عادي
نيكي هايلي تنسحب من السباق الرئاسي

ترامب منتشٍ بنصر «الثلاثاء الكبير».. وبايدن ممتعض: «مصمم على تدمير ديمقراطيتنا»

09:49 صباحا
قراءة 7 دقائق

الخليج - متابعات
فاز دونالد ترامب في 14 ولاية في انتخابات «الثلاثاء الكبير» التمهيدية للحزب الجمهوري، بما في ذلك تكساس وكاليفورنيا، لكنّه خسر في ولاية واحدة، حيث حقّقت نيكي هايلي مفاجأة بفوزها في ولاية في فيرمونت.
ويسعى الرئيس السابق الذي بدى «منتشياً» بعد نصره الكبير إلى عودة لافتة إلى البيت الأبيض بعدما أطاح به الديموقراطي جو بايدن عام 2020، وحصد الملياردير الأمريكي ترامب أكبر عدد من المندوبين في الولايات الـ15 المعنية بانتخابات الثلاثاء في طريقه لحجز بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري.

انسحاب هايلي؟

انسحبت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، وأنهت حملتها الرئاسية الأربعاء، وهو القرار الذي ضمن فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري ومواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن مرة أخرى في انتخابات نوفمبر.
وظهرت هايلي لإلقاء تصريحات موجزة نحو الساعة 10 صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث اتخذت قرارها بعد الثلاثاء الكبير.
وشجعت دونالد ترامب على كسب دعم الناخبين الجمهوريين والمستقلين الذين دعموها. وتمنت له التوفيق.

ترامب السعيد

وذكرت محطات التلفزيون الأمريكية أن ترامب فاز في 14 ولاية هي ولايات الاباما وألاسكا وأركنسو وكولورادو وكاليفورنيا وماين وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرجينيا ويوتا.
وأعرب ترامب من على منصته «تروث سوشال» عن شكره.
ووصف الرئيس السابق ليلة إعلان النتائج بأنها «رائعة ومذهلة» مع اقترابه من نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب أمام حشد من أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر سكنه في فلوريدا: «هناك سبب لماذا يسمونه الثلاثاء الكبير. يقول لي الخبراء لأنه يوم كبير، وإلا لأنه لم يكن هناك مثيل لهذا اليوم من قبل ولا أي شيء بهذا الحسم، على الإطلاق».

وتمكنت منافسته، سفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من الفوز بفارق ضئيل في ولاية فيرمونت الشمالية الشرقية، لكنها رفضت حتى الآن الانسحاب من السباق، وفقاً لفرانس برس.

وفشلت هايلي التي كانت سفيرة بلادها في الأمم المتحدة في عهد ترامب في أن تشكل عائقاً رئيسياً على طريق ترامب للحصول على الترشيح منذ حلت ثالثة في الانتخابات التمهيدية الأولى في أيوا في يناير/ كانون الثاني.

ترامب المختلف

وترامب مختلف تماماً عن أي مرشح آخر للانتخابات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة. فهو تعرض لإجراءات إقالة مرتين وهزمه جو بايدن بفارق سبعة ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2020 ويواجه راهناً 91 تهمة في أربع محاكمات.
إلا أنه يلقى شعبية في صفوف الطبقة العاملة وسكان الأرياف والناخبين البيض، ما وضعه على مسار الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري.
أما هايلي التي تتمتع بشعبية في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، فيتوقع أن تحصل على عدد قليل جداً من المندوبين في الانتخابات التمهيدية.

مواجهة جديدة بين بايدن وترامب؟

وقال الناشط الجمهوري كيني نايل لوكالة فرانس برس من فلوريدا «أتوقع أن تنسحب نيكي هايلي. فلا مجال لها أن تحصل على الترشيح بعد هذه الليلة».
وفاز ترامب في ماين وهي واحدة من ثلاث ولايات سعت لشطب اسمه عن بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بسبب سعيه إلى قلب نتيجة الاقتراع الرئاسي في 2020 والهجوم على مبنى الكابيتول في العاصمة الفيدرالية.
إلا أن المحكمة العليا رفضت هذه المحاولات الاثنين، ما فتح الباب أمام مشاركة ترامب في الانتخابات في كل الولايات.
لكن ترامب لم يتمكن حسابياً من حسم السباق. ويتوقع الآن أن يضمن ترشيح الحزب في 19 مارس/آذار على أبعد تقدير بحسب فريق حملته الانتخابية.

