ربيع العقل النّاقد

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل ظننتَ أن العنوان تعريض بالربيع العربي؟ معاذ الله أن يكون سوء قصد القلم أن للغرب ربيعاً ولنا ذاك الربيع. لعلّ داء النسيان يمحو من الذاكرة مشاهد الربيع الذي أراده المغرضون قحطاً سخطاً، قفراً قهراً. أمّا ربيع العقل الناقد فهو أمانيّ حسان رقصت في معبد أحلام النهضة العربية.

موقع «فوتورا سيانس» (علوم المستقبل) الفرنسي (2 إبريل)، نشر تقريراً عن مهرجان علمي أقيم بالتزامن في مدن فرنسية عدّة، مجموع عناوينه والمؤسسات المشاركة فيه، يشكّل قصيدةً رومانسيةً ساحرة البيان: عالم العلم ينظّم ربيع العقل الناقد في مدينة العلوم والصناعة، في شرارات قصر الاكتشاف، وعلى الموقع الشبكي، لتنمية العقل الناقد في سبيل التعامل مع معلومات كالسيول.

يقيناً، لا يوجد شيء أوجب بالأولوية في تأسيس تنمية عربية شاملة، من إطلاق ربيع للعقل الناقد. لقد أريد للعالم العربي أن يكون ربيعه الفصل الأخير في تدميره، لهذا يجب أن تقوم عودة الحياة إليه من انبلاج فجر الوعي واليقظة. عن أيِّ حرية وديمقراطية وانتصارات وإنجازات وتقدّم ومواجهة للتحديات، كانت مجموعة من البلدان العربية، تتحدث، بينما كانت تعاني الفقر والجوع والمرض، والفساد والكساد، والميادين السيادية أهشّ تهشيماً من قشور البيض؟

هذا النوع من المهرجانات العلمية له أبعاد بعيدة. هي بالذات التي تخطف بصر القلم، لأهميتها المصيرية القصوى. ليت قومي يعلمون. في ربيع العقل الناقد الفرنسي، أقيمت بالتوازي ندوات وورش تشبه عمل مراكز البحوث والدراسات، فيها غربلة للرأي العام. يتدفق الناس على مدينة العلوم والصناعة لأغراض من بينها التسلية والاستفادة، ولكن أيضاً للمشاركة في بحث قضايا هم مصادر إثرائها، وهم المستهدفون.

ننقل بعض عناوين المواضيع المطروحة، وعلى القارئ أن يتفضل بتخيل أنها تخص العالم العربي. جائزة لمن يثبت لنا أن أمراً كهذا حدث عربيّاً: ما هي علاقة العرب بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟ (تعطيه صوراً فيصنع لك صوراً مماثلة تحت الطلب، يحرر لك نصوصاً إلخ)، ما هي مصادر المعلومات لدى العرب؟ ما هي علاقة العرب بالعلوم؟ ما هي التخصصات التي يراها العرب علمية؟ كيف هي علاقة العرب بالعقل الناقد؟ للمهرجان ورشات. ورشة فلسفية: هل يفكّر الذكاء الاصطناعي؟ كيف يلاعبنا دماغنا؟ هل ألعاب الفيديو أذكى منا؟

لزوم ما يلزم: النتيجة التوسعية: نجاح المهرجان جعله وطنيّاً، فشمل ميادين الثقافة العلمية، التربية والتعليم ووسائط الإعلام. وقل اعملوا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23wu3wc5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"