عادي
أجمل ما قيل

الحكمة (1- 2)

00:08 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1

أحُسينُ إني واعظ ومؤدِّبُ

فافهم فإن العاقلَ المتَأَدبُ

واحفظْ وصية والد متحنِّنٍ

يغذُوك بالآداب كيلا تَعْطَب

أبُنيَّ إن الزرقَ مكفول به

فعليك بالإجمال فيما تَطلُب

لا تجعلَنَّ المال كسبَك مُفْرداً

وتُقى إلهك فاجعَلَنْ ما تكسِب

واعبُدْ إلهك ذا المعارج مخلصاً

وانصِتْ إلى الأمثال فيما تُضرَب

...

بادرْ هواكَ إذا هممتَ بصالح

خوفَ الغَوَالب إذ تجيء، وتَغلِبُ

والضيفَ أكرمْ ما استطعتَ جوارَه

حتى يَعُدَّك وارثاً يَتَنَسَّب

واجعلْ صديقَك من إذا آخَيْتَه

حَفظَ الإخاء وكان دونَكَ يقرُب

علي بن أبي طالب

حب السلامة يُثني هَمَّ صاحبه

عن المعالي ويغري المرءَ بالكسل

فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً

في الأرض أو سلماً في الجو فاعتَزلِ

أعلل النفسَ بالآمال أرقبها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لم أرتضِ العيش والأيام مقبلة

فكيف أرضى وقد ولَّتْ على عَجَل

غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتها

فصُنتُها عن رخيص القدر مبتَذَلِ

وإنما رجلُ الدنيا وواحدُها

من لا يعوّلُ في الدنيا على رجل

الطغرائي

اِطْرَحِ الدُّنْيا فَمِنْ عادَاتِها

تَخْفِضُ الْعالي وَتُعلِي مَنْ سَفَلْ

كمْ جَهُولٍ باتَ فيها مُكْثراً

وَعَلِيم باتَ مِنْها في عِلَلْ

كمْ شجاعٍ لَمْ يَنَلْ فِيها الْمُنَى

وَجبانٍ نالَ غاياتِ الأَمَلْ

فاتْرُكِ الْحِيلةَ فِيها وَاتَّكِلْ

إِنَّما الْحِيلَةُ فِي تَرْكِ الحِيَلْ

لا تَقُلْ أَصلي وفَصْلي أَبَداً

إنَّما أصْلُ الْفَتَى ما قَدْ حَصَلْ

‍قِيمةُ الإِنْسانِ ما يُحْسِنُهُ

أَكْثَرَ الإِنسانُ مِنْهُ أَمْ أَقَلْ

ابن الوردي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4k7ctjs6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"