طلاب الإعلام مستقبله

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

هل تحتاج دراسة الإعلام في معاهده ومدارسه، إلى مكمّلات تربويّة تعليميّة، مثلما تحتاج التغذية السليمة إلى مكمّلات غذائية؟ في سنوات الدراسة يتلقى الدارسون مناهج تغطي احتياجاتهم المهنية، لكن المأمول أكبر وأبعد.

لا ننتظر من خريجي معاهد الصحافة والإعلام، أن يكون على أيديهم العلاج السحري لكل أدواء الوسائط السمعية البصرية. ثمّة أشياء لا شاشة لهم فيها ولا حاسوب. هؤلاء غير مسؤولين عن مستوى حريات الفكر والرأي والتعبير. لكن من حق القراء والمستمعين والمشاهدين أن يحظوا بأداء لغوي أفضل للحفاظ على الهويّة. السؤال: إذا كان مستوى العربية في الفضائيات والإذاعات على غير ما يرام، فهل لمؤسسات تعليم الإعلام، مناهج لتعزيز سلامة اللغة؟ قد يقول المعترض: مدرسة الصحافة والإعلام ليست كلية للغة العربية وآدابها، حتى تُسأل عن حماية «الضاد». لا حاجة إلى الترميز، فكليات الآداب نفسها لا يستقيم فيها الظل دائماً. لكن على مدارس الإعلام أن تضع نصب العين أن إعداد المهنيين شيء جيّد، لكنه ليس كل شيء.

يقول علماء الأحياء: «إن الحياة كيمياء، لكن الكيمياء ليست كل الحياة». تستطيع أن تعد قائمةً لكل العناصر الكيميائية الموجودة في البلبل، لكن جمعها لن يعطيك بلبلاً شادياً: «يسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربّي». لك أن تقيس عليه: الإعلام مهنة، لكن المهنة ليست كل الإعلام. الإعلام احتراف، ولكن الاحتراف ليس كل الإعلام. ما يبعث الحياة في الإعلام: روح الإعلام، الرسالة، الإبداع والإحساس بالجمال والجاذبية، التأثير من غير ديماغوجية، الصدقية والموضوعيّة من دون تكلف، الإقناع بلا ألعاب ذهنية أو نفسية، الإعلامي الذي ينصهر في العملية الإعلامية ويغدو هو ذاته إعلاماً، مثلما لا يمكن فصل الرقص عن الراقص.

هل يستوي الإبداع الأسلوبي الرائع والنص ذو اللغة السقيمة التي لا يعرف محرّرها حتى المعاني الدقيقة للكلمات؟ للأسف صار السمع يُنكب بعبارات في غير محلها مثل: «مجزرة ترقى إلى الإبادة الجماعية»، «يعيش الشعب في ظل القمع». مجموع تلك العناصر يتطلب خطة تكاملية ترتقي بالمناهج التي تصب كل جهودها في الاحتراف فقط. لا يكون الإعلامي إعلاميّاً متوازناً، واثق الخطوة، إذا لم يكن إنساناً ذوّاقاً، عقلاً ناقداً لمّاحاً، ومبدعاً تُضيء بين جوانحه الصبابة والفكر، ورصيناً لا يقف في الزاوية الخطأ من التاريخ.

لزوم ما يلزم: النتيجة الخوارزمية: الاقتصار على تخريج الإعلامي المهني المحترف، يعطينا روبوتات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nx6hzfz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"