رأي الشهر في المسلمين

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

ما رأي رمضان الكريم في عظمة العالم الإسلامي الحافل بمليارين هم ربع سكان الكوكب؟ هم مسلمون ولا شك، يؤمنون بإله لا إله غيره، وبرسالة هي خاتمة الرسالات، لهم كتاب واحد ورسول واحد، وقبلتهم واحدة، سوى أنهم غائبون عن واقع العصر ومسرح التاريخ، فحججهم وأعذارهم وحتى ذرائعهم معهم. لهذا لم يسأل القلم: ما رأي المسلمين في الشهر الفضيل؟ وإلّا كان السؤال ساذجاً يرجو جواباً من قبيل توضيح الواضحات؟ أمّا أن تسأل: ما رأي رمضان الكريم في المسلمين منذ إطلالة الهلال، فالجواب لاذع لاسع.

هل سمعت ما قال الشهر؟ قال، وقد صار هلاله كالعرجون القديم، بينما هو في أوّل منازله: يحار الفهم في كنه هذه الأمّة، فالمسلمون يموتون جوعاً في غزّة قبل أن يذوقوا طعم الصيام. أطفال فلسطين قبل بلوغ سنّ التكليف، سئموا تكاليف الحياة. واعجباه، الأمريكان يُساقطون عليهم ما لا يسدّ رمقاً، وما يرهقهم رهَقاً، ويزيدهم حُرَقاً، لسقوط الإسقاطات الساقطة في مستوطنات قاتليهم.

أليس هذا هو المشهد الذي صوّره أبو الطيب: «واحتمالُ الأذى ورؤيةُ جانيهِ غذاءٌ تَضوى به الأجسامُ»؟ لكن الإمبراطورية صاحبة مكرمات، فهي تشيد ميناء في غزة.

تنهّد الشهر ثم دمدم وهمهم: تا لله لأمّةُ العرب متيّمة بالدعابة، فقُبيل إطلالة الهلال أعلنت منظمة الأمم أن السودان يواجه أكبر مجاعة في التاريخ.

تراجيكوميديا من الطراز الأعلى: سلّة الغذاء العربي تبيت على الطَّوى. السلة التي كان العرب يحلمون بأن تصير لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، تؤتي أكُلها كل حين، من كل الثمرات والرياحين، فيغدو مئات الملايين فرحين مرحين.

كأن أهل العقد والحل في العالم تمتموا بأنهم يحاولون وقف القتال في السودان وغزة، في رمضان.

فأمّا عن غزة، فإن الأمر يحتاج إلى معجزة لإتمام بناء الميناء وإخلاء القطاع بالترحيل إلى قبرص وما بعدها، وأمّا عن السودان فإن السوءَ دانٍ ما دام الملياران مكتوفي الأيدي يجلسون القرفصاء على رصيف التاريخ.

لزوم ما يلزم: النتيجة الوعظية: لا يوجد صيام أنقى وأتقى من صوم المليارين عن التشتت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5eca7rtj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"