عادي

باقة ضوء

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: عبدالرزاق إسماعيل

يحيى بن أكثم

تولى يحيى بن أكثم القضاء في البصرة وسنه لم تتجاوز العشرين، فاستصغره أهل البصرة، وفي أحد الأيام سأله أحدهم: كم سن القاضي؟ فأدرك يحيى أنه استصغره فقال: أكبر من عتاب بن أسيد حين بعثه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قاضياً على أهل مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل حين وجه به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قاضياً على أهل اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سواد حين ولاه عمر بن الخطاب قاضياً على أهل البصرة.

وبعد هذا الجواب المفحم غير أهل البصرة نظرتهم إليه وهابوه.

قاضي الرقة

كان عبيد بن ظبيان قاضي هارون الرشيد بالرقة، وذات يوم جاءه رجل يشكو إليه عيسى بن جعفر أمير الرقة، فكتب القاضي إليه: «أما بعد، فقد أتاني رجل فذكر أن له على الأمير خمسمئة ألف درهم، فإن رأى الأمير يحضر مجلس الحكم أو يوكل وكيلاً يناظر خصمه أو يرضيه فعل» وأعطى الكتاب لحاجبه فأوصله إليه، ولما قرأه قال لخادمه: قل له: «كُلْ هذا الكتاب» فعاد الحاجب إلى القاضي وأخبره بما قال الأمير، فكتب إليه: «لابد من أن تصير أنت أو وكيلك إلى مجلس الحكم، فإن أبيت رفعت أمرك إلى أمير المؤمنين» وأرسل إليه الكتاب مع رجلين من أصحابه، فسلماه كتاب القاضي قلم يقرأه ورمى به، فعادا إلى القاضي وأبلغاه ذلك فأغلق بابه وقعد في بيته، ووصل الخبر إلى الرشيد فطلب من القاضي مقابلته، ولما استقبله قال له القاضي: يا أمير المؤمنين أعفني من هذه الولاية فوالله لا أفلح قاض لا يقيم الحق على القوي والضعيف، فقال له الرشيد: من يمنعك من إقامة الحق؟ قال: عيسى بن جعفر، فقال الرشيد لإبراهيم بن عثمان: سر إلى دار عيسى بن جعفر واختم أبوابه كلها، ولا يخرج منها أحد ولا يدخل إليها أحد حتى يعطي الرجل حقه، أو يسير معه إلى مجلس الحكم، فأحاط إبراهيم بدار عيسى ومعه 500 فارس، فارتاع عيسى لهذا الحصار، ودب الخوف في نساء منزله فأخذن يبكين ويصرخن، ولما علم أن الرشيد هو الذي أمر بذلك أدرك أن القاضي اشتكاه، فأمر بإحضار خمسمئة ألف درهم، فأحضرت ودفعت للمشتكي، فبادر إبراهيم إلى فتح أبواب منزله ورفع الحصار عنه.

بر «الفضل» بأبيه

قال المأمون: لم أرَ أحداً أبر من الفضل بن يحيى بأبيه، وبلغ من بره له أنه كان لا يتوضأ إلا بماء ساخن فمنعه السجان من الوقود في ليلة باردة، فلما أخذ يحيى مضجعه قام الفضل إلى إناء من نحاس فملأه ماء وأدناه من المصباح، فلم يزل قائماً وهو في يده إلى الصباح حتى استيقظ يحيى من منامه فتوضأ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrtk6dwh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"