عادي

بالفيديو| لماذا يفطر سكان «برج خليفة» في مواعيد مختلفة.. وما أحكام الصيام بناطحات السحاب؟

21:11 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url

من المعلوم شرعاً أن العبادات مرتبطة بالأشهر القمرية، فالصلاة والصيام والزكاة والحج لها علاقة بطلوع الشمس وغروبها.

وعلى سبيل المثال فإن من يسكن في دبي في برج خليفة الذي يرتفع عن الأرض أكثر من 828 متراً، له أحكام خاصة عند الصلاة والصيام، تختلف عن باقي سكان دبي بل وتختلف من طابق لآخر بحسب الارتفاع، لأن يومه يرتبط بغروب الشمس وطلوعها، وكذلك الأمر بالنسبة لناطحات السحاب.

فمن صام على سبيل المثال وهو يسكن في برج خليفة أو أي عمارة مرتفعة، لا يفطر مع الذين يسكنون في البيوت العادية على سطح الأرض، لأن الشمس عندما تكون غاربة عند أهل الأرض في دبي، لا تكون قد غربت بعد على من يسكن في الطوابق العلوية من برج خليفة.

والقرآن الكريم يقول (... ثم أتموا الصيام إلى الليل...) «الآية 187 من سورة البقرة» أي عند غروب الشمس، فالتحقق من غروب الشمس مطلب شرعي.

يقول الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: «إن برج خليفة يبلغ طوله أكثر من 828 متراً، ويضم 160 طابقاً، لذا لابد أن تنقسم أوقات إفطار قاطنيه إلى ثلاثة أوقات مختلفة لتناول الإفطار، بشرط أن تكون الشمس غير مرئية فعلياً للصائم في تلك الأوقات».

ويقول أيضاً: «لا يجوز لك أن تكسر صيامك إلاّ عند رؤيتك الفعلية لغروب الشمس، ففي الطوابق الثمانين الأولى، إفطارهم مع إفطار الناس في دبي مع رفع أذان المغرب مباشرة، أما الذين يسكنون الطوابق من 80 إلى الطابق 150 أي على مسافة 414 متراً فعليهم أن يؤخروا موعد الإفطار دقيقتين من بعد رفع الأذان، وهكذا يفعلون عند كل صلاة لأن وقتهم يدخل بعد غيرهم بدقيقتين، وأما أهل الطوابق من 150 فما فوق والتي ترتفع 800 متر فعليهم الانتظار لثلاث دقائق وهكذا مع صلواتهم أيضاً فجراً وعشاءً».

نعم... والناس اليوم في رمضان كلهم أو معظمهم يعتمدون على أذان المذياع أو أذان التلفاز وهذا قد يوقعهم في ضياع صيامهم بسبب هذا التهور قبل التحقق من غروب الشمس في أماكنهم الفعلية.

ففي صحيح البخاري باب خاص اسمه باب «متى يحل فطر الصائم»؟ ثم ذكر حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».

ويذكر البخاري أن أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أفطر حين غاب قرص الشمس، ويقول ابن حجر في الفتح: «لما تحقق أبو سعيد من غروب الشمس لم يطلب مزيداً على ذلك ولا التفت إلى موافقة من عنده على ذلك، فلو كان عنده وجوب إمساك جزء من الليل لاشترك الجميع في معرفة ذلك».

وقال القاضي عياض من المالكية: «لا يلتفت إلى بقايا شعاع الشمس بعد مغيبها فمغيب قرصها أوجب الفطر ودخل الليل».

ويقول المناوي في شرحه على الجامع الصغير للسيوطي: «قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر»، يفهم من هذا أن السنة تعجيله بعد تيقن الغروب، فالمحافظة على هذه السنة فيها مخالفة أهل الكتاب في تأخيرهم إلى اشتباك النجوم (انظر فيض القدير ج6 ص583).

وقد سئل ابن تيمية عن غروب الشمس فقال: «إذا غاب جميع قرص الشمس أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق». (انظر الفتاوى الكبرى ج2 ص469).

إذاً فالناس اليوم مقصرون في جانب التحقق من بداية يوم صيامهم ونهايته، لأن 90% منهم يعتمدون على التلفاز أو أنهم لاهون في أماكن عامة مثل المطاعم والطرق، أو ربما اعتمدوا على تلفاز دبي وهم في رأس الخيمة أو العكس، مع العلم بأن هناك فرقاً قليلاً بين إمارات الدولة، وهذا الفرق ينبغي مراعاته فلكياً عند الصلاة والصيام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8dfamh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"