عادي

غداة قرارات «العدل» الدولية .. إسرائيل تواصل قصف رفح

12:54 مساء
قراءة 4 دقائق
ضربات إسرائيلية على رفح عقب قرار «العدل الدولية»

«الخليج» - وكالات 
غداة صدور أمر محكمة العدل الدولية، الجمعة، لإسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في رفح «فوراً»، يواصل الجيش الإسرائيلي، السبت، القصف على قطاع غزة بما في ذلك رفح، في حين تُبذل جهود في باريس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين تل أبيب وحماس.

وأمرت محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتعد قراراتها ملزمة قانوناً لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها، إسرائيل الجمعة، بالإبقاء على معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحاً، وهو مغلق منذ إطلاق عمليتها البرية في هذه المحافظة في أوائل أيار/ مايو.

وقالت إسرائيل إنها «لم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح من شأنها أن تؤدي إلى ظروف حياة يمكن أن تتسبب في تدمير السكان المدنيين الفلسطينيين كلياً أو جزئياً».

من جهتها رحبت حماس بقرار المحكمة الدعوة إلى وقف الهجوم على رفح، لكنها قالت إنها كانت تنتظر أن يشمل «كامل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط».

بدأ الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو/ أيار هجوماً برياً في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، ورغم المخاوف الدولية بشأن مصير المدنيين في المدينة المكتظة بالنازحين، تشدد إسرائيل على أن هذا الهجوم ضروري لتحقيق هدفها المعلن بـ«القضاء» على الحركة الفلسطينية.

وعقب القرار الصادر عن المحكمة الجمعة، تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وكذلك الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وقالت أم محمد وهي فلسطينية من مدينة غزة نزحت بسبب العنف في دير البلح وسط القطاع لفرانس برس «نأمل أن يشكل قرار المحكمة ضغطاً على إسرائيل لإنهاء حرب الإبادة هذه لأنه لم يبق شيء هنا».

وفي المدينة نفسها قال محمد صالح لفرانس برس: «إسرائيل دولة تعتبر نفسها فوق القوانين. لذا لا أعتقد أن إطلاق النار أو الحرب يمكن أن يتوقفا بشكل آخر غير القوة»، وبالنسبة ليحيى (34 عاماً) الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل فإن القرار «جاء متأخراً جداً».

وأضاف «لربما هذه القرارات التي لم تلتزم بها إسرائيل، سواء السابقة أو الحالية، تجعل العالم الغربي خصوصاً يتحرك لأجل قضيتنا بشكل أقوى، وعلى مستويات شعبية وسياسية تدعم الاعتراف بدولة فلسطين وتزيد من فرض حقوقنا بشكل أقوى مما كان سابقاً».

وفجر السبت أفاد شهود فلسطينيون وفرق من وكالات أجنبية،  بحصول غارات إسرائيلية على مدينة رفح ودير البلح، كما قامت طائرات إسرائيلية بشنّ غارات على مخيم جباليا بشمال القطاع، بينما طال القصف المدفعي مناطق قريبة من محطة للكهرباء في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وقتل رجل صباح السبت، بحسب المستشفى الكويتي الذي استقبل جثته، وطالب المستشفى الذي يقع في رفح بتوفير الوقود «بسرعة».

وقال مدير المستشفى صهيب الهمص في بيان: «نطالب منظمة الصحة العالمية بسرعة توفير الوقود اللازم، لضمان بقائه في الخدمة، حيث يعتبر المستشفى الوحيد وسط محافظة رفح الذي يستقبل المرضى والجرحى».

محادثات في باريس

وبعدما لجأت إليها جنوب إفريقيا التي تتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل أيضاً بأن «تبقي معبر رفح مفتوحاً للسماح بتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، من دون عوائق وبكميات كبيرة».

من ناحيته أعلن الجيش الإسرائيلي السبت، مقتل عدد من المقاتلين في «عمليات قتال عن قرب» في جباليا و«مواجهات ونيران الدبابات» في وسط قطاع غزة، وأضاف إنه قام بـ«القضاء على مجموعة مسلحة فتحت النار على قواته» في رفح.

في وقت سابق هذا الأسبوع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال ضد ثلاثة قادة في حماس وضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه.

ورغم انتقاد الحكومة الإسرائيلية إعلان المدعي العام، فإنها أمرت مفاوضيها بـ«العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى عودة الرهائن»، وفق ما قال مسؤول كبير.

بعد توقفها مطلع أيار/ مايو، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف المفاوضات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الرهائن وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.

وتسهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب، وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وتمسّك حماس بوقف نار دائم.

ويزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة للتوصل إلى هدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطلع على الملف الجمعة.

  • لحظة مفصلية
    وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح «في أقرب وقت»، حسب واشنطن.

ولا يزال الوضع الأمني والإنساني مثيراً للقلق في قطاع غزة؛ حيث يلوح في الأفق خطر حصول مجاعة إضافة إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، بينما نزح نحو 800 ألف شخص من رفح في الأسبوعين الماضيين وفق الأمم المتحدة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث ليل الجمعة السبت: «نحن في لحظة مفصلية، يجب أن يكون العاملون الإنسانيون وموظفو الأمم المتحدة قادرين على تأدية عملهم بأمان تام، في وقت يغرق سكان غزة في المجاعة».

من جانبه، أبلغ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن روما ستستأنف تمويل الأونروا التي ستخصص لها خمسة ملايين يورو من مساعدة جديدة للشعب الفلسطيني بقيمة 35 مليون يورو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3w2vbv38

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"