عادي

جان بيير لافون.. من ضابط مشاة في الجيش الفرنسي إلى مصوّر يروي أسرار أمريكا

19:44 مساء
قراءة 3 دقائق
جان بيير لافون خلال جلسة حوارية

أكد المصور جان بيير لافون، أن المصور الصحفي يجب أن يكون لديه حس تجاه ما يقوم به، وأن يرسم الشيء الذي يفكر فيه بمخيلته، بحيث يمتلك العقلية لاستشراف النتيجة التي يريد الحصول عليها من صوره.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: «جنة المصورين: توثيق أمريكا المضطربة» ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر».

الصورة

وقال لافون: «اعتدت أن أضع في عقلي تفاصيل كل قصة أرغب في تصويرها، ولم أكتفِ بذلك فقط، بل أرى ما أصوّر ولا أكتفي بالتصوير فحسب، وإنما أُعطي لنفسي الوقت الكافي لاستشراف إطار معين وأحدد مدى دقته عند التصوير».

وتحدث جان بيير لافون عن حياته الشخصية: «ولدت في الجزائر العاصمة، ونشأت في المغرب ومع بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت لغتي الأولى هي العربية، وما زلت أتحدث باللهجة المغربية بجانب اللغة الفرنسية، وشاركت في الجيش الفرنسي كضابط مشاة وكان تحت إمرتي 50 شخصاً».

الصورة

وأضاف: كنت أقوم بعملية استطلاع ومعي مصور اسمه هانز هاس، كان يصوّر سمك القرش تحت الماء في البحر الأحمر، ومن حينها قررت أن أكون مصوراً رغم أن والديّ أصرّا على أن أكون مثل بقية أفراد العائلة، لكن حينما أخبرت جدّي برغبتي، قال لي: «أنت لديك فكرة رائعة، لأننا نعرف جانباً واحداً من العالم، لكنك ستعرف العالم كله بهذه المهنة».

وتابع: «اتجهت لدراسة التصوير، واخترت مدرسة في سويسرا وبقيت هناك 3 سنوات، وعلى الرغم من عملي مساعداً لمصور في باريس يصوّر نجوم السينما، فإنني قررت أن أكون مصوراً صحفياً؛ فقد كنت أتابع مارتن لوثر كينج وتأثرت به، إلى أن وصلت إلى الولايات المتحدة في عام 1964 وبدأت لمدة ثلاثة عقود في توثيق أمة كانت تمر بمرحلة مراهقة مضطربة».

الصورة

وتضمنت الجلسة الحوارية للافون الحديث عن تجربته في نيويورك، التي وصلها بالمصادفة، بعدما حاول العمل في أوروبا ولم يستطع، موضحاً: «أخبرني أحد أصدقائي بأنه سيتوجه إلى نيويورك إذ يعمل مراسلاً صحفياً وعرض عليّ تقاسم الشقة وإنشاء وكالة صغيرة سوياً، فقررت بيع سيارتي وكاميرتي ووصلنا إلى الولايات المتحدة».

وأضاف: «كان صديقي يؤدي عمله وكنت أبقى وحيداً في الشقة وليس لدي إقامة، لذلك كان عليّ أن أجد عملاً، وعملت في الغرفة المظلمة الخاصة بالتصوير، وبقيت أعمل ليلاً ونهاراً وألتقط صوراً للمشاهير، حتى حصلت على «البطاقة الخضراء»، ووجدت عملاً صحفياً بسرعة».

الصورة

وتطرق لافون إلى الأحداث الصعبة التي شهدتها أمريكا خلال الستينات والسبعينات وبحلول الثمانينات، كان الأمريكيون مستعدين لبداية جديدة، وأعلن خلالها الرئيس ريغان أن أمريكا ستكون مدينة مشرقة على تل.

وتطرق إلى الحديث عن عمله الصحفي قائلاً: «حين كنت في نيويورك تايمز قالوا لي إن هناك عصابة تسيطر على إحدى المناطق وتحمي أطفالاً صغاراً يرتكبون جرائم، فتوجهت لهم وقلت لهم: أنا مصور وقضيت معهم 3 أيام وكان هذا التصرف يحمل قدراً كبيراً من المخاطرة، لأنه من الخطورة لرجل أبيض أن يحضر وسط أناس عرفت بعد ذلك أنهم من بورتوريكو ويتحدثون الإسبانية ولا يعرفون الإنجليزية».

الصورة

وقال: «التقطت مشاهد حقيقية للقتال الذي تقوم به العصابات، ورصدت بالصور الفقر المدقع لمدينة بروكلين، والتقطت صوراً للنفايات المنتشرة ولم أكن أتصور أن أجد كل تلك الأزمات في أمريكا».

وأكد جان بيير لافون، أنه حينما يذهب المصوّر إلى نيويورك، فإنه يستمتع بالتصوير ويعتبرها «الجنة»؛ فلا أحد يزعجه، فقد كنت حيث أرغب في التقاط صورة أخبر الشخص بقصتي ويسمح لي دون مشاكل.

الصورة

وأوضح أنه كان يحرص على أن يجد قصته بنفسه، وأن يراها في البداية بعينيه قبل عدسة كاميرته، حتى يلتقط المشاهد بصورة مختلفة ذات رؤية مميزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45pazr86

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"