عادي
قراءات

«نصف شمس صفراء».. رواية الحرب الأهلية النيجيرية

23:51 مساء
قراءة 3 دقائق
تشيما مندا نجوزي آديتشي

أصدرت دار المدى ترجمة عربية لرواية الكاتبة النيجيرية تشيما مندا نجوزي آديتشي «نصف شمس صفراء» وقد أنجزتها الشاعرة فاطمة ناعوت، وقدمت لها، موضحة أن نلسون مانديلا خلال السبعة والعشرين عاماً التي قضاها في السجن، كان يقتل الوقت بقراءة الأدب النيجيري ذي الطبيعة شديدة الخصوصية والثراء، حتى إنه وصف متعته بقراءة رواية «الأشياء تتداعى» للنيجيري تشينوا آتشيبي، الذي لقب ب «أبي الأدب الإفريقي الحديث» قائلاً: «برفقته تتهاوى جدران المعتقل».

راهن آتشيبي على روائية نيجيرية شابة، لافتة الموهبة اسمها تشيما مندا نجوزي آديتشي من مواليد نيجيريا 1977 قال إنها «جاءت مكتملة» واستطاعت عبر روايتين بالإنجليزية، حصد قلوب ملايين القراء من أرجاء العالم، وكذلك حصد العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، روايتها الأولى فازت بجائزة «الكومنولث» لأفضل إصدار أول لكاتب، ثم صدرت روايتها الثانية «نصف شمس صفراء» عام 2007، لتفوز بجائزة «الأورانج» البريطانية، وتبيع ملايين النسخ.

تقع أحداث الرواية قبل وأثناء وبعد الحرب الأهلية النيجيرية البيافرية، التي تُعرف عالميًا بحرب بيافرا، وأزهقت أكثر من مليون روح بشرية، وهي نزاع أهلي مسلح استمر من 1967 حتى 1970، في محاولة من ولايات الجنوب الشرقي النيجيري الاستقلال عن الدولة الاتحادية في نيجيريا، وإعلان جمهورية بيافرا، التي اتخذت من رمز «نصف شمس صفراء» شعاراً لها وعلماً مستقلاً يكافحون من أجل رفعه فوق أرضهم، ولذلك أهدت تشيما مندا روايتها لجديها اللذين قضيا في الحرب، وإلى جدتيها وأبويها الذين حكوا لها أهوال الحرب، ثم أخيرًا للحب، الذي تطمح في أن يسود العالم.

ذاكرة منقسمة

تقول آديتشي: «جدي لأمي، وجدي لأبي، كلاهما كان رجلاً رائعاً، كلاهما ولد في بدايات القرن العشرين في أرض قبيلة الإيبو التابعة للحكم البريطاني، كلاهما قرر أن يعلم أبناءه، كلاهما كان خفيف الظل، وكلاهما كان ذا كبرياء، علمت كل هذا عبر القصص التي حكيت لي، قبل مولدي بثماني سنوات، قتل جداي في بيافرا كلاجئين بعدما فرا من مسقط رأسيهما التي سقطت تحت سلطة الحشود الفيدرالية، وكبرت أنا في ظلال بيافرا، كبرت وأنا أسمع قصصاً عن: (قبل الحرب) و(بعد الحرب) كأن الحرب بشكل أو بآخر قد قسمت ذاكرة عائلتي نصفين، وهفوت دائماً للكتابة عن بيافرا - ليس لأمجّد جدّي فحسب، بل أيضاً لأمجّد الذاكرة الجمعية للأمة بأسرها كتابة (نصف شمس صفراء) كانت بمثابة إعادة رسم شيء لم أره، على أنني حملت ميراثه، كما أنها، كما آمل، ضريبتي للحب ذلك الشيء الساحر اللامنطقي الذي يربط بين الناس، والذي يجعلنا آدميين».

رغم أنها رواية سياسية، وتتناول فترة دامية زاخرة بالمذابح والانتهاكات الإنسانية، إلا أن الكاتبة نجحت في انتزاعها من الجفاف السياسي والبرود الأيديولوجي بأن تناولتها من وجهة النظر الاجتماعية والإنسانية، فكل أحداث الرواية جاءت على لسان صبي صغير خادم، ومن خلال عينيه اللتين تريان ما يجري، وتحاولان أن تفهما ما الذي يحدث في العالم من حوله، ولماذا يحدث؟.

خلال تلك الرواية بوسع القارئ، غير الإفريقي، أن يتلصص على ذلك العالم شديد الخصوصية لمجتمع القارة الإفريقية؛ من أساطير وطقوس حتى إن الكاتبة طعمت روايتها الإنجليزية، بالعديد من الجُمَل المكتوبة بالدارجة المحكية، التي يتحدث بها سكان بيافرا.

أشياء صغيرة

احتفت الكاتبةُ بالأشياء الصغيرة التي تصنع الحياة اليومية للمواطن الإفريقي، سواء القروي الأمي البسيط، أم البرجوازي المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى، وكذلك طبقة الانفتاحيين الأثرياء من جامعي المال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29bbcjm8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"