فرسان الخير

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

العمل التطوعي يشكل جانباً مهماً في منظومة القيم، إذ وُجد لبناء مجتمع أكثر تلاحماً وتعاوناً. كما أنه يمنح للأفراد فرصة تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، ويعزز لديهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والانتماء.

عززت الإمارات ثقافة العمل التطوعي على مدى عقود، في سبيل ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، إذ وضعت نُصب أعينها دعم مسارات الترابط والوحدة بين أبناء المجتمع، ونشر رسالة إنسانية ترتكز على مبدأ المساواة، وتعزيز مفهوم تقديم المساعدة دون انتظار المقابل، وتوجيه طاقات الشباب نحو خدمة الآخرين، ليكونوا البنيان القوي للوطن والأساس المتين لمجتمع يقدِّر قيمة العطاء.

رمضان شهر التقوى والعبادة، يأتينا بروحانياته ليجتمع الأفراد في المجتمعات على التقرب إلى الله وتعميق الروابط الروحية، وما يميزه أيضاً يكمن في الروح التطوعية العالية التي يتحلى بها الكثيرون في المجتمع، فأصبحت الجهود التطوعية أمراً لا غنى عنه خلال أيام شهر الصيام، لاسيما أنها تلعب دوراً مؤثراً في تعزيز الروحانية وخدمة المجتمع.

في شهر رمضان الفضيل، تتجلى روح التطوع والعطاء بشكل خاص، ليظهر المتطوعون فرساناً ينشرون الخير ويساهمون في تحقيق الكثير من الأهداف الإنسانية والاجتماعية.

تتنوع جهود المتطوعين في شهر رمضان بشكل كبير، حيث يقومون بتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والخدمات الاجتماعية والإنسانية، ويعد أحد أبرز الأدوار التي يقوم بها المتطوعون تلك التي تحاكي توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، وانتشارهم في الشوارع وبين الأزقة حتى بعد مدفع الإفطار.

المتطوعون وضعوا بصماتهم في تجهيز وجبات الإفطار والسحور للصائمين في المساجد والمراكز الاجتماعية، فضلاً عن تقديم المساعدة وتوزيع السلال الغذائية والمواد الغذائية الأساسية على الأسر المحتاجة طوال الشهر الفضيل.

وكان للجانب الثقافي والتثقيفي نصيب في جهود المتطوعين الذين يشاركون بفاعلية في تنظيم الأنشطة الدينية والعلمية، بما فيها الدروس والمحاضرات الدينية، وحلقات القرآن الكريم، وتوزيع المواد الدعوية والكتب الدينية.

نعم لا يقتصر دور المتطوعين في شهر رمضان على الخدمات الاجتماعية فحسب، بل يشمل أيضاً الدعم المجتمعي الكبير على كافة المستويات، لاسيما المتعلقة بتنظيم الفعاليات الثقافية والترفيهية، والعروض الفنية والمسابقات والأنشطة الترفيهية للأطفال والشباب.

يعكس دور المتطوعين في الشهر الفضيل قيم التعاون والعطاء، والمساهمة في إحياء روح الأخوة والمحبة، وتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي، والروحانية والتقوى الدينية، وهنا يجب أن نؤهل أبناءنا ونعلمهم أهمية العمل التطوعي لنغرس فيهم حب العطاء وقيم الواجب المجتمعي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3tynf9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"