توجد عدة مهارات حياتية من المهم تعلمها والإلمام بها، خاصة عندما تكون تلك المهارات مرافقة لنا بشكل دائم، بل لها تأثير كبير في جودة حياتنا وسعادتنا ومستقبلنا، مثل أثر المال، والحاجة له.
والمهارة التي نحتاجها في موضوع المال هي في إدارته وتنميته وحسن صرفه واستثماره. والحقيقة أن الوعي بقيمة المال مهم، ولا أقصد بالوعي معرفة الأهمية والحاجة له، لأنها ماثلة ولا تحتاج للوعي ولا إلى الفهم، بل أقصد بالوعي معرفة طرق كسبه، ومجالات الإنفاق. هناك مجالات لدفع المال مهمة، ولا مجال للتهرب منها، مثل تلك المتعلقة بالطعام والكساء والمأوى والعلاج ونحوها، وهناك مجالات يتم دفع المال فيها وهي ثانوية، غير مهمة، ويمكن الاستغناء عنها، ويمكن تجنبها. وهناك مجالات يصرف فيها المال لزيادة المال نفسه، مثل الدفع لحضور ورشة تدريبية، أو ندوة تعليمية من شأنها أن تطور مهاراتك ومعرفتك، ما يساهم في زيادة قيمتك في سوق العمل، وبالتالي زيادة دخلك الشهري.
دون شك، أن المجالات الثلاثة التي نصرف فيها المال وهي: المجالات الحيوية والمهمة والضرورية، والمجالات التي نستثمر فيها لزيادة قدراتنا ومواهبنا، ثم ثالثاً المجالات الثانوية، التي نصرف فيها المال، من أجل الترفيه، وممارسة الهوايات، ونحوها، دون التطرق لمجالات أخرى، يجب فيها التوازن، علينا أن نعطي كل مجال ما يستحقه من الاهتمام، وأي خلل في التوازن والتنظيم بينها يعني ارتباكاً في إدارة المال، وبالتالي خللاً في وارداته، وفي طريقة إنفاقه، وفي مهارة استثماره، وفي حفظه.
على سبيل المثال، التركيز على جمع المال، ثم التركيز على المجال الأول، وهو الضروريات فقط، سيؤديان إلى التعب النفسي والإرهاق الروحي، وأيضاً إلى تواضع المعرفة وجمودها، لأن هناك حاجة للتطور والاستثمار في التعلم، وأيضاً هناك حاجة لبعض الترفيه وممارسة الهوايات، وإن تم التركيز على الجانب الثاني المتعلق بدفع المال من أجل التعلم وزيادة المعرفة، سيكون على حساب عناصر ضرورية ومهمة، وأيضاً على حساب فسحة من الوقت للراحة والاستجمام. والحال نفسه عندما نركز على الجانب الثالث، وهو الترفيه، وتمضية الوقت في الفسح والجولات والرحلات، فهذا يعني الإفلاس.
كما أشرت، نحن نحتاج للتوازن والتخطيط، ثم منح كل جانب ما يستحقه من العناية والصرف، وألا ننسى الادخار، واستثمار المال نفسه، وزيادة العوائد، لتكون أكثر من المصاريف.
