وأعرافنا، وثوابتنا، وقيمنا لا ينتمي إلينا، شاذّ عنا. القدوة التي أكد أنها مهمة، وأن نختار قدواتنا بحرص، ليس كل من يعتلي المسرح قدوة، وليس كل ذي صوت وصدى قدوة، أن نتحرى في كل شيء ما يناسبنا وما يمشي معنا. أن نحذر المحتوى الرقمي، وأن ليس كل ما نقرؤه حقيقة، أن يكون الوعي والنضج في شخصياتنا وما نمثل انعاكساً لما يريده قادتنا منا.

كلمات الدكتور سلطان النيادي، كانت ولا تزال تنتشر بشكل واضح، رأينا في حديثه «السنع»، والمعرفة، والثبات، والتواضع، والتجربة، والعلم الذي تمسك به، الشخصية التي تعب عليها وكانت مستعدة للفرصة التاريخية التي لم تغير حياته فقط، بل حياتنا للأبد، تركيزه على نفسة قدوةً وإن لم يقصدها في حديثه بل رأيناها نحن في خلقه، في حسن الإنصات له من كل المستويات منذ أول جلسة، حضورياً أو عبر مواقع التواصل، دخوله ولأول مرة بعد سنوات بالزي الإماراتي الذي قال إن الكثير لم يعرفوه، يؤكد كيف أن الصورة التي نخلقها ستستمر معنا، البزة الزرقاء هُويته ليس للونها، أو شكلها، بل لأنها أعطته بعداً مختلفاً، ورسخت في الأذهان للعالم عنا صورة مغايرة وذات قيمة وبصمة.

تبقى كل الكلمات ذات أثر، ويبقى الوطن وما نريده من استمرارية الثوابت والسنع والقدوة الحقة، أهم ما نتطلع له؛ شكراً لكل هذه القصص.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mhhjcwex

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"