عادي

«مفقودون في ذاكرة لبنان» للمصوّرة داليا خميسي

19:41 مساء
قراءة دقيقتين
معرض المصورة اللبنانية داليا خميسي

تقدّم المصورة اللبنانية داليا خميسي لزوّار المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2024» جانباً مستمرّاً لتبعات الحرب اللبنانيّة الأهليّة بين العامين 1975 و1990، مسلّطة الضوء على بصيص من الأمل الذي يتلاشى شيئاً فشيئاً، في رحلة الانتظار والبحث عن أكثر من 17 ألف مفقود رسمياً في لبنان.

داليا خميسي التي تعرّض أيضاً والدها للاختطاف في تلك الحرب لكنّه كما تقول كان محظوظاً في العودة إلى الحريّة؛ تُجسد في صورها ألم الفقد والانتظار الذي ينتهي في كثير من الحالات بوفاة المُنتظر قبل أن يحصل على أي معلومة حول مصير مفقوده. ففي صورة للفلسطينيّة آمنة بنات «أمّ عزيز»، التقطت لها في العام 2010 تظهر وهي تجلس في شقتها في مخيم البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، وقد علّقت على الحائط صور أبنائها الأربعة الذين اختطفوا معاً في العام 1982، وقد توفيت أم عزيز في العام 2022 دون أن تعرف مصيرهم. وفي سلسلة صور أخرى توثّق داليا عدداً من المقتنيات التي احتفظت بها أم عزيز لعقود من الزمن بعد عملية اختطاف أبنائها.

الصورة

وكذلك الحال للبنانيّة ماري، حيث التقطت لها داليا خميسي صورة وهي تنظر إلى صورة ابنها جورج الذي اختطف عام 1983 في بيروت، ورغم سنوات طويلة من البحث إلا أنّ الموت عاجلها في العام 2020 وقصّة الفقد التي عاشتها لم تُكتب نهايتها بعد. أمّا عايدة جعايدة فلا تزال رحلة البحث عن زوجها مستمرّة، كغيرها من آلاف العائلات، حيث تظهر في صورة وهي في غرفتها بجانب صورة زوجها كمال الذي تمّ إيقافه على أحد الحواجز مع ابن أخيه عام 1985 ومنذ ذلك الوقت وهي تنتظر عودته.

الصورة

ويتنقّل الزائر بين العديد من الصور التي لا توثّق لحظات الانتظار التي تحولت لسنوات طويلة فحسب، بل تُجسّد أيضاً بعض الأماكن التي تم تحويلها إلى معتقلات للمختطفين، ولم يبق فيها سوى آثار لهم مثل جوازات سفرهم أو بعض المقتنيات الشخصيّة؛ لتكون شاهدة على مرورهم منها نحو المجهول الذي لم يُكشف بعد.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tcfj9b3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"