وداعاً.. أستاذي ومعلمي مكي جلال

01:52 صباحا
قراءة دقيقتين

بقلم: اللواء سيف الزري

هكذا هي الدنيا أستاذي ومعلمي الفاضل، وكأنها أدركت ما يكنه القلب ويعتمل في الفؤاد من معاني الإجلال والتقدير والعرفان، من تلميذ لأستاذه ومعلمه، فلم تشأ أن يحين موعد الرحيل قبل أن نلتقي، وكلانا لا يدرك أنه اللقاء الأخير، حين صافحتك مودعاً بعد محاولتي أن أرد لك بعض الجميل، قبل بضعة أشهر، في يوم المعلم الأخير، وأنا أزورك في مقر عملك بمدرسة الدوحة الخاصة في الشارقة، ليكون ردك على زيارتي، وكلماتك لي في ذلك اليوم، آخر وصايا معلم لتلميذه، وآخر بقعة ضوء تضيء الطريق أمامه، قبل أن تنطفئ شعلة النور التي حملتها بيدك، والتي أضاءت الطريق أمام العشرات وربما المئات من تلاميذك.

خلال رحلتك التي امتدت لعقود طويلة من التربية والتعليم والتدريس في مدارس الشارقة، بدءاً من مدرسة العروبة التي عملت بها معلماً للغة الإنجليزية، حيث تشرفت بأن أكون واحداً من تلاميذك، وتتلمذت وجيلي من الطلبة على يديك، وانتهاء بمدرسة الدوحة الخاصة حيث كان لقاؤنا الأخير، قبل أن يفاجئني نبأ رحيلك مترجلاً عن صهوة جواد البذل والعطاء، في أقدس وأشرف وأعظم الميادين.. ميدان العلم والمعرفة والنور، حيث تركت بصماتك الخالدة والباقية بين الأجيال، علماً نافعاً، وقيماً عاليةً، وأخلاقاً فاضلة.

نم أستاذي الفاضل قرير العين ومرتاح البال والضمير، فقد قمت بدورك خير قيام، وأديت واجبك على أكمل وجه، فأمثالك من الرجال - وإن غيبهم الموت جسداً - يبقون أحياء في قلوبنا، وتبقى ذكراهم خالدة في نفوسنا، ما بقينا على قيد الحياة، وستبقى أعمالك وبصماتك ومآثرك وسيرتك العطرة نبراساً يضيء طريق الأجيال..

مكي جلال، تغمدك الله استاذي الفاضل بواسع الرحمة والمغفرة، وأنزلك منازل الأبرار والصديقين، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، والتعازي لأسرتك الكريمة، ولجميع تلاميذك ومحبيك من أبناء الشارقة.. ولا نملك أن نقول في وداعك إلا ما يرضي الله تعالى، «إنا لله وإنا إليه راجعون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58cyfa53

عن الكاتب

قائد عام شرطة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"