مرّ يوم الثامن من مارس، يوم المرأة العالمي، وهنّأ الجميع «المرأة» في يومها ودعا لها بالتوفيق والسعادة والهناء في معيشتها وعملها. المرأة، مرآة المجتمع حقاً، فكل صور الإبداع والتطور، التي تصل إليها تعبّر عن المجتمع الذي عاشت فيه واحتضن إبداعها وفنونها.
لم تكن المرأة ولا أيّ كائن بشري على وجه الأرض، ليعمل ويبدع، إلا عندما تكون بيئته وليدة ذلك الإبداع في كل الأحوال، حتى تلك التعيسة التي تبرز نوعية المعدن الحقيقي للإنسان عموماً. لا ننتظر من المرأة أن تشخص بنفسها وتغادر من حولها بدعوى الاستقلال بذاتها، بل يطلب منها بحكم دورها الفطري بالمجتمع، أن تبقى محور المكان وروح الأسر والجماعات، وتقدم يد المعونة لكل من تراه محتاجاً إليها، لا تنتظر أن تمدّ لها الأيادي، ولا يطلب منها، بل تقدم ما يمكن أن تراه دعماً معنوياً لكل من هم حولها.
وفي تلك المناسبة الخاصة بالاحتفال بالمرأة، نرثي أنفسنا بوجود النساء المتزمّتات فعلاً، خاصة بأجواء العمل، المتفرعنات على الخلق، المتجبّرات، اللاتي للأسف لا يجدن من يرشدهنّ إلى طريق الصواب.
منهنّ التي تظل على شخصيتها إلى أن تخسر وظيفتها وتخسر من حولها، رغم أنها وضعت مقاييس العمل، التي تراها صحيحة وفق نمطها فوق الجميع، بتجرد من كل القيم والمشاعر، فهو الموجه الأول لكل من تعامل معها، ترفع من تصالح معها ولم يعارضها، وتمسح كل من يتجرّأ على مناقشتها، وللأسف دائماً ما تنتهي مسيرة عملها، وإن طالت، بطريقة لا تتناسب مع السنوات الطوال في خبرتها العملية؛ لتلك المرأة نقول هداك المولى تعالى لنفسك أولاً ولأسرتك، وللمحيطين بك، وعسى أن تكوني إلى الله تعالى أقرب، وتكملي مسيرة حياتك بطيب خاطر ونفس صافية وبال هادئ، وتتصالحي مع الجميع قبل فوات الأوان.
وفي المقابل نحيّي ونرفع القبعة احتراماً لتلك المرأة الحنون العاقلة المتزنة، التي أعطت كل ذي حق حقه، بل أينعت حباً وطيبة لكل من حولها، تلك التي بالعمل ناجحة وناصحة، وبالأسرة محتضنة وموجهة، ومع كل من في محيطها الاجتماعي متعاونة ومرشدة، ولله الحمد والمنّة، من تلك الشخصيات تزخر بها كثير من المناطق والجهات والأسر، وفعلاً تلك هي من يطلق عليها المرأة الولّادة للخير والنماء؛ فتحية خاصة لها في يوم المرأة، وكل الودّ لها، تلك التي يفخر الجميع أن يهنّئها ويهنّئ العالم بوجودها بينهم.
