عادي
موسيقى الروح

الخرجة في الموشحات

23:36 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1
إيمان الهاشمي

يجب الإشارة إلى أصل كلمة «خَرجَة»، فهي باللغة الإسبانية Jarcha أو Kharja ولا تفسير واضح لها بلغة العجم أو الفرنجة، ليستخدمها العرب دون الحاجة إلى الترجمة أو الدبلجة. ومن هنا ندرك مِن أين باتت هذه الكلمة مُستَخرَجَة، حيث إنها تُستخدم كمصطلحٍ فني خاص بالموشحاتِ المُبَهرَجَة، أي المزخرفة بشدة حد الدهشة المُفرِحة والمُبهِجَة، وذلك لبيان قوة الأحاسيس الملتهبة والمتوهِّجة، أثناء وصف المشاعر الدفينة والمتأجِّجَة، عوضاً عن الأساليب المعتادة والرائجة، أو التعبيرات البسيطة والساذجة، أو حتى التشبيهات البلاغية الدَّارجة.

لنبتعد قليلاً عن هذه القافية المزعجة، والتي قد تسبب للكاتب بعض المواقف المُحرِجة، مع أنها أثبتت صحة حجتها بهدوء ومن دون ضجة، لنتأكد من قدرتها على الشرح والتحليل لهذه الدرجة، فهل هناك أقوى من هذه الحجة؟

«الخرجة» في لغة الضاد تأتي بمعنى الخروج أو النهاية، وهذا ليس المقصود في الموشحة كما أوضحنا منذ البداية، وإن كانت في معظمها تشير بشكل صريح إلى انتهاء المقطع الأخير، حيث نُظِمت الموشحات بالعاميّة الأندلسيّة، وكان فيها مزيج من لغتنا العربية، بعد أن ابتكرت ألفاظاً جديدة من اللاتينية، وبالتالي أطلق عليها بعضهم «الخرجات العجمية»، وذلك نتيجة الاختلاط المباشر وغير المباشر بين العرب والإسبان، ما أدى إلى امتزاج لغوي رائع يسلب الألباب ويخطف الأذهان. ووفقاً لما جاء في أغلب المصادر التاريخية، فإن «الخرجات» تمثل مرحلة من مراحل تطور الموشح الممزوج بفن الإنشاد أو الجوقة.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53bxbha9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"