عادي
«وول ستريت» ترحب بكبح التكاليف

خفض الوظائف عند أعلى مستوياته منذ فقاعة الدوت كوم

22:40 مساء
قراءة 4 دقائق
خفض الوظائف عند أعلى مستوياته منذ فقاعة الدوت كوم

إعداد: هشام مدخنة

مع ارتفاع معدلات تسريح العمال في مجال التكنولوجيا لأعلى مستوياتها منذ انهيار الدوت كوم، عام 2001، أصبح البحث عن عمل أكثر صعوبة، ويضطر الكثيرون في الصناعة إلى قبول تخفيضات في الأجور إذا تمكنوا أساساً من العثور على وظيفة جديدة.

وتحدثت «سي إن بي سي» إلى عشرات الموظفين الذين تم تسريحهم مؤخراً، وشاركت تجاربهم في سوق العمل. وقد رسموا صورة قاتمة لسوق تنافسية بشكل متزايد مع قوائم للوظائف التي تتضمن متطلبات صارمة للتأهيل، وتأتي بأجور أقل من وظائفهم السابقة.

قالت أليسون كرويسانت، عالمة بيانات تتمتع بخبرة تزيد على عقد من الزمن في مجال التكنولوجيا، سُرّحت من قبل «باي بال» في وقت سابق من هذا العام: «إن ما يحدث غير معقول، يتم تسريح الجميع من وظائفهم». وكانت شركة التكنولوجيا المالية أعلنت في يناير/ كانون الثاني الفائت إلغاءها 9% من قوتها العاملة، أو نحو 2500 وظيفة.

ومنذ بداية العام الجاري، تم شطب أكثر من 50 ألف وظيفة في أكثر من 200 شركة تكنولوجيا، وفقاً لموقع التتبع «Layoffs.fyi». ما يعني أن الحكاية استمرار للموضوع السائد في عام 2023، عندما فقد أكثر من 260 ألف عامل فيما يقرب من 1200 شركة تكنولوجيا وظائفهم.

  • «وول ستريت» ترحب

إلى جانب باي بال، شاركت كل من ألفابيت، وأمازون، وميتا، ومايكروسوفت، وسيسكو، وغيرها في عمليات الشطب هذا العام. وقد رحبت «وول ستريت» إلى حد كبير بخفض التكاليف الحاصل، ما دفع العديد من أسهم التكنولوجيا إلى تسجيل مستويات قياسية بسبب التفاؤل بأن الانضباط في الإنفاق، إلى جانب مكاسب الكفاءة من الذكاء الاصطناعي، سيؤدي إلى زيادة الأرباح.

وبالنسبة إلى عشرات الآلاف من الأشخاص الذين هم في وضع كرويسانت، فإن الطريق نحو إعادة التوظيف شاق للغاية. خصوصاً أن عدد الوظائف المشطوبة، الشهر الماضي، هو الأعلى على أساس فبراير/ شباط منذ عام 2009، عندما أجبرت الأزمة المالية الشركات على وضع الحفاظ على السيولة.

وقال روجر لي، مبتكر موقع Layoffs.fyi: «لم يعد السوق كما كان من قبل. لتأمين منصب جديد، يترك العديد من مندوبي المبيعات والقائمين بالتوظيف التكنولوجيا بالكامل. حتى المهندسين يتنازلون، ويقبلون أدواراً أقل استقراراً، أو بيئة عمل أكثر صرامة، أو أجوراً ومزايا أقل».

وخلال خمسة أسابيع من البحث عن عمل، قالت كرويسانت إنها تقدمت إلى 48 فرصة عمل وحصلت على مقابلتين. واختارت أخيراً قبول دور محلل بيانات ذي مستوى أدنى في إحدى شركات التكنولوجيا المالية، وتخفيض ما يقرب من 3000 دولار من أجرها الأساسي. وأضافت: «لقد كانت تجربة مرعبة للغاية بالنسبة إلي، ولست متأكدة ما إذا كنت سأشعر حقاً بالأمان في الوظيفة مرة أخرى. لكنني واحدة من المحظوظات في النهاية، لأن لدي أصدقاء لا يزالون يبحثون عن عمل منذ أشهر، ولم يعثروا بعد على أي شيء».

  • تحديات الأجور

تم تسريح كريستين باورز في يناير/ كانون الثاني من شركة Flyr الناشئة لتكنولوجيا السفر، بعد عامين من العمل في قسم التسويق. وشبّهت التنقل في سوق العمل الحالي بالعمل بدوام كامل، وأحياناً يكون أكثر صعوبة.

وقالت باورز، التي عملت في مجال التسويق لمدة عشر سنوات: «عند تقديم سيرتك الذاتية تتلقى الرفض على الفور تقريباً. وهذا يؤثر سلباً في ثقتك بنفسك». وتفكير باورز، في الأغلب، في مجال التسويق أونلاين، وهي على استعداد لقبول خفض في الراتب. وتلعب الديناميكيات نفسها، دورها في مختلف أنحاء الصناعة، حتى بالنسبة إلى الموظفين السابقين في شركة «غوغل»، التي كانت لفترة طويلة موطناً لنخبة المواهب في وادي السيليكون. وكريستوفر فونغ، الذي عمل في الشركة من عام 2006 إلى عام 2015، هو اليوم مؤسس مجموعة تسمى Xoogler.co، التي تضم آلاف الخريجين من «غوغل» وموظفين حاليين، وتسعى لمساعدة الأشخاص المسرّحين من شركة البحث عبر الإنترنت العملاقة.

يُذكر أنه في يناير 2024، ألغت غوغل مئات الوظائف في فرق الأجهزة والهندسة المركزية. وقبل عام، سرّحت الشركة أيضاً 12 ألف موظف، أو ما يقرب من 6% من قوتها العاملة بدوام كامل.

وقال فونغ: «إن التحدي الأكبر اليوم الذي يواجهه العديد من موظفي غوغل السابقين هو العثور على وظيفة تحافظ على مستوى أجرهم السابق».

  • سوق الذكاء الاصطناعي

لا تزال فجوة السوق الحالية في مجال التكنولوجيا تتوسع. بحسب «Layoffs.fyi»، حيث الذكاء الاصطناعي يقود العودة إلى التوظيف السريع، على الرغم من استمرار عمليات تسريح العمال في أماكن أخرى.

وذكر الموقع أن رواتب مهندسي الذكاء الاصطناعي ارتفعت بنسبة 12% من الربع الثالث إلى الربع الرابع من العام الماضي، ويبلغ متوسط الراتب لمهندس خبير في الذكاء الاصطناعي أكثر من 190 ألف دولار سنوياً.

في المقابل، تم تسريح أميت ميتال من شركة «أبستارت» للإقراض العاملة بالذكاء الاصطناعي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث عمل مديراً لهندسة البرمجيات، وكان يشرف في كثير من الأحيان على مقابلات العمل. وأكد أن عملية التوظيف أصبحت أكثر صعوبة مع تزايد عمليات تسريح العمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/dy73e43p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"