عادي
صيفنا ثقافة

سلمى الحفيتي تروي عن عالم غامض في رواية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين
سلمى الحفيتي

الشارقة: أشرف إبراهيم

حكايات لا تنتهي تزدحم بها ذاكرة الروائية والقاصة سلمى الحفيتي التي تجرفها مشاعرها الإنسانية نحو كتابة الذات بصورة لافتة، فهي تترك وراء كل عمل سردي أسئلة حارقة نظراً لقدرتها العميقة على سرد الأحلام الممكنة والمستحيلة بحيل رمزية لا يمكن اكتشافها بسهولة، إلا من خلال الغوص في سراديب الحكايات التي تجيد طرحها على مخيلة القارئ، حيث تمتلك القدرة على إشعال حرائق ضمن لعبة الإسقاطات التي تغذي بها مناطق السرد في محاولة لإعادة العمر المسروق لأبطال أعمالها الروائية.

فهي تأوي إلى جيل الرواية الشامخ وتعتصم به من بعض الأجناس الأخرى التي مارستها بنجاح، فلا تزال تتبع خطاها الأولى في قول ما تريد عن المتعبين الذين تمتلئ بهم طرقات الحياة، فتراقب في عيونهم أسى غريباً يغري بالتأويل، وقد حازت عن رواية «تراب السماء» جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، فضلاً عن أن في رصيدها رواية أخرى بعنوان «الأسيف»، وكتاباً آخر يحمل اسم «فرعوني الأشهى»، مجموعة نصوص، وتواصل بدأب مزج الماضي بإيقاع الحاضر في كتابات أخرى بلمسات فنية رائقة.

وفي روايتها الجديدة التي لم تتخير لها اسماً بعد تروي عن عالم مشبع بالغموض إذ تكتنزه الأسطورة، ويجمع بين الخيال والواقع، ما يجعل تناقل أحداثه أمراً حتمياً ضمن زمن السرد الذي تخيرت له أمكنة تقليدية، لكونها شديدة الولوع بالأجواء الغرائبية التي قد تكون حلاً لنجاة بطل العمل من غربة الروح والشتات، في عصر لا يتنسم فيه أجواء الراحة، ما يجعله يذهب إلى الأغوار البعيدة في روحه ليستمع إلى أصوات ونداءات مكتومة ترصد حلمه ومسعاه الذي يجعله يذعن لإرادته، فهكذا تتجسد الملامح البارزة لهذا العمل السردي الذي تنزلق فيه الكاتبة بتلقائية إلى تجسيد منظور إنساني في داخلها تسقطه على أحداث الرواية بذكاء وفطنة، فهي تواصل السرد في هذا العمل الجديد وهي محمّلة بخبرات تكشف عن بواطن الإبداع الروائي الذي تصف فيه مشاهدها الغنية بالمفارقات، بما يجعلها لا توجز في وصف الأحداث لتبرز الألم الغامض في صدر البطل، حيث تقدم في هذا النموذج الروائي رؤية مختلفة عما كتبت من قبل.

وتفكر الحفيتي في أن تجمع نصوصها الحرة التي لم تنشر من قبل في كتاب، خصوصاً أن لها كتابات تختزل أفكاراً صاغتها بفطرة أدبية عالية إذ تغتنم الفرصة في أحيان كثيرة لإعادة قراءة هذا النصوص واستصفاء منها ما يلائم النشر، ومن ضمن مشروعاتها الأدبية الأخرى محاولة تسجيل أعمالها الروائية بصوتها لتقدم تجربة مغايرة، حيث تنوي بعد اكتمال هذه الفكرة بشكلها المترسخ في وجدانها، أن تبث مقاطع بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تشعر بأن إمكاناتها الصوتية والملكات الفردية لديها تجعلها مهيأة للإقدام على تنفيذ هذا المشروع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mttjrzfx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"