وتابعت هايلي صدور النتائج من شارلستون في كارولينا الجنوبية ولا يتوقع أن تدلي بأي تعليق.
ويتوقع مراقبون أن تنسحب هايلي (52 عاماً) من السباق قريباً رغم تأكيد أنها قادرة أكثر من ترامب على إلحاق الهزيمة ببايدن في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت الناطقة باسمها في وقت متأخر الثلاثاء «ثمة كتلة واسعة من الناخبين الجمهوريين تعرب عن مخاوفها حيال دونالد ترامب».


بايدن يفوز في 14 ولاية

وعلى الجانب الديموقراطي حصد بايدن الفوز في 14 ولاية، وفق ما أعلنت شبكات التلفزيون الأمريكية، لكن هناك توقعات بأن يخسر أمام منافس مجهول نسبياً هو جايسن بالمر في جزر ساموا الأمريكية في جنوب المحيط الهادي.

وحذر بايدن في بيان وزعته حملته الانتخابية من أن ترامب «مصمم على تدمير ديموقراطيتنا، وانتزاع حريات أساسية، مثل قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة بالرعاية الصحية، وإقرار حزمة أخرى من التخفيضات الضريبية للأثرياء بمليارات الدولارات... وسيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة».
وتُظهر استطلاعات مؤسسة «ريل كلير بوليتيكس» الإعلامية أن ترامب البالغ 77 عاماً يتقدم بفارق 65 نقطة على منافسيه في الانتخابات التمهيدية، وبنقطتين على الرئيس جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.

المندوبون حسموا المعركة

وقد صوّت ملايين الأمريكيين، الثلاثاء، في يوم «الثلاثاء الكبير»؛ لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن بسبب نظام الانتخابات التمهيدية الخاص جداً، لم يكن لكثير من هذه الأصوات أي ثقل يذكر، حيث برزت الأهمية الكبيرة للمندوبين.
ووفقاً للنظام الانتخابي في الولايات المتحدة فإنه من أجل الحصول على بطاقة حزبهم للانتخابات الرئاسية ينبغي للمرشحين الحصول على عدد معين من المندوبين، ولا يهمّ في هذا الإطار العدد الإجمالي للأصوات التي يحصلون عليها للوصول إلى هذه النتيجة.
وتجرى الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي كل أربع سنوات لاختيار المندوبين الذين سيصوّتون لاختيار المرشح خلال المؤتمر العام للحزب رسمياً.

وأغلبية الولايات الـ 15 التي نظمت انتخابات تمهيدية في إطار «الثلاثاء الكبير» تختار مندوبيها على أساس المبدأ نفسه: أي أن المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات يحصل على العدد الإجمالي لمندوبي كل ولاية.
والحلول في المرتبة الثانية قد يعني عدم الحصول على أي مندوب.

وبالنسبة لنيكي هايلي، المرشحة الوحيدة المتبقية على طريق دونالد ترامب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، قضى هذا النظام على فرصها بشكل شبه تام؛ إذ إنه يميل إلى خدمة مصلحة المرشح الأوفر حظاً.

وحققت حاكمة كارولاينا الجنوبية السابقة 40 % من الأصوات في هذه الولاية، لكنها لم تحصل إلا على ثلاثة مندوبين، في حين فاز ترامب بـ 47 مندوباً.
ومساء الأحد، فازت هايلي بالانتخابات التشريعية في العاصمة الفيدرالية واشنطن، في أول فوز لها، وحصلت على 19 مندوباً.

هجوم حماس والرئيس

وفي تصريح هو الأكثر وضوحاً له حتى الآن بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووسط تزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة لوضع حد للهجوم الإسرائيلي، أعرب ترامب عن دعمه للحرب.
فعندما سئل ترامب خلال مقابلة على شبكة «فوكس نيوز»، مساء الثلاثاء، إن كان يقف «في معسكر إسرائيل»، أجاب بحزم وحسم «نعم».
وعاد محاوره ليسأله ما إذا كان «موافقاً» على الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هجومها في غزة، فرد الرئيس السابق بالقول «يجب عليك إنهاء المشكلة». وتابع: «لم تكن لتحدث في عهدي».

