عادي
صيفنا ثقافة

مريم مسعود الشحي..معاناة من نوع خاص في رواية

23:35 مساء
قراءة دقيقتين
مريم مسعود الشحي

الشارقة: أشرف إبراهيم

تتميز الروائية مريم مسعود الشحي بغزارتها الثقافية، فهي تستوحي أعمالها السردية من خبايا الحياة والمرارات التي تشتعل جذوتها في عوالم الإنسان، وهو ما رسخ لكتاباتها في الساحة الثقافية الإماراتية، فمن خلال تجربتها المتراكمة، أصدرت ثلاث روايات؛ هي «أنثى ترفض العيش، فراشة من نور، بنت فنتليتور» إضافة إلى نصوص حرة جمعتها في كتاب «صباحات مريم»، فهي تبذل قصارى جهدها في توظيف ملكاتها الفردية في استدعاء مشاهد من الواقع، تقودها للتجريب السردي الطويل؛ إذ تمتلك أدواتها في خلق أجواء فنية أثناء كتابة الرواية بأسلوب حميم، وبرؤية ذاتية، تمنحها شجاعة البوح عن المشكلات المجتمعية، وتعالج موضوعاتها من خلال حشد التفاصيل والوقائع، فاكتسبت كتاباتها حيوية وخصوبة، خاصة أنها تستحضر التجارب، وتصوغها بأسلوب وجداني، يعكس في مرايا السرد ما تمتلئ به الحياة من مفارقات لاذعة، وأحداث تبرز المعاناة الإنسانية بأسلوب مغاير في الطرح.

وفي روايتها الجديدة التي تبحر بها في تصوير إشكاليات إنسانية، تعبر عن الحرمان والألم حين تنفك علاقات أصيلة في المجتمع تحت قسوة ظروف الحياة؛ إذ تذوب بأسلوب سردي قريب من روح القارئ عصارة ما رأته من مأسٍ وقع فيها الآخرون، فتستحضر حكايات شائقة تتدفق باعترافات تفصيلية من بطلي الرواية عن المواقف القدرية التي جعلت كل واحد منهما يبرز معاناته من منظوره الخاص، فلم تزل مريم الشحي تكتب فصول روايتها وهي تعيش مع شخوصها الذين يبلغ عددهم ثلاثة عشر، وهي تبلور تجربة من واقع الحياة لم يتم التطرق لها من المنظور الذي اختارته الراوية في تضفير الحكاية، ومن ثم إبراز المتغيرات المفاجئة بنبرة صادقة تستدعي من خلالها ذكريات الشخوص في الحديث عن مصائرهم الأليمة، لكنها تجسّد بشغف تفاصيل حقيقية تسبغ عليها الكثير من الخيال برؤية واضحة المعالم، فالرواية في نسيجها الاجتماعي ترصد مشاعر حقيقية بين أم وابنها في سياقات درامية ينفطر لها القلب في كثير من الأحيان، ولم تستقر بعد الكاتبة على اسم للرواية فهي تحاول إكمال أحداثها حتى تدفع بها إلى النشر، كما أنها تطمح في أن تتحول إلى عمل سينمائي، كونها كتبت مشاهدها بأسلوب تصويري بصري متحرراً من العادي والمألوف في طرح الفكرة وطريقة التعبير عنها.

وعلى الرغم من أن مريم الشحي تشعر بأصالة انتمائها للسرد الروائي، فإنها لا تهمل إبداعها التشكيلي الذي بدأته في سن مبكرة، وهي في هذه الأيام تواصل رسم لوحاتها، بعد أن نضجت تجاربها واتسعت خبراتها؛ إذ في حوزتها حالياً نحو 65 لوحة جربت فيها تشكيل الحروف العربية بشكل متسق تجمع من خلاله لذة المغامرة ومحاولة تقديم نموذج يعبر عن رؤيتها الخاصة في دروب الخط العربي؛ إذ تفكر في أن تجمع هذه اللوحات من أجل إقامة معرض شخصي تبرز من خلاله مدى تأثرها بقوة الألوان وجماليات الخط، فهي تعبر عن طريق ممارسة الرسم بنوع آخر من الإبداع لا ينفصل عن الكتابات السردية التي تجيدها والنصوص الحرة التي شكلت معالم تجربتها في الكتابة؛ إذ دأبت على نشر لوحاتها على إنستغرام والفيسبوك مثلما تنشر نصوصها الأدبية المكثفة على هذه المواقع الاجتماعية في العالم الافتراضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdctwncc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"