عادي
موسيقى الروح

تفصيل الموشحة

23:18 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
لم يتم تفصيل الموشحات الأندلسية باعتبارها فناً فكرياً أو اجتماعياً، وإنما تم تفصيلها على أنها أسلوب خاص بالغناء الجماعي، ففي الحقيقة لم يشاركها في هذه الصفة من قوالب الغناء العربي في العصر القديم غير الأناشيد الدينية، بينما ظهرت في العصور التي تليها أنواع جديدة كالأغاني الترفيهية أو المسرحية، فمثلاً أخذ الشعر في عصر الولاة طابعاً تقليدياً بحتاً، أي بالنظم التقليدي والتفصيل المعتاد الذي لم يستغرق في تحليله وقتاً. أما في عهد الإمارة، فقد حافظت القصيدة على مظهرها التقليدي وشكلها المألوف، وصُنِّفَ كل من خرج عن إطارها آنذاك من الشعر غير المعروف، إلى أن انبثقت بعض مظاهر التجديد مثل شعر الأراجيز. والرَّجَز هو بحر من بحور الشعر العربي العزيز، وتسمى قصائده بالأراجيز ومفردها أرجوزة ويطلق على قائله «الراجز»، ومن هنا نستطيع الجزم بأن هذه كانت أول خطوة نحو التغيير وكسر الحواجز، لتفيض بعدها التفصيلات الإعجازية الأخرى في وصف المعاجز، ففي عهد الخلافة الأموية في الأندلس برزت كل أنواع التجديدات نثراً وشعراً، ولا بأس إن قلنا وزناً وقافيةً وبحراً، وذلك بسبب الاهتمام الكبير من الخلفاء ورعاية الوزراء لشتى الأدباء وأهم الشعراء.

بعد ذلك، أصبح الأندلسيون في عصر الخلافة منحازين لبلادهم حد وصفهم بالتعصب الشديد، واستمروا في تعصبهم هذا إلى أن ظهر التطوّر في شعرهم الأندلسي بشكله الجديد؛ فانتشرت حينها الموشحات وابتكروا لها خاصة أوزاناً موسيقية، ومن ثم طفقوا يغيرون في قصائدهم باستخدام ألفاظهم العامية.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/w4hs3h6h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"