إلا أن ترامب ألقى باللائمة مجدداً وتماماً كما فعل مرات سابقة عند حديثه عن الحرب الروسية الأوكرانية، بأن الحرب اندلعت و«هجوم حماس حصل، لأن الرئيس الحالي جو بايدن ضعيف ولا يحترمه أحد»، وفق تعبيره.

كما كرر قوله «إن تلك المشكلة لم تكن لتحدث في عهده» بمعنى لو كان رئيساً للبلاد.

أتت تلك التصريحات فيما يتعرض بايدن الذي بات من شبه المؤكد أن ترامب سينافسه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسية، لانتقادات حادة على المستوى الدولي ومن قاعدته الديمقراطية بسبب دعمه لإسرائيل، مع ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في غزة وشبح المجاعة الذي يخيم على القطاع.

كما حضّت تحركات احتجاجية أمريكية الناخبين على معاقبة بايدن في صناديق الاقتراع، بسبب دعمه لإسرائيل. فصوّت أكثر من 100 ألف حزبي ديمقراطي في ميشيغان بـ«غير ملتزم» بدلاً من إعطاء صوتهم لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية المتأرجحة الأسبوع الماضي.

ومع تفاقم الوضع الكارثي في غزة، كثّفت الإدارة الأمريكية الحالية ضغوطها على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان، وإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس. إلا أنه حتى الساعة لا تزال المحادثات متعثرة، وتواجه صعوبات جمة.

رفض حكم منع ترامب من الترشح

من جهتها رفضت المحكمة العليا الأمريكية، مؤخراً، حكم محكمة في كولورادو بعدم أهلية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للترشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، في إطار الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة إقامتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وكانت المحكمة العليا في ولاية كولورادو الأمريكية قد قضت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعدم أهلية ترامب لخوض انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للانتخابات الرئاسية في هذه الولاية؛ بسبب ما فعله خلال اقتحام حشد من أنصاره مقرّ الكونغرس في 2021، بينما سارع المتحدّث باسم حملة ترامب إلى التنديد بقرار المحكمة المناهض للديمقراطية، متعهّداً بالطعن فيه أمام المحكمة الأمريكية العليا.

وقالت المحكمة في قرارها، إنها خلصت إلى أن الرئيس ترامب ليس أهلاً لتولي منصب الرئيس بموجب المادة الثالثة من التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة. وأضافت أنه «نظراً إلى أنه ليس أهلاً لذلك، فسيكون عملاً غير مشروع بموجب قانون الانتخابات أن يدرج وزير شؤون ولاية كولورادو اسمه في قائمة مرشحي الانتخابات التمهيدية للرئاسة».

وقال ستيفن تشونغ، المتحدث باسم حملة ترامب، في بيان آنذاك، إن «المحكمة العليا في كولورادو أصدرت قراراً بعدم أهلية ترامب لتولي منصب الرئيس، وسنلجأ بسرعة إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة لطلب تعليق هذا القرار المناهض للديمقراطية بصورة تامة».

وأصدرت محكمة كولورادو قرارها بعدما طعنت مجموعة من الناخبين بقرار قضائي صادر عن محكمة أدنى اعتبر أن ضلوع ترامب في أحداث السادس من يناير/كانون الثاني، لا يمنعه من الترشّح مجدداً للرئاسة. ويرتكز الحكم إلى التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة الذي يمنع أي شخص سبق له، وأن أقسم على الولاء لدستور الولايات المتحدة من أن يشغل أي منصب منتخب إذا ما نكث بقَسَم اليمين عبر مشاركته في تمرّد. وكانت المحكمة الابتدائية في الولاية اعتبرت أن هذا التعديل لا يسري على ترامب؛ لأن منصب الرئاسة غير مشمول بقائمة المناصب الفيدرالية المنتخبة المعنية. واعتبرت المحكمة الابتدائية في قرارها أن ترامب لم تكن صفته بأي حال من الأحوال متولياً لمنصب في الولايات المتحدة؛ إذ يميّز الدستور الأمريكي الرئاسة عن المناصب الفيدرالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/75d43r85

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"