«سبع سنابل»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يعرف أن زراعة القمح من الأمور الصعبة في دول الخليج، نظراً لطبيعة تربة المنطقة التي لا تناسب هذه المحاصيل وندرة مياه الري، إلا أنه ومن منظور ملف الأمن الغذائي الذي بدأت الدولة توليه أهمية قصوى وخصصت له وزارة تتابع شؤونه، لم يعد الأمر كذلك، حيث عملت الدولة من خلال استراتيجيات مدروسة على مواجهة هذا التحدي للتغلب على المتغيرات العالمية التي تُلقي بثقلها على استمرارية سلاسل الغذاء العالمية.

وكانت زراعة القمح في الإمارات، أحد الروافد الاستراتيجية في منظومة تعزيز الأمن الغذائي، وأطلقت مبادرة «قمح الإمارات»، في عام 2017، بمجهود فردي تطوعي لمزارعين إماراتيين، لا يزيد عددهم على 16 مزارعاً، ثم انتشرت خلال الأعوام الماضية حتى أصبحت تضم نحو 200 مزرعة، تنتج أكثر من 80 طناً من القمح سنوياً.

وفي غضون ذلك أطلقت إمارة الشارقة في مارس 2022، مشروع مزرعة القمح بمنطقة مليحة؛ بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وأطلقت المرحلة الأولى على مساحة 400 هكتار، ووجه سموه بعدها بدمج المرحلتين الثانية والثالثة في مرحلة واحدة، تضم 37 محوراً لتبلغ مساحتها في نهاية المطاف 1900 هكتار؛ وذلك لإنتاج أكبر كمية من القمح؛ لتلبية احتياجات السوق.

تم نثر بذور المرحلة الأولى في نهاية نوفمبر 2022، وجاء حصادها بعد 4 أشهر، وتحديداً في مارس 2023، لتنتج الشارقة بحسب ما أعلنت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، دقيق «سبع سنابل» من مزرعة القمح بمليحة، ويحتوي على أعلى نسبة بروتين عالمياً تخطت 19%، وهو من أجود الأنواع في العالم لاحتوائه على أعلى نسبة بروتين، وخلوه من أي مواد كيماوية أو أسمدة، وغيرها من المواد الضارة على صحة الإنسان.

دقيق «سبع سنابل» الذي ينتج في شارقة سلطان حصلت بموجبه دائرة الزراعة والثروة الحيوانية على 5 شهادات معتمدة في الجودة والسلامة، وهو خالٍ من أي مكونات كيماوية تُغيّر من طبيعته كمادة غذائية أو تزيد إنتاجه، وهو أول منتج وطني يحصل على علامة «صنع في الإمارات»، باعتباره مستوفياً لمعايير الجودة والسلامة ومطابقاً للمواصفات القياسية المعمول بها في الدولة.

مليحة أصبحت الحاضن الأكبر لإنتاج القمح في الإمارات، ليتبعها لاحقاً مزرعة الأبقار في مليحة والتي وصلت دفعتها الأولى قبل أيام لتنتج ألباناً عضوية عالية الجودة، تخلو من أي تدخل أو إضافة، ثم مزرعة الدواجن.

كل هذا يضع الشارقة على قاطرة الزراعة والإنتاج الحيواني لتوفر احتياجات السوق من منتجات خالية من أي إضافات عضوية أو كيماوية؛ إيماناً بأن الأمن الغذائي ليس توفير المنتجات فقط، بل بأفضل المواصفات وأكثرها جودة لصحة الإنسان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ttbmw5mh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"