عادي

الحرب على مستشفيات غزة تتواصل.. ومجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار

16:38 مساء
قراءة 4 دقائق
الحرب على مستشفيات غزة تتواصل.. ومجلس الأمن يصوت على مشروع قرار للهدنة

قطاع غزة - أ ف ب

واصل الجيش الإسرائيلي محاصرة ثلاثة مستشفيات في شمال وجنوب قطاع غزة، تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ لليوم الواحد والسبعين بعد المئة، من حربه المدمرة في القطاع، مخلفة عشرات الضحايا، فيما تبنى مجلس الأمن قراراً يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

وتبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين، قراره الأول الذي يطالب فيه بـ«وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، وذلك بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بعدما عطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء الى حق النقض (الفيتو).

والقرار الذي أيده 14 عضواً مقابل امتناع عضو واحد، «يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن «يؤدي الى وقف دائم لإطلاق النار»، و«يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 32333 قتيلاً، و74694 جريحاً، غالبيتهم أطفال ونساء
  • مستشفيات محاصرة

وأكّد الجيش الإسرائيلي، شن عشرات الغارات في مناطق متفرقة من القطاع، ومواصلة عملياته لليوم الثامن في مجمع الشفاء الطبي في غزة، ولليوم الثاني في مستشفى الأمل ومحيطه في خان يونس جنوباً، مؤكّداً أنّه قتل 20 مسلحاً في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة، من حيث أجلى مئات السكان الأحد.

ويتذرع الجيش الإسرائيلي، بأنّه يستهدف تفكيك بنية حركة«حماس»، والقضاء على مقاتليها. لكن الأخيرة تنفي استخدام المستشفيات مراكز لعملياتها. وأكّد الهلال الأحمر الفلسطيني، أنّ «قوات الاحتلال تحاصر كلاً من مستشفى الأمل ومستشفى ناصر» الذي يبعد عنه 1.5 كم في خان يونس «وسط قصف عنيف جداً، وإطلاق نار كثيف». وأضاف، أنّ «جميع طواقمنا تحت الخطر الشديد حالياً، ولا تستطيع الحركة نهائياً».

وقالت حركة «حماس»: إنّ القصف المدفعي المكثف استهدف محيط مستشفى الأمل ومجمع ناصر، من أكبر مستشفيات جنوب القطاع، كما استهدف الطوابق العليا في الشفاء والمباني المجاورة، في مدينة غزة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنّه اعتقل نحو 500 شخص وصفهم بأنّهم «على صلة بحماس والجهاد»، وعثر على أسلحة في مجمع الشفاء. وذكر في بيانات سابقة أنّه قتل 170 مقاتلاً اشتبك معهم داخل المجمع، وفي الأحياء المحيطة التي اقتحمها بالدبابات فجر 18مارس/ آذار الجاري..

وأوضح شهود أنّ الجيش الإسرائيلي، طلب عبر مكبرات الصوت من جميع من يحتمون في مجمع الشفاء إخلاءه فوراً، لكن كثيرين قالوا: إنّهم «يخافون من إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم إذا خرجوا».

وأفاد شهود في المنطقة عن «احتجاز عشرات المدنيين بينهم أطفال وإجبارهم على خلع ملابسهم وتقييدهم والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بهم، وإرغام عشرات النساء والأطفال على النزوح سيراً على الأقدام إلى المواصي في جنوب القطاع» لمسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً.

وأكّدت «حماس» أنّ الجيش الإسرائيلي «نسف بالمتفجرات أكثر من 19 منزلاً ومبنى سكنياً وتجارياً في حي الرمال»، متحدثاً عن اشتباكات عنيفة في المنطقة تركزت في حي الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

وقالت وزارة الصحة في غزة: إنّه خلال الـ 24 ساعة الماضية «وصل إلى المستشفيات 107 قتلى، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، في مجازر الاحتلال وحرب الإبادة بحق المدنيين العزل، وما زال عشرات المفقودين وبينهم أطفال تحت الأنقاض»، متحدثة عن مقتل 26 شخصاً، وإصابة العشرات في غارات استهدفت خمسة منازل في رفح، وعن مقتل 18 شخصاً لدى استهداف منزل عائلة سلمان في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وقالت السبعينية هدى عمر التي أصيبت إثر قصف منزل مجاور لمنزلها في رفح «لم يمر علينا مثل هذه الحرب... هذه إبادة ومسح يريدون التخلص منا».

وأضافت المرأة المولودة في 1947: إن «قتل المدنيين والأطفال من أجل مسح فلسطين وخارطة فلسطين عن وجه الأرض. كل هذا حتى نهاجر، لن نهاجر سنبقى في الخيم. إذا متنا سنموت شهداء، وإذا عشنا سنعيش بكرامة في بلادنا».

  • منع مساعدات الأونروا

وتفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع منذ بداية الحرب، وتقول وكالات الإغاثة: إنّها تسمح بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات التي لا تلبي على الإطلاق الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة وصار معظمهم نازحين.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل (الأونروا) الأحد، أنّ إسرائيل منعتها نهائياً من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث يُقدر أنّ 300 ألف شخص ما زالوا فيه، وهم محرومون من مياه الشرب، ولا يجدون ما يأكلونه.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني: «رغم المأساة التي تتكشف أمام عيوننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنّها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال. هذا شائن، ويعني تعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة في ظل مجاعة من صنع الإنسان».

وأكّدت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما، أنّ إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار، موضحة أنّ الأونروا لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ 29 يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن إسرائيل قالت الاثنين: إنّ الأونروا «تخلت منذ فترة طويلة عن دورها في تسهيل وصول المساعدات إلى شمال غزة. نعمل مع منظمات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لتسهيل تقديم كميات كبيرة من المساعدات إلى الشمال».

ومع مواصلة الغارات التي تخلف دماراً هائلاً في ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنّه «كابوس لا ينتهي»، يقوم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بزيارة لواشنطن تتمحور حول الحفاظ على دعم العسكري لإسرائيل، و«سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم».

وتتمسك إسرائيل رغم معارضة دولية بشن هجوم بري على مدينة رفح، حيث يتكدّس نحو 1.5 مليون فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب.

وصعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته الأحد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً مجدداً معارضته شن هجوم على رفح، وقال: إنّ «النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2c2tmm7d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"