عادي
صيفنا ثقافة

منى راشد عبيد.. تعيش تجربة فانتازية مع البحر

23:56 مساء
قراءة دقيقتين
منى راشد عبيد
الشارقة - أشرف إبراهيم
تطرح الروائية منى راشد عبيد في كتاباتها السردية، أسئلة جوهرية عن اللامعقول في سيرة الحياة، هذه الأسئلة تفسر سر التحامها بأدب الفانتازيا، فقد استطاعت في روايتها الأولى «النبض المظلم»، أن تفاجئنا بتجربة سردية تغوص في المجهول، وتجسد الأسطورة بمذاق فلسفي ينتمي إلى عالم التجريب باختيار أفكار غير واقعية، حيث انفتحت في جوانب هذا العمل على أسرار جسدت الحيرة في قلب كائن غير بشري، لكنه بعوامل خارجة عن إرادته يتحول في يوم من الأيام بقوة العاطفة إلى إنسان بملامح أخرى، وبهذه الرواية سجلت الكاتبة حضورها في أدب الفانتازيا الذي اختارته طريقاً تحاول من خلاله استحضار حكايات غرائبية من خيالها الحر الذي يجنح بها نحو تجسيد مغاير للحياة وما يقع فيها من أحداث، وهو ما يؤكد أن في جعبتها العديد من المشروعات المستقبلية التي تختزلها من خلال التراكمات المعرفية، والإصرار على تكوين شخصية سردية خاصة بها، تجعلها تروي عن حياة أخرى تضج بالألغاز وتتسع لرصد إشكاليات اجتماعية بروح خيالية خالصة تزخر بمفارقات شتى ضمن تجربتها الحيوية.
وقد بدأت عبيد حياتها الأدبية بكتابة خواطر تعبر عن جماليات النص الحر المشحون بالدلالات، والذي كان يوجه طاقتها الفكرية نحو السرد المكثف الذي كانت تستبطن من خلاله أحوالها الوجدانية برؤية بصرية، فاكتشفت بصورة ما أن لديها قدرة أخرى على التشكيل بروح أدبية مغايرة، فارتبطت بالسرد الروائي الطويل بحكم مساحات الخيال الواسعة التي تسكنها، وهي تعكف حالياً على كتابة رواية متدفقة في سيرتها العاطفية تحمل عنوان «المعاطف الدافئة» التي تجسد فيها حكايات من قلب الواقع برؤية خيالية جامحة، تتناولها بأسلوب فانتازي لا يُفقد القارئ، على الرغم من غرائبيته، بوصلة السياق وظواهر الحكاية، فقد نجحت في تضفير المواقف الاجتماعية الضاغطة على أبطال العمل، وهي تتكئ على أسلوب وصفي يستعرض إشكاليات إنسانية مما يدور في واقعنا، لكنها توسع مجال السرد بمشاهد مشوبة بالخيال، فاستطاعت أن تضبط حبكتها الفاتنازية بسرد حميم شائق في ظل اكتناز الرواية ذاتها بوفرة المعلومات عن أناس واجهوا الحياة المرة، رغم فداحة مصائرهم وحرمانهم من الامتيازات الطبيعية التي يتحلّى بها أقرانهم في دروب الواقع المعيش، وعلى الرغم من أن الكاتبة لم تفصح عن فكرة الرواية بشكل واضح، فإن مغامرتها السردية هذه حظيت بتناول آخر حينما خضعت لشروط كتابة السيناريو، إذ تطمح عبيد إلى تحويل هذه الرواية إلى عمل سينمائي في المستقبل القريب.
ومن ضمن مشروعاتها الأدبية الأخرى، محاولة الانتهاء من رواية جديدة تحمل عنوان «أحببت روحاً» التي تواصل من خلالها توظيف السرد القائم على الفانتازيا في تقديم تجربة وجدانية واسعة الخيال، تتوازى مع أعمالها الأخرى، حيث يشكّل البحر القوة المركزية لبطل الرواية الذي تدفعه الظروف للتعايش مع الأسطورة ضمن بنية سردية مركزة تبرز من خلالها الراوية أنها اختارت طريق الأدب المغرق في فانتازيته بما يشف عن موهبتها الحقيقية في عالمه الرحب الوسيع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxkysj5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"