بعد أن قطعنا شوطاً متقدماً في العمل الخيري تعددت قنواته وتنوعت مجالاته وبات من السهل علينا أن نخرج صدقاتنا ونتبرع ونساعد عبر كبسة زر من هواتفنا أو من خلال المنافذ المنتشرة في كل مكان حولنا، ما زال البعض يتعامل مع المتسولين معتقداً بأن تلك الوسيلة أسرع وأكثر تأثيراً حتى الرغم مما تسفر عنه حملات الجهات المختصة وما تكشفه التحقيقات من استغلال واضح لمدعي الحاجة خاصة خلال هذه الأيام المباركة.
بالأمس ألقت إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، القبض على شاب مُتسول، عربي الجنسية، مُتنكر بزي نسائي «عباءة ونقاب» بالقرب من أحد المساجد، وذلك ضمن حملة «كافح التسول» التي أطلقتها القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على الصورة الحضارية للدولة من خلال مكافحة جريمة التسول.
من الواضح اليوم ومع بدء شهر رمضان بروز ظاهرة التسول أكثر من أي وقت مضى وهو ما يشير إلى نية مبيتة لاستغلال الشهر الفضيل من فئات محترفة لتحقيق مكاسب عبر الاستجداء الذي قد يشهد تعاطفاً من الناس الذين يعتقدون بأنهم بمساعدة هؤلاء الأشخاص إنما ينالون أجراً يسعون إليه انسجاماً مع روحانية هذه الأيام المباركة، لكن المفروض هو تجنب التجاوب مع المتسولين الذين اتخذوا التسول مهنة لهم، من خلال استغلال الأطفال أو المرضى أو أصحاب الهمم، وانتشارهم في الأسواق والطرق والأحياء السكنية، والمناطق الحيوية، لممارسة وامتهان التسول، باستجداء واستمالة عواطف الآخرين وتحقيق الكسب غير المشروع.
تجنب المتسولين وعدم التعاطي معهم هو السبيل الأفضل من أجل دعم جهود وزارة الداخلية في مكافحة التسول ومنع استغلال الأطفال وفئات المجتمع الضعيفة في ارتكاب السلوكيات السلبية مثل أعمال التسول بالاحتيال والابتزاز الذي يشوّه الوجه الحضاري للمجتمع ولا يليق بمستوى التقدم والتطور الذي ارتقت إليه الدولة حتى أصبحت من أفضل دول العالم أمناً وسلامة كما أن هناك قنوات مفتوحة من المفترض أن يلجأ إليها هؤلاء معنية بالتثبت من احتياجاتهم وتوفيرها.
تلك الظاهرة لن تتوقف ولن تختفي، وهناك من بيننا من لا يزال يتجاوب معها ولا يعلم حقيقة من يقدم له أمواله وهي مسؤولية يتحملها، وعليه توجيه أمواله وصدقاته وجميع تبرعاته إلى الجهات والجمعيات الخيرية المعتمدة في الدولة المعنية بأعمال الخير والتي تمتلك الكثير من البرامج وهي محل ثقة الجميع.
