عادي

بدور القاسمي سفيرة لملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»

12:50 مساء
قراءة 3 دقائق
بدور القاسمي

اختارت هيئة الشارقة للآثار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، سفيرة لملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، دعماً لجهود الإمارة والدولة في تسجيل الموقع الواقع بالمنطقة الوسطى للإمارة، على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وستمثل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الشارقة والإمارات أمام «اليونسكو» والمنظمات الدولية ذات العلاقة بهذا الملف، وستتولى التنسيق بين الجهات الحكومية، المحلية والاتحادية، لإتمام عملية تسجيل ملف «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، بما يعكس جهود الدولة في إبراز عناصر التراث الثقافي المادي على الساحة العالمية، للمساهمة في الحفاظ عليها وترميمها حسب المعايير الدولية، وكذلك الترويج لها.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «أنا فخورة باختياري سفيرة لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية الذي يعكس التاريخ العريق لإمارة الشارقة، ويعد في الوقت نفسه أحد أهم مواقع العصر الحجري في الجزيرة العربية والعالم، إذ تتجلّى في هذه المنطقة الكثير من الاكتشافات الأثرية التي تقدّم العديد من المؤشرات حول تاريخ الهجرة البشرية الأولى، وهو ما يجعله مَعلماً يستحق الإدراج على قائمة التراث العالمي لـ «اليونسكو». وسأحرص على بذل كل الجهود الممكنة لإدراج الموقع على هذه القائمة الدولية العريقة، بهدف الحفاظ على إرثنا الثقافي للأجيال القادمة ومشاركته مع العالم والترويج له، ويتيح موقع الفاية للعلماء والمهتمين فهم التطور البشري بالعصور المبكرة، ومدى تكيّفه مع هذه المنطقة. وأشكر هيئة الشارقة للآثار والمجتمع المحلي على جهودهما التي أسهمت في الحفاظ على إرثنا الثقافي لنشاركه مع العالم».
من ناحيته، أكد عيسى يوسف، مدير عام الهيئة، أن اختيار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرة لهذا الملف يشكّل دعماً قوياً له، بحكم خبرتها في العمل مع المنظمات الدولية، واهتمامها الأكاديمي بمجال الآثار والعمل الثقافي، وحرصها على دعم الجهود المبذولة لإثراء الدراسات الأثرية لإمارة الشارقة والحفاظ عليها، ونشر الوعي والترويج للمعالم الأثرية الكثيرة التي تحفل بها.
مثال استثنائي 
يُعتبر موقع جبال الفاية مثالاً استثنائياً للبيئة الصحراوية خلال العصر الحجري، ويؤرِّخ للاستيطان البشري المبكر في المنطقة، إلى بدايات العصر الحجري الأوسط وحتى العصر الحجري، خلال ظروف مناخية متغيّرة في شبه الجزيرة العربية، إذ وثّقت الدراسات الأثرية والبيئية للطبقات التاريخية في الموقع استمرارية الاستيطان البشري منذ 210,000 سنة.
وتؤرخ المكتشفات الأثرية بالموقع تطور الاستيطان والمستوطنين من جماعات الصيادين إلى الرعاة الرُّحّل، الذين كانت لهم شعائر جنائزية خاصة، ما ساعد العلماء على وضع تصوّر جديد لطبيعة تكيّف الإنسان مع المشهد الطبيعي للمنطقة في ظروف مناخية قاسية.
ووفقاً للعلماء والباحثين، أدت دورات التغيّرات المناخية كل 20000 عام إلى تأرجح هذه المنطقة بين صحراء قاحلة وبيئة غزيرة المياه، إذ تتجمع المياه في البحيرات وتتدفق على طول قنوات الوادي الممتد من جبال الحجر وحتى الفاية. وتوثق السمات الجيومورفولوجية على طول نطاق الفاية هذه الأحداث والتغيّرات، ما ساعد على فهم هذه الحقبة الزمنية المهمة من تاريخ المنطقة، كما أسهم المزيج الاستثنائي لتوافر مصادر المياه والمواد الخام والكهوف التي استُوطِنت، في جعل الفاية أقدم مشهد صحراوي مأهول بالسكان في العالم، ويقدّم جانباً معرفياً مهماً حول مظاهر ودلالات التكيّف المبكر لسكان المنطقة مع الصحراء.
وكانت هيئة الشارقة للآثار أدرجت في فبراير/شباط من العام الماضي أربعة مواقع أثرية مهمة تابعة الإمارة على القائمة التمهيدية للتراث العالمي في «اليونسكو»، وذلك بعد سلسلة من الدراسات التي أجرتها الهيئة بالتعاون مع خبراء ومختصين أكاديميين لتقييم القيمة الثقافية وأهميتها الأثرية على المستوى العالمي.
وشملت هذه المواقع موقع مليحة- فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية، والنقوش الحجرية في خطم الملاحة وخورفكان، ووادي الحلو الشاهد على تعدين النحاس في العصر البرونزي بشبه الجزيرة العربية، والمشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jvy5cwf3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"