عادي

«مبادئ اللغة».. معجم الألفاظ النادرة

23:27 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: جاكاتي الشيخ
محمد بن عبد الله المعروف بالخطيب الإسكافي والمُكنّى بأبي عبد الله؛ المتوفى (421 ه - 1029م)؛ عالم بالأدب واللغة، وكاتب وشاعر، من أهل أصبهان، كان إسكافياً (صانع أحذية ومصلحها)، ثم أصبح بعد ذلك خطيباً في مدينة الرَّيْ بإيران، حيث جاء اسمه «الخطيب الإسكافي». لم يعثر على معلومات وافية عن حياة العالم الخطيب الإسكافي، ولا عن شيوخه وتلاميذه، لأن المصادر التي عاصرته والتي جاءت بعده أغفلته في أغلبها، رغم أنه كان مشهوراً، بتصانيفه الجيدة، كما كان أحد أصحاب الصاحب بن عباد، وأبي منصور الثعالبي، ويعزو الدارسون مثل هذا الإغفال الذي يحدث مع الأعلام من الشيوخ والأدباء والشعراء إلى ابتعادهم عن مجالس الخلفاء والولاة في عصورهم.

قال ياقوت الحموي عن الإسكافي إنه: «الأديب صاحب التصانيف الحسنة، أحد أصحاب ابن عباد الصاحب»، وقال عنه خير الدين الزركلي إنه: «عالم بالأدب واللغة».

ترك الإسكافي العديد من الكتب من أشهرها: معجم «مبادئ اللغة، و«نقد الشعر»، و«درة التنزيل وغرة التأويل» في الآيات المتشابهة من القرآن الكريم، و«غلط كتاب العين»، و«الغرة» في بعض أغلاط أهل الأدب، و«شواهد كتاب سيبويه»، و«لطف التدبير» في سياسة الملوك في أمور السلطة.

أسس

قد يتبادر إلى ذهن من يطًلع على عنوان كتاب «مبادئ اللغة» أنه كتاب يبحث في أوّليات اللغة، ولكن الذي يقرأه يكتشف أنه في الحقيقة كتاب في قواعد اللغة الأساسية التي تقوم عليها مفرداتُها، إذ يسبِر أغوارها، ويقدّم ألفاظاً ومعاني لا يوجد بعضها في أي معجم سواه.

قسَم الإسكافي الكتاب إلى واحدٍ وستين باباً في موضوعات مختلفة، منها كتاب مُفرد للخيل بأبوابه الثلاثة عشر، وقد اختلف المؤلف في «مبادئ اللغة» عن سواه من المؤلِفين بعدم نظره إلى الأبواب نظرة عامة، بل كانت نظرته لها جزئية، حيث خصص لكل موضوع باباً، بينما كان غيره يخصص له كتاباً، ما مكّنه من الإيجاز، باستثناء موضوع الخيل.

أما عن محتواه فقد ضم الكثير من الموضوعات، من بينها: الخيل التي خصص لها كتابا كما أسلفنا، تناول فيه أموراً عنها، مثل: ألوانها، والشيّات والأوضاح، والبلق، والتحجيل، والسوابق منها، وفحولها، وإناثها، وأحوالها، في النتاج، وعيوبها، وأصواتها، ومشيها، وخلقها، والإبل التي خصص لها باباً بدأه بألفاظ عامة تطلق على ذكورها وإناثها، وذكر أسماءها في مراحل عمرها المختلفة، وأوصاف العِلَل التي خصص لها باباً كذلك تناول فيه أنواع الحمّى، والنبات الذي خصص له خمسة أبواب، تناول في أولها أسماء أدوات الزرع، وأجزائها، وعملها، ومراحل نضج الحبوب، وآفات الزرع، والرّحى، وعرّف بالشجر في ثانيها مع أجزائه، ومراحل نضج البلح والكَرْم، وأحوال حياة الأشجار والفواكه، ووصف ضروب صغار الشجر في ثالثها، وعالج البقول في رابعها، والرياحين في خامسها، إضافة إلى الكثير من الأبواب اللغوية الأخرى، التي اختتمها ب«باب في نوادر مختلفة».

إيجاز

كان منهج الإسكافي في الكتاب معتمداً على الاختصار والعرض السريع، من أجل استيعاب الكتاب لأكبر كم ممكن من الكلمات العربية، التي لا يكون تناولها مملاً ومرهقاً للقارئ، كما قلّل من الشواهد، رغم تنوعها بين القرآن، والحديث، والشعر، والرجز، وأمثال العرب، وأقوالهم المأثورة، كما ركّز على بعض القضايا التي تعتبر من صميم مبادئ اللغة العربية وأسسها، مثل التذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع، والتصحيح اللغوي، والترادف والفروق اللغوية، وغير ذلك.

وُجِدت من الكتاب مخطوطات عدة، إحداها في مكتبة تيمور في مصر، وثلاثة في العراق، وواحدة في بني جامع بتركيا، وأخرى في دمشق، وطبع لأول مرة في مصر سنة 1325ه، بمطبعة السعادة، بتصحيح محمد بدر الدين الحلبي، على نسخة مخطوطة منه مستجلبة من العراق، وحققه بعد ذلك كل من د. يحيى عبابنه، ود.عبد القادر الخليل سنة 1997م، ود. عبد المجيد دياب لتنشره دار الفضيلة بالقاهرة سنة 1999م.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdev9z4u